دبي: «الخليج» في أحدث قصائد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، ترافق الشكر مع الترحيب، فصار للشكر معنى واسع، وغدا الترحيب بمعان عظيمة تليق بالمرحَّب به وهو صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ولم تكن المناسبة عادية فهي متزامنة مع انطلاقة عام زايد 2018، ومتزامنة مع إنجازات عديدة في المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية والعلمية، تحققها دولة الإمارات بفضل التلاحم بين قيادتها وبفضل الأخوة الصادقة التي تربط الشيخين.يستهل سموه قصيدته المتخذة من العنوان «ترحيب» استهلالاً لها بذكر المناسبة التي جمعته بأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وتبيان الفرح بالعام الجديد المميز في دولة الإمارات وعبر تاريخها، لأنه عام تحتفي فيه بقائدها المؤسس المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، وأن الفرح صار مضاعفاً فيقول: في أوَّلْ العامْ والفرحَهْ تعايدنا تَمْ الفَرَحْ يومْ زارْ وشرَّفْ القايدْشوفكْ لنا عيدْ بوخالدْ ياقايدْنا في عامْ زايدْ هلا يامشبِهٍ زايدْ وانطلاقاً من الشبه البين والذي لا يخفى على الناظر بين الشيخ زايد رحمه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، تتبدى شمائل نبيلة ومكارم أخلاق أصيلة وحب كبير للوطن واستعداد للتضحية من أجله بالغالي والنفيس في شخص صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وهو ما يذكره سموه في قصيدته الترحيبية بذكاء وبلاغة شعريتين متميزتين فيقول: بكْ تفرَحْ الدَّار وتودِّكْ قصايدنا سرْ للعلا دومْ وإنتهْ للعلا رايِدْ ويمكن للملاحظ المتأمل لمكامن الإبداع الشعري المتكرر في أشعار سموه أن يلاحظ هنا ذلك الذكاء الفائق في استخدام كلمة (رايد) في الجملة الأخيرة من البيت الآنف الذكر حين قال «للعلا رايد»، وبين لفظ «زايد»، وكأن القارئ والمتلقي حين يبدل رايد بزايد فتصبح للعلا زايد، يؤكد المعنى، وتتجلى له روعة ودقة التوصيف الشعري لسموه عن الشبه بين الشيخ زايد رحمه الله وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.ونفس الجملة التي اختتم بها بيته السابق تثبت ببلاغة جزلة مختصرة عميقة، أن سموه لم يكن يقصد الشبه الشكلي فقط، بل كان يذهب إلى الأبعد والأسمى، وهو الشبه في مكارم الأخلاق والانحياز الفطري نحو سامقات المعالي وذرى المجد، ومن شابه أباه فما ظلم.تلك العلا وذلك التشابه في الحرص عليها يفصله سموه في الأبيات المقبلة، فيشرح كيف أن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان هو درع الوطن ورجله البارّ به والمدافع عنه فيقول: ياكنِّكْ الغيمْ وتجدِّدْ جدايدنا يحيا بخيركْ وطَنْكْ ويتعَبْ الحاسدْمِنْ صدِّيتكْ دومْ مدمايهْ صوايدنا ياحِرْ ما ينلقىَ عَنْ صيدتهْ حايدْ ثم ينتقل سموه في قصيدته هذه إلى مستوى آخر من البيان والتبيين ليوضح ذلك النجاح المترابط لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في سياسته الداخلية الهادفة لرفعة الوطن، مع الاستعداد الدائم لتلبية نداء الواجب تجاه الجيران والأشقاء وحمايتهم، وهو ما جعله فريداً متفرداً في سمته ذاك، ويصوغ سموه ذاك كله بأبهى عبارة شعرية فيقول: بنيتْ داركْ وعاشَتْ بكْ بلايدنا وحميتْ جاركْ وكنتْ الصَّادق المايدْنشهَدْ بأنِّكْ وحيدٍ في شهايدنا ماحَدْ مثلكْ أبَدْ ماكادكْ الكايدْ ويبين سموه مناقب صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في السياسة وفن الحكم وفي العسكرية وقوة الشكيمة والعزيمة والتدبير المحكم تجاه الأعداء والأشرار فيقول: لكْ في السِّياسِهْ إفتكارْ لمِنْ يعاندنا وفي العسكريِّهْ خصومكْ حيلهمْ بايدْ وفي ختام القصيدة الترحيبية الجزلة يضع سموه خلاصة الوحدة التي حكمت وتحكم الإمارات وقياداتها الرشيدة، والتي حققت بذلك التلاحم