صحف غربية : تظاهرات إيران تختبر «اعتدال» روحاني

  • 1/3/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

إعداد: عمار عوض كرست صحيفة الفايننشال تايمز إحدى صفحاتها الداخلية لتقارير من مراسليها عن وقائع التظاهرات الايرانية وتطوراتها عبر مقال رأي كتبه أندرو إنغلاند تحت عنوان «قرار الرئيس بمتابعة نهج الإصلاح يوضع تحت الاختبار». ويقول إنغلاند إن وسائل الإعلام التابعة للتيار المتشدد في إيران ردت على أكبر احتجاجات ضد النظام في الجمهورية الإسلامية منذ نحو عقد بالتحذير من مؤامرة تقودها قوى أجنبية، بينما ألقى سياسيون إصلاحيون ومحللون بالمقابل باللائمة على المتشددين في النظام في إذكاء فتيل القلاقل لتقويض جهود الرئيس الإيراني حسن روحاني الإصلاحية.ويضيف أن طبيعة رد السلطات الإيرانية على هذه الاحتجاجات ستكشف هل أن روحاني سيستثمر هذا التحدي الشعبي للنظام للدفع قدما بمسيرة الاصلاح، أم أن المتشددين سيعززون استخدامهم لذريعة الوضع الأمني في وقت تواجه البلاد ضغوطا مطردة من الولايات المتحدة ومن خصومها الإقليميين من الدول العربية.ويقول الكاتب إن روحاني، الذي حقق فوزا ساحقا في الانتخابات في مايو الماضي، برفع لواء النهج الإصلاحي في انتخابات عُدت استفتاء على الاتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني مع القوى العالمية الكبرى في عام 2015، قد تعهد حينها بفتح أبواب البلاد واجتثاث الفساد داخل النظام، واستثمار الاتفاق النووي لتسريع وتيرة إعادة التعاون مع الغرب وجذب الاستثمارات.ويرى إنغلاند أن سبعة شهور مرت على هذا التعهد وما زال روحاني غارقا في صراع مع المتشددين وقد قدم تنازلات لخصومه، كما شهدت هذه الفترة وضع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مستقبل الاتفاق النووي في خطر، فضلا عن أن الكثيرين يعتقدون أن المردود الاقتصادي الذي وعد به روحاني لم يتحقق. ويصف كاتب المقال روحاني بأنه تولى مناصب رفيعة في الجهاز الأمني بعد ثورة 1979، وبأنه سياسي محنك وقع الاتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني، وأنه قال بعد هزيمته لمنافسه مرشح التيار المتشدد وضمانه ولاية رئاسية ثانية إن إيران اختارت إعادة الارتباط مع العالم الخارجي والوقوف معه ضد «التطرف والعنف».ويخلص إنغلاند إلى أن نتيجة الاحتجاجات قد تعطي مؤشرا على مدى رغبة روحاني في التراجع عن كلماته أو قدرته على ذلك.وفي صحيفة الجارديان كتب زاديه موڤيني عن (كرمنشاه) التي شهدت اندلاع الاحتجاجات وقال: يشعر الناس بالضجر بسبب التضخم والبطالة وغيرها من الجوانب الشاذة للاقتصاد الإيراني، ولكنهم يشعرون بالضيق أيضا إزاء ما يعتبرونه إهمال الدولة لمنطقتهم، التي تعاني من هذه العلل بمعدلات أعلى من المتوسط الوطني. والدولة، من جانبها، تدرك إدراكا تاما مظالم الشعب ومخاطر تجاهلها. على سبيل المثال، أقر تقرير صادر عن مكتب تابع لوزارة الداخلية أن المظالم تساهم في إثارة نداء الجماعات المتطرفة في المنطقة الحدودية الشمالية الغربية.واضاف زاديه موڤيني: ما اندلع في كرمنشاه كان حول مشاكل كرمنشاه، لكنه انتشر إلى مشهد في الشمال الشرقي، حيث تظاهر الناس في وقت سابق من الأسبوع على حالة الاقتصاد، وهتفوا «الموت لروحاني وقال «كما هو الحال دائما في إيران المتقلبة التي تبدو هادئة ولكن كل ذلك كان يخبئ الضجر داخله، حيث وجدت الاضطرابات قوة دفع خاصة بها، ووجدت رجع صداها من الطبقة العاملة من الشباب في جميع أنحاء البلاد الذين رأوا منفذا لإحباطهم مع النظام السياسي المعوق الذي لا يوفر لهم الكرامة الاقتصادية».وجاء في تقرير الصحيفة: بينما انتشرت الاحتجاجات من مقاطعة إلى أخرى، اتضح للبعض الآخر في مناطق، مثل كرمنشاه، تشعر بأنها تتجاهلها الحكومة المركزية. انتخب روحاني بولاية شاملة في مايو الماضي، والاضطرابات هي نقطة تحول غير مرحب بها في فترة ولايته الثانية.

مشاركة :