أصيبت الأمة العربية في مقتل، نعم فقد طالتنا القوى الناعمة، والتي لا غنى عنها وفي نفس الوقت تخفي في باطنها الكثير من المخاطر والجوانب السلبية كالسم في العسل تماماً، انها وسائل التواصل الاجتماعي. فلا يستطيع احد ان ينكر اهمية وفعالية مواقع التواصل الاجتماعي واثرها في الحياة العامة في الوقت الراهن فمثلا سميت بعض الثورات بثورة “الفيس بوك” وهذا لاهمية موقع “الفيس بوك” في صناعة الاحداث الذي كان جسرا للشباب للتفاعل والتواصل قد تم من خلاله، لكن على الجانب الآخر او على الجانب المظلم من هذه المواقع التي من اشهرها (فيس بوك، تويتر، يوتيوب) فالافراط في استخدامها يؤدي الى تشوهات اجتماعية، فهي ليست اسم على مسمى، فالافراط منها يؤدي الى قطع التواصل الاجتماعي الحقيقي والهجر الاجتماعي المؤدي الى العزلة، والاكتئاب في بعض الاحالات، وقد يسبب ادمان زيارة مواقع التواصل الاجتماعي لدى الاطفال عيوب في النطق وفي التعبير عن الذات مما يلزم في بعض الاحيان جلسات تخاطب لتنمية المهارات اللغوية. فان الامر كالسكين فقد تستعمل السكين في قطع السلاطة والفاكهة وقد تستعملها في القضاء على حياة انسان، فالوسيلة في حد ذاتها مباحة بل اكثر من ممتازة فهي تطلعك على الكثير وتعرفك على الملايين بل المليارات من البشر للتعرف على هويات وثقافات مختلفة وانت تحمل بين يديك هاتفك الذكي او جهازك اللوحي، كل ذلك عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لكن الافراط في سن مبكرة للاطفال يتسبب في بعض حالات التوحد والعزلة والاكتئاب والعادات السيئة في النظام الغذائي فضلا عن اكتساب عادات سيئة كالكسل وعدم الاقبال على ممارسة الرياضة والابتعاد عن التواصل الحقيقي للمجتمع وحتى عن باقي افراد الاسرة، فضلا عن عدم التركيز في المذاكرة والتشتت الدائم في التحصيل. طرق الوقاية من مخاطر مواقع التواصل الاجتماعي على الاطفال: من جانب الاسرة: يجب على الاب والام احكام الرقابة على مواقع التواصل الاجتماعي التي يقوم الاطفال بتفعيل حسابات عليها، فباستمرار يجب المرور على الحساب الشخصي للطفل والتعرف على المحادثات الشخصية الخاصة به والاطلاع على قائمة الاصدقاء من وقت لآخر، والتشديد على عدم الافصاح على اية معلومات او صور شخصية لاي شخص في هذا العالم الافتراضي، ومن ثم وضع برامج الحماية والامان او ما يسمى بالانترنت الآمن الذي يحفظ اطفالنا من التعرض للفيديوهات او المواقع الاباحية او الاعلانات الجنسية. من جانب المؤسسات الرسمية في الدولة: وضع تشريعات تحظر على الاطفال دون الثلاثة عشر عاما الولوج الى مواقع التواصل الاجتماعي بتاغريم الآباء (كمثال)، وعلى الجهات المعنية من الدولة شن حملات او دورات توعية مكثفة لكل من الآباء والابناء للتنويه عن مخاطر سوء استعمال مواقع التواصل الاجتماعي ووضع هذا الامر في المدارس ايضا كدرس مقرر في المناهج الدراسية على سبيل المثال. من جانب مؤسسات المجتمع المدني: نشر الوعي بمخاطر سوء استعمال مواقع التواصل الاجتماعي باقامة الندوات وتوزيع المنشورات وغيرها من الوسائل الفعالة في نشر الوعي باهمية دور مواقع التواصل الاجتماعي واثرها لدى الاطفال. فرج بن منهي[email protected]
مشاركة :