غضب في أوكرانيا على خلفية مقتل محامية مدافعة عن حقوق الإنسان

  • 1/2/2018
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

أدت جريمة قتل محامية ساهمت في إدانة قاتل شقيقتها الذي لديه صلات بأشخاص نافذين، إلى غضب شعبي في أوكرانيا اليوم الثلاثاء، ودفعت وزير الخارجية الأوكراني إلى اعتبار الجريمة بمثابة «تحد للدولة». وعملت المحامية والناشطة الحقوقية إيرينا نوزدروفسكا، على مدى سنتين في الدعوى ضد دميترو روسوشانسكي، وهو إبن شقيق قاض في كييف، كان أدين بالقيادة تحت تأثير المخدرات والتسبب بحادث سير في سبتمبر/ أيلول 2015، أدى إلى مقتل شقيقة المحامية. وحكم على روسوشانسكي بالحبس في يونيو/ حزيران 2017، إلا أنه طعن مباشرة في الحكم الصادر بحقه. واعتبرت القضية بمثابة اختبار لقدرة النظام القضائي في أوكرانيا على إجراء محاكمة عادلة لمن لديهم صلات بأشخاص من ذوي المناصب الرفيعة في السلطة، والذين لم يكن ممكنا المساس بهم قبل الثورة المؤيدة للاتحاد الأوروبي. وأعلنت جمعية خاركيف لحماية حقوق الإنسان في بيان، أن نوزدروفسكا «نجحت في أن تبين للمحكمة وجود ما يكفي من الأدلة على أن روسوشانسكي كان تحت تأثير المخدرات عندما تسبب بالحادث». وحكم على روسوشانسكي في يونيو/ حزيران، بالحبس سبع سنوات. وقالت جمعية خاركيف، إن نوزدروفسكا (38 عاما)، تلقت الكثير من التهديدات خلال المحاكمة «من روسوشانسكي نفسه ومن أصدقائه». وردت محكمة كييف طلب الاستئناف الذي تقدم به روسوشانسكي الأربعاء الماضي، وأمرت بإبقائه في التوقيف الاحتياطي 60 يوما إضافيا ومتابعة جلسات الاستماع في القضية. وقالت شرطة كييف، إنها تبلغت اختفاء نوزدروفسكا (38 عاما ولديها إبنة) الجمعة، وتم العثور على جثتها الإثنين. وقالت المجموعة الحقوقية، «عُثر على جثة إيرينا نوزدروفسكا، عارية بحسب التقارير، مرمية في نهر في محافظة فيشهورود قرب كييف». وكتب على «فيسبوك» النائب الأوكراني مصطفى نعيم، الذي لعب دورا قياديا في تظاهرات 2014، التي أخرجت أوكرانيا من الفلك الروسي، أن والد روسوشانسكي «هدد إيرينا خلال جلسة الاستماع الجمعة. وقال لها: لن ينتهي الأمر على نحو جيد بالنسبة إليك». ونفى قائد شرطة كييف دميترو تسينوف، تلقيه أية تقارير من نوزدروفسكا، بتعرضها للترهيب أو أية شكاوى أخرى منها. وتظاهر أكثر من مئة شخص أمام مركز شرطة كييف هاتفين، «عار»، ومطالبين بتحقيق نزيه ومحايد في مقتل نوزدروفسكا. وشدد وزير الخارجية الأوكراني بافلو كليمكين، على الأهمية الوطنية التي اكتسبتها هذه القضية، معتبرا أن الأمر «يشكل تحديا أمام الدولة». وقال الوزير، إنه «اختبار لقدرة مجتمعنا على حماية الناشطات وتأمين العدالة للجميع».صدمة أمريكية تعرضت أوكرانيا، الجمهورية السوفياتية السابقة، إلى انتقادات متزايدة من قبل حلفائها الغربيين لفشلها في إصلاح المؤسسات الذي وعدت به الطبقة الجديدة من الزعماء الذين حلوا محل القيادة المدعومة من روسيا قبل أربع سنوات. ويعتبر دبلوماسيون وخبراء في الاقتصاد، أن النظام القضائي الأوكراني يشكل إحدى أكبر المعوقات أمام الاستثمارات الأجنبية في البلاد، وثقة السكان بالسلطات. وأصدرت السفارة الأمريكية في كييف بيانا شديد اللهجة الثلاثاء، أعربت فيه عن «صدمتها وحزنها»، لمقتل المحامية والناشطة الحقوقية. وأعلنت السفارة على حسابها الرسمي على «تويتر»، أنه «يجب سوق المسؤولين عما حصل إلى العدالة». وأعلنت شرطة كييف، أنها استجوبت خمسين شخصا، وأنها تشتبه في أن جريمة قتل نوزدروفسكا على صلة بعملها في قضية روسوشانسكي. ونقلت وكالة أنباء «إنترفاكس-أوكرانيا» عن المتحدث باسم الشرطة ميكولا جوكوفيتش قوله، «لقد تأكد لنا أن هذه الجريمة حصلت بسبب المحاكمة الأخيرة، حيث أدت دورا كبيرا». إلا أن جوكوفيتش أضاف، أنه لا يستبعد وجود دوافع أخرى.

مشاركة :