وفي فترة وجيزة ما عجزت عنه دول عديدة في قرون، ويوضح سموه أن تلك الوحدة بينه وبين صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، قامت وتقوم دوماً على أنهما على قلب رجل واحد، ومنسجمين مع أصالتهما ومع ماتقتضيه مقتضيات التطور، فهما كما يعبر عنه سموه على درب واحد سيسيران بإذن الله، ويصف ذلك قائلاً: إنتهْ وأنا مولْ مانبدِّلْ عوايدنا عَ دَربْ واحدْ نسيرْ وقَلْبِنا واحِدْ يمكن القول إن هذه القصيدة تعبير شعري منسجم تماماً مع ذلك التقدير الكبير الذي يحظى به صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لدى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وأنها تجسيد طبيعي لتلك العلاقة الخاصة التي تميز قيادة الإمارات وتجعلها بالتالي مستمرة في عطاء متواصل من أجل رفعة وبناء وازدهار هذا البلد متتبعة في ذلك منهاج الخير الذي غرسه وطوره المرحوم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه. وطن يسمو بجناحي العزة هي تحية فخر واعتزاز، ورسالة مودة وأخوة صادقة، وبيان في كيفية وحدة القيادة، وهي كل الرسائل النبيلة التي تحمل الخلق الرفيع؛ تلك هي عوالم قصيدة «ترحيب»، التي يرحب فيها صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد، بزيارة شقيقه ورفيقه في الهم الوطني، وطريق النهضة، صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد، في أول أيام العام الجديد، فحملت القصيدة مضامين الفرحة بهذا اللقاء الذي أتى وكأنه عيد، وهو عيد بالفعل، كما يقول سموّه في وصف يفيض بمعاني الوفاء، لتكون للكلمات دلالاتها الخاصة في هذه المناسبة الكبيرة. وما يعزز من قيمة الزيارة أنها أتت في مستهل عام خصصته الدولة وقيادتها، للاحتفاء بالوالد المؤسس المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان، طيب الله ثراه، ليكون للوفاء أكثر من معنى، هو وفاء الأخ لأخيه، ووفاء الأخوين للمؤسس الذي يسير قادة الدولة على خطاه، ويسترشدون بمنهجه الذي أعلن عن قيام دولة موحدة، ليكون في لقاء الأخوين استكمال للسيرة، وسير في طريق النهضة والرقي.والقصيدة تحمل من المعاني ما يستحق أن يتلى للناس، لما تحمله من مكارم القيم المستندة إلى إرث راسخ من التراث العربي العظيم، لتأتي كلمات سموّه، وهي تحمل البشر والترحاب في مقام ولي عهد أبوظبي، فالزيارة أفرحت الديار، وحرضت على الشعر والقصيد، فجاءت الكلمات تفيض بالبشاشة والوصف السامي، والتشبيهات البيانية البديعة البليغة في جزالة لغوية رصينة، حيث يشبهه بالغيم الذي يمطر، ويفرح القلوب.تحفل القصيدة بالأمنيات الجميلة لصاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد، أن يكون ذخراً للوطن، ويعمّ الخير في ظله، بما يكيد الأعداء المتربصين، فلا يجدون غير الخيبة والانكسار، فالدولة تمضي بأجنحة العز والمجد نحو آفاق جديدة من الرقي والتقدم، لتكون في مصاف الدول المتطورة، وكل ذلك بفضل قيادات ظل مبلغ همها الوطن ورفعته.وينسب سموّه في القصيدة لضيفه الكبير، كل صفات العربي الصميم، فهو حام للديار، وبار بالجار، فيه صفات الصدق والقيادة الحقة، وهو السياسي الفذ البارع، واضع الخطط والاستراتيجيات الكبيرة، والأفكار العظيمة النيرة، وكذلك في العسكرية، حيث يملك من البأس والقوة، ما يهز به جنبات الخصوم ويدك حصونهم، في فراسة وشجاعة عربية، وهو في الوقت ذاته، يحافظ على تقاليد الأمة وتراثها الخالد.ولأن الرجال يعرفون قيمة الرجال، فقد جاءت قصيدة صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد، وهي تحمل قيم الإخاء والمودة، ومعرفة بفضل الرجال، وتعكس مدى وحدة الفكر ووحدة قيادة الدولة، في مثال أوجب أن يحتذى في جميع الدول العربية، حتى تنتهي عهود التشظي والشتات والفرقة، ليسجل التاريخ عهداً جديداً للأمة العربية. المحرر الثقافي
مشاركة :