صعّدت القوات النظامية السورية حملتها الجوية والصاروخية على الغوطة الشرقية أمس، تزامناً مع وصول تعزيزات لها إلى مدينة حرستا بهدف صدّ هجوم فصائل المعارضة وفك الحصار المفروض على عشرات من الجنود في مبنى «إدارة المركبات العسكرية». ونقلت وكالة الأنباء الألمانية «د ب أ» عن مصادر إعلامية مقرّبة من القوات النظامية، قولها إن مجموعات كبيرة من الفرقة الرابعة «قوات الغيث» وصلت إلى مشارف مدينة حرستا، وتمركزت في بساتينها الغربية، وهي مزودة عربات تحمل صواريخ «أرض– أرض» وكاسحات ألغام. ولفتت إلى انتشار عناصر «الحرس الجمهوري» و «قوات درع القلمون» في محيط حي القابون من جهة الأوتوستراد الدولي، تزامناً مع وصول تعزيزات جديدة إلى فرع المخابرات الجوية في حرستا. وكانت مواقع إخبارية محسوبة على المعارضة أفادت في وقت سابق، بأن النظام سحب مجموعات من قواته من جبهات ريف حماة وغوطة دمشق الغربية، ودفع بها إلى جبهات حرستا. وعلى رغم هذه التعزيزات، لم تنجح القوات النظامية في فك الحصار عن «إدارة المركبات»، كما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس، مشيراً إلى أن هذه القوات تستميت في معاركها للدفاع عن ثكنتها الأكبر في الغوطة الشرقية. وتظهر مقاومة فصائل المعارضة في حرستا أنه على رغم التقدم الذي تحققه القوات النظامية في بقية المناطق، فإن وجودها لا يزال مهدداً في ريف دمشق الشرقي. وأشار «المرصد» إلى معارك عنيفة بين القوات النظامية والجماعات المتحالفة معها من جهة، و «هيئة تحرير الشام» وفصائل مقاتلة من جهة أخرى، في محيط «إدارة المركبات» التي تسعى الفصائل إلى السيطرة عليها وإنهاء وجود النظام فيها. وتزامن ذلك مع قتال بين الطرفين قرب مبنى المحافظة، والذي سيمكّن الفصائل في حال سيطرتها عليه من رصد مساحة واسعة في محيط منطقة المبنى. وواصلت القوات النظامية القصف الجوي والمدفعي الكثيف على الغوطة الشرقية، ما أدّى إلى مقتل وجرح العشرات. وأشار «الدفاع المدني» المعارض إلى مقتل 6 مدنيين على الأقل وجرح العشرات أمس، في قصف مدفعي وجوي مكثف على مدن الغوطة الشرقية وبلداتها. وأوضح أن أربعة مدنيين من عائلة واحدة بينهم طفلان، قُتلوا في أكثر من 12 غارة استهدفت مدينة حرستا. كما سقطت أكثر من 140 قذيفة و35 صاروخ أرض- أرض على المدينة منذ ليل الإثنين. وقُتل مدني وجُرح 17 شخصاً في قصف مدفعي استهدف السوق الشعبي والأحياء السكنية في مدينة دوما أمس. ولفت ناشطون معارضون إلى أن القتيل سائق سيارة إسعاف قُتل أثناء نقله جرحى القصف. كما قُتل شخص في قصف جوّي استهدف مدينة عربين. ومن بين الجرحى مراسل «تلفزيون أورينت» المعارض يمان السيّد، الذي تعرّض لإصابات خلال تغطيته معارك الغوطة الشرقية. واستهدفت القوات النظامية أيضاً منطقة المرج الخاضعة لسيطرة «جيش الإسلام» المعارض. وشهدت قرى المرج موجة نزوح جديدة هرباً من قصف القوات النظامية على قرى عين زريقة وأطراف النشابية وبلدة البلالية. وأفاد موقع «عنب بلدي» أمس، بأن حوالى 700 عائلة نزحت من المنطقة خلال اليومين الماضيين في اتجاه القطاع الأوسط من الغوطة الشرقية. وأشار إلى أن عدداً كبيراً من العائلات فرّوا من المنطقة سيراً على الأقدام في ظروف سيئة.
مشاركة :