الخرطوم - عادل صديق: اعتبر خبراء إعلاميون وسياسيون سودانيون نهج الإعلام المصري في بث روح العداء ضد السودان أمرا ممنهجًا ليس بعيدًا عن أجندة أجهزة رسمية مصرية، في وقت تصاعدت حدة التراشقات الإعلامية في أعقاب زيارة تاريخية وناجحة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان للسودان وصفت بأنها استراتيجية. وقالوا «إن ما يحدث من استعداء الإعلام المصري وهجومة على السودان ليس بعيدًا عن أجندة الحكومة المصرية، وأن منحى الإعلام المصري لا ينفصل عن أجندة الحكومة المصرية وفي ظل العقلية الإعلامية التي تسود مصر لن نحلم بعلاقة مستقرة، معربين عن قلقهم من تأثير المشاحنات والتراشق الإعلامي على العلاقة. إلى ذلك صوب الناطق الرسمي باسم الحكومة السودانية وزير الإعلام، أحمد بلال، انتقادات هي الأعنف للإعلام المصري المتطاول على زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للسودان، ووضع حداً فاصلاً له بأن الخرطوم لن تقبل أي محاولة للنيل من الرئيس البشير والشعب وعدها محاولة غير أخلاقية وحذر بلال الإعلام المصري من اللعب بالنار واصفًا المتطاولين على الحكومة والشعب السوداني « بذوي النظرة القاصرة» مطالبًا الحكومة المصرية بحسم التجاوزات التي وصفها بغير الأخلاقية. وأعرب بلال عن أسفه على الحملة التي شنها البعض في الإعلام والفضائيات المصرية وقال: «إنها ليست المرة الأولى ولكن هذه المره حملت الكثير من الإساءات» وأضاف: «من أراد أن يصب الزيت على النار سيكون الخاسر الأكبر.. ولسنا في جعبة دولة. واستنكر رئيس لجنة الإعلام بالبرلمان السوداني الطيب مصطفى تطاول الإعلام المصري والحديث السالب عن السودان ووصفه بالأمر المؤسف، وشدد على أنه ليس من مصلحة الإعلام المصري أن يواصل في هذا المسار خاصة أن مصر تحتاج للسودان دوماً. وقال مصطفى إن اللغة التي يتحدث بها الإعلام المصري مستفزة للشعب السوداني وليس الحكومة، ونوه إلى أن هذا التطاول سيضع حواجز كبيرة بين شعبي البلدين ويعمل على تخريب العلاقة بينهما كما يمنع أي تقارب سياسي في المستقبل بين السودان ومصر. وشدد مصطفى على أن السودان لا يأخذ الإذن من أحد حتى يتخذ قراراته، وأضاف «ينبغي على الإعلام المصري أن يكف عن هذا التعامل وأن يضع في اعتباره أن السودان دولة مستقلة من حقها أن تقرر ما يصلح شأنها». وقال الخبير الدبوماسي السفير الرشيد أبو شامة وفقا لصحيفة الرأى العام السودانية «إن الإعلام المصري يشكل متراسًا جديدًا من متاريس عرقلة العلاقات الدبلوماسية والسياسية بين البلدين ويواصل بأن تأثير الحملة الإعلامية المصرية ضد السودان أمر لايشك فيه أحد وواضح كالشمس وإن المصريين لن يرضوا عن السودان إن لم يرضخ السودان بأن يكون حديقتهم الخلفية فيما صوّب سفير السودان بالقاهرة عبد المحمود عبد الحليم، انتقادات حادة إلى الإعلاميين المصريين الذين سخروا من زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للسودان. ووصفهم بـ «الغوغائيين والحمقى».وقال عبد الحليم ،إن «بعض غوغائي وحمقى الإعلام المصري وجدوا في زيارة الرئيس التركي أردوغان للسودان سانحة للنيل منه ومن خياراته بل وتحقير قيادته وتاريخ أمته». مؤكدًا أن هذا السلوك برهان جديد على «وضاعة بضاعتهم». ومضى يقول: «كلما تطلع البلدان للارتقاء بعلاقاتهما المشتركة وتعزيزها على أساس المصالح المشتركة والاحترام المتبادل سعى هؤلاء الحمقى لتسميم الأجواء وإفساد المساعي». وأضاف: «يحسبون كل صيحة عليهم وكل نشاط سيادي أوتحرك سوداني كأمر نشاز تدق له طبول الرفض والتجريم». وطالب عبد المحمود الإعلام المصري بأن يعوا ويدركوا أن السودان ليس بجمهورية «موز» وأن علاقاته الإقليمية والدولية تحددها خياراته ومصالح شعبه وأنها ليست خصمًا بالضرورة لرصيد علاقاته مع الآخرين. وتوقع عبد المحمود فشل مساعى بعض الإعلاميين المصريين في التأثير على الشعب المصري الذي يؤمن بأن ازدهار السودان وقوته قوة لمصر وللقارة الأفريقية والعالم العربي. وأضاف «عندما يصحو هؤلاء من نومة أهل الكهف سيجدون أن نظريات المؤامرة لن تسعفهم وأن التقليل من قيمة السودان أضحت عملة غير صالحة للتداول».
مشاركة :