كوريا الجنوبية تعرض على جارتها الشمالية إجراء مفاوضات في 9 يناير

  • 1/2/2018
  • 00:00
  • 13
  • 0
  • 0
news-picture

عرضت كوريا الجنوبية اليوم الثلاثاء، على بيونغ يانغ إجراء مفاوضات على مستوى رفيع في التاسع من يناير/ كانون الثاني، بعدما مد الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، يده لسيول ملمحا إلى إمكانية مشاركة بلاده في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية التي ينظمها الجنوب. واغتنم كيم رسالته إلى الشعب الكوري الشمالي لمناسبة العام الجديد، ليؤكد مرة جديدة تحول بلاده إلى قوة نووية، محذرا بأن «الزر النووي» يبقى بمتناوله، لكنه في المقابل تبنى لهجة مهادنة حيال سيول. وقال وزير إعادة التوحيد الكوري الجنوبي شو ميونغ غيون، خلال مؤتمر صحفي، «نكرر استعدادنا لإجراء مفاوضات مع الشمال في أي زمان ومكان وبأي شكل». وأضاف، «نأمل أن يتمكن الجنوب والشمال من الجلوس وجها لوجه لبحث مشاركة وفد كوريا الشمالية في ألعاب بيونغ تشانغ، فضلا عن مسائل أخرى ذات اهتمام متبادل من أجل تحسين العلاقات بين الكوريتين». واعتبر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم الثلاثاء، أن رد فعل بيونغ يانغ هو ثمرة العقوبات التي فرضها المجتمع الدولي. وكتب ترامب على حسابه على موقع «تويتر»، أن «العقوبات والضغوط الأخرى بدأت تؤثر بشكل كبير على كوريا الشمالية». وأضاف، «رجل الصاروخ يريد الآن التحدث مع كوريا الجنوبية للمرة الأولى.. قد يكون هذا خبرا سعيدا وقد لا يكون. سنرى!»، مستخدما التسمية التي يطلقها عادة على كيم جونغ أون. وعقدت الكوريتان اللتان تفصل بينهما منطقة منزوعة السلاح يسودها التوتر منذ انتهاء الحرب الكورية 1950-1953، آخر محادثات بينهما في 2015. وترأس تلك المحادثات مستشار الأمن القومي في كوريا الجنوبية آنذاك كيم كوان جين، ونظيره الكوري الشمالي هوانغ بيونغ سو، لكنها فشلت في التوصل لاتفاق. وقال كوه يو هوان أستاذ العلوم السياسية في جامعة دونغوك، إن «مجرد لقاء بينهما سيكون مجديا لأنه يؤشر إلى محاولة من الطرفين لتحسين العلاقات». لكنه أضاف، أنهما عندما يجلسان يمكن أن تضع كوريا الشمالية سيول في موقف صعب بتقديم مطالب غير مقبولة مثل وقف التدريبات العسكرية المشتركة مع الولايات المتحدة. وقال، «ما تحاول كوريا الشمالية القيام به هو إعادة تأسيس علاقاتها مع سيول كدولة نووية. والمعضلة لدى الجنوب تتعلق بما إذا كان بإمكاننا قبول ذلك». ورحب الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي إن، الذي يفضل حوارا لنزع فتيل التوتر مع الشمال، الثلاثاء بتلميح كيم إلى احتمال وجود فرصة للدخول في حوار. غير أنه قال، إن التحسن في العلاقات بين الشمال والجنوب يجب أن يترافق مع خطوات لنزع السلاح النووي.رد إيجابي أثارت كوريا الشمالية قلق المجتمع الدولي في الأشهر القليلة الماضية بعد إطلاقها صواريخ وإجرائها تجربتها النووية السادسة والأقوى. واستخفت بيونغ يانغ بسلسلة جديدة من العقوبات والتصعيد الكلامي من الولايات المتحدة، وواصلت مساعيها لتطوير برنامج التسلح الذي تقول، إنه دفاعي لحمايتها من عدوان أمريكي. وتعد تصريحات كيم أول إشارة على استعداد كوريا الشمالية للمشاركة في الألعاب الأولمبية الشتوية التي ينظمها الجنوب من 9 إلى 25 فبراير/ شباط. ووصف مون ذلك بـ«الرد الإيجابي»، على آمال سيول بأن تمثل ألعاب بيونغ تشانغ، «فرصة رائدة للسلام»، وحض المسؤولين على اتخاذ الخطوات لتحقيق مشاركة كوريا الشمالية. من جهتها رحبت بكين، الحليف الرئيسي لبيونغ يانغ، بالتطورات. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية غنغ شوانغ، «ندعم الجانبين في اغتنام هذه الفرصة للقيام بجهود ملموسة من أجل تحسين العلاقات الثنائية.. والتوصل لنزع الأسلحة النووية من شبه الجزيرة». وتعتبر واشنطن، الصين أساسية في التوصل لحل للأزمة في شبه الجزيرة الكورية، وطلبت من بكين بذل المزيد من الجهود لكبح جماح بيونغ يانغ. وفيما أيدت الصين قرار مجلس الأمن الدولي فرض عقوبات على كوريا الشمالية، عرضت خطة تقضي بتجميد الولايات المتحدة التدريبات العسكرية في كوريا الجنوبية، مقابل تجميد كوريا الشمالية برنامجيها النووي والصاروخي. لكن واشنطن وسيول رفضتا الفكرة، فيما تصر بيونغ يانغ على مواصلة برنامجيها النووي والصاروخي.الدم نفسه في خطابه أمس الإثنين، قال الرئيس الكوري الشمالي، إن الألعاب الأولمبية تعطي سببا للمسؤولين من الدولتين الجارتين «للقاء في المستقبل القريب». وقال كيم في خطابه، «كوننا مواطنون من الدم نفسه كالكوريين الجنوبيين، من الطبيعي أن نشاركهم متعة الفعالية الواعدة وأن نساعدهم». وتجرى الألعاب الأولمبية الشتوية على بعد 80 كلم فقط من الحدود المحصنة مع الشمال، وقد هيمنت  أزمة الأسلحة النووية على الاستعدادات للألعاب. وترغب سيول ومنظمو الألعاب في أن تشارك كوريا الشمالية في هذه الدورة الشتوية. ويقول المحللون، إنه من المرجح أن تشارك كوريا الشمالية في ألعاب بيونغ تشانغ، نظرا لتصريحات كيم المتعلقة بإرسال وفد إلى هناك. وتأهل اثنان من الرياضيين الكوريين الشماليين، ثنائي التزحلق الفني على الجليد ريوم تاي أوك، وكيم جو سيك، إلى الألعاب، لكن اللجنة الأولمبية الكورية الشمالية لم تؤكد مشاركتهما قبل انتهاء مهلة 30 أكتوبر/ تشرين الأول. لكن يمكن للجنة الأولمبية الدولية، أن تدعوهما للمشاركة في الألعاب.

مشاركة :