قال الدكتور محمد السعيد إدريس، رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، وعضو الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي، إن التوترات في إيران تتصاعد، إذ إن التحركات عفوية شعبية وهذا ما يجعل مصيرها خارج عن سيطرة التوقعات.وأضاف «إدريس» في تصريح لـ«صدى البلد» أن الظروف الاقتصادية وتدهورها وهناك فساد في مشاريع الإسكان تقف خلف اندلاع الاحتجاجات الشعبية في إيران، فما يحدث في إيران هو بسبب الدوافع المعيشية، ورفض الإيرانيين أن تنفق الثروات الإيراني في سبيل توسيع النفوذ السياسي الإيراني الخارجي.وأوضح أن خطورة الأحداث في إيران تمكن في أنها منطلقة من خارج العاصمة طهران، ولا يوجد تيار سياسي خلفها، بل هي حركة شعبية عفوية، بدأت تنتقل إلى مختلف العواصم الإيرانية الأخرى، ما يجعل هناك صعوبة أمام النظام الإيراني من مواجهة تلك الاحتجاجات واحتوائها بالقوة، ما يعني أنه خلال أيام سيقدم النظام تنازلات وتقديم حلول مرضية للشعب الإيراني، خصوصا بعد مهاجمة المرشد الإيراني للحكومة بأنها لا تستطع تحقيق آمال الشعب الإيراني.وتابع: أن إيران تواجه تحديا آخر بخصوص الاحتجاجات الإيرانية يتمثل في إمكانية اختراقها من جهات أخرى، لافتا إلى أن المسلم به هو أن هناك أزمة داخل إيران ستؤدي إلى مراجعات وترتيب أوراق في الداخل الإيراني، ولكن هذا لن يقلل من قوة وهيمنة إيران الخارجية، فهي قوة إقليمية موجودة في الشرق الأوسط، مثلها مثل تركيا، ويتوسعان على حساب الصمت العربي.وأكد الخبير السياسي أن العرب ينتظرون تغيير الأنظمة في إيران وتركيا لتحدث مراجعات للسياسة الخارجية، وهذا لن يحدث إلا إذا كان للعرب دور في ردع المتطفلين الخارجيين وتحجيم دورهم في المنطقة.وتشهد إيران احتجاجات شعبية موسعة ضد النظام الإيراني، وسقط خلال المواجهات المباشرة بين الشعب الإيراني وقوات الأمن حتى الآن 22 قتيلا.
مشاركة :