قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إن قوله تعالى: «إِنَّ اللهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ» (سورة التوبة: 116)، ينتمي إلى الآيات التي تبين الحقائق.وأوضح «جمعة» عبر صفحته على «فيسبوك» الآية السابقة يترتب عليها 4 وظائف يجب على المسلم أن يقوم بها، وهي: أولًا: التوكل على الله سبحانه وتعالى، وثاني هذه الوظائف: التسليم والرضا بأمر الله تعالى، وثالث هذه الوظائف: الالتجاء والدعاء والضراعة لله سبحانه وتعالى، ورابع هذه الوظائف: أن تخليَّ قلبك من السوى، أي ما سوى الله سبحانه وتعالى، فلا يكون في قلبك إلا هو، لا إله إلا هو.وأكد أن المسلم إذا فعل ذلك تجل على قلبه الأنوار، وانكشفت له الأستار، وتبينت له الأسرار، وتنزلت على قلبه الرحمات، ويكون بذلك عبدًا ربانيًّا.وأوضح أن أول هذه الوظائف التوكل، حسن التوكل على الله، والتوكل يجب أن يكون على الله؛ لأن «مَن توكل على الله كفاه»، ولذلك لا نعتمد بقلوبنا على مَن سواه، وإذا طلبنا، وإذا سألنا، قال رسول الله: «وإذا سألت فسأل الله». كَرَّهَنَا رسول الله في سؤال الخلق، وإذا سألناهم سألناهم على سبيل السبب الجاري.وأشار إلى أن الصحابة الكرام كانوا من يمتثل لذلك امتثالًا حادًّا جادًّا، كان إذا سقط سوطه وهو على الفرس، كان ينزل من على الفرس حتى يأخذه حتى لا يسأل الناس شيئًا، ما هذا؟ هذا الشخص تعود في نفسه على نوع من أنواع العزة، وما سبب ذلك؟ أنه يعلم تلك الحقيقة «إِنَّ اللهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ».وتابع: أن هذه حقائق مَن أنكرها فإنما يدخل في نفق مظلم، ولا يرى ما أمامه، ومَن آمن بها غيَّرت قلبه، وغيَّرت بالتالي قواعد عقله، وسلوكه وأفعاله، فإن القلب يعلو العقل، وإن العقل يعلو السلوك، فإذا تغير القلب تغيرت قواعد العقل واستنارت، وإذا كان كذلك تغير السلوك واستقام.
مشاركة :