قالت الفنانة اللبنانية هبة طوجي إنها تشعر بسعادة كبيرة لاختيارها من قبل هيئة الترفيه السعودية لتكون أول فنانة تقف على أحد مسارحها. وأضافت في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «هذا الأمر يعني لي الكثير، وأنا أدعم هذا الانفتاح الحاصل في المملكة ثقافيا وفنيا، وفرحة كوني واحدة من الذين سيساهمون في ترجمته على الأرض». وكانت هيئة الترفيه السعودية قد أعلنت منذ أيام قليلة عن حفلة غنائية تحييها الفنانة اللبنانية على مسرح «مركز الملك فهد الثقافي» في 6 ديسمبر (كانون الأول) المقبل، وهي مخصصة للنساء فقط. وعما إذا كانت فوجئت باختيارها من قبل الجهة المنظمة للحفل، أجابت: «شعرت بالسعادة والفخر كوني سأمثّل المرأة العربية من خلال رسالة سامية؛ ألا وهي الفن. في النهاية للفن مضمون راق، وكوني أنتمي إلى هذا المستوى الفني، ساهم في اختياري من قبلهم». ستقدم هبة طوجي أغاني منوعة في هذا الحفل من ريبيرتوارها المعروف من الأغاني اللبنانية وأخرى أجنبية بعيدا عن الخليجية، وتعلق: «أنا فنانة لبنانية، وأتمسك بتقديم أغان بلهجتي التي أعتز بها، فالفنان يجب أن يستوعب ويعرف ويتفهم جميع الثقافات الفنية، إلا أنه ليس ملزما بتقديمها جميعها. وأرى أن هناك مغنين خليجيين يمثلون بلدهم على أكمل وجه من خلال أغانيهم المعروفة. وبدوري، فأنا أغني باللبناني، وبرأيي يجب أن يسود الفن هذا النوع من التوازن، بحيث يمثل كل فنان بلاده، مع الأخذ بعين الاعتبار إمكانية التلوين بلهجات أخرى بين وقت وآخر». وأضافت: «كنت سعيدة عندما عرفت أن أهل السعودية يحفظون أغانيّ اللبنانية ويرددونها، وهذا يعني أنني نجحت في إيصالها إليهم، وهو أمر أعتز به». وماذا لو طلب منك الحضور في سياق الحفل أداء أغنية خليجية؟ ترد: «إنهم سيأتون بالألوف لحضور هبة طوجي المعروفة بأغانيها، ولكن بابنا مفتوح دائما أمام أي مستجد». وعما إذا كانت تتابع التغريدات والتعليقات التي تغزو وسائل التواصل الاجتماعي وتظهر مدى تفاعل أهل السعودية مع فنها، قالت: «رغم أنه لم يسبق لي أن زرت هذا البلد الرائع، كما أنني لم أكن أملك أي فكرة عن مدى تأثر أهله بفني، فإنه بفعل هذه التعليقات اكتشفت وصول أغاني إليهم واستساغتهم لهذا الخليط الذي أجمعه فيها ما بين الأصيل والحديث». وأضافت: «أعتقد أن أغاني تلاقي هذا الرواج لدى المرأة العربية عامة، كونها تتضمن موضوعات تمسها عن قرب وتظهر قوة شخصيتها». وهبة، التي ستقوم قريبا بجولة غنائية في روسيا وتركيا وكندا حاملة مسرحيتها «أحدب نوتردام» العالمية من خلال تجسيدها دور بطلتها (ازميرالدا) إلى جمهورها هناك، تقول: «قريبا (في نهاية ديسمبر/ كانون الأول المقبل) سأنتهي من تقديم عروض هذه المسرحية في فرنسا، التي تطال 5 مناطق؛ انطلاقا من (قصر المؤتمرات) في عاصمتها باريس، مرورا بضواحيها، ووصولا إلى خارجها، وبينها تايوان وجنيف. ومن بعدها أنطلق - مع هذه العروض التي لاقت استحسانا كبيرا لدى جمهور من مختلف الجنسيات - لأقدمها على مسارح البلدان التي ذكرتها للتو». وعن شعورها حول الوقوف أمام جماهير بلدان مختلفة وصلت إلى الصين، قالت: «مسرحية (أحدب نوتردام) عالمية ومعروفة لدى شريحة لا يستهان بها من قارئي قصتها للأديب الفرنسي فيكتور هوغو. فهم يتفاعلون مع أغانيها بشكل تلقائي رغم أن بعضهم لا يتّقن الفرنسية (المسرحية تعرض بالفرنسية)، ولكن قوة الموسيقى والأداء المحترف من قبل جميع المشاركين فيها، دفعت بأي جمهور في أي بلد كان إلى أن يتذوقها ويستمتع بها لما تحتوي من عناصر جذابة؛ بما فيها الديكورات والإضاءة والتمثيل والغناء مجتمعة». وعن أكثر المواقف التي أثرت فيها في إطلالاتها المسرحية التي طالت مختلف بقاع الأرض، أجابت: «في الحقيقة وفي كل مرة كان يقف فيها الجمهور في نهاية المسرحية يصفق لنا مهللا أحيانا وباكيا أحيانا أخرى، كنّا نشعر بالتأثر، فمن الصعب أن أتذكر مواقف مماثلة بعد أن مرّ أمامي آلاف الناس مؤلفين جمهورا غفيرا للمسرحية، ولكني هنا أود أن أستذكر تلك اللحظة التي فاجأني بها جمهور (قصر المؤتمرات) في باريس في مناسبة يوم مولدي، عندما تناهت إلى مسمعي أغنية (هابي بيرث داي تو يو) يؤديها 4 آلاف شخص، فكان بالفعل موقفا مؤثرا لا يمكنني أن أنساه». من ناحية أخرى، تستعد هبة طوجي في الأيام القليلة المقبلة لطرح ألبوم غنائي جديد خاص بمناسبة أعياد الميلاد، ودائما بالتعاون مع الموسيقي أسامة الرحباني... «هو عمل استغرق منا وقتا طويلا لأننا كنا نملك الإرادة وليس الوقت. وسيتضمن أغاني معروفة بالعربية والإنجليزية لاقت شهرة عالمية، إضافة إلى أخرى جديدة سجلت ونفذت خصيصا من أجل هذا الألبوم، كما اخترنا بعض الأغاني من مسرحية (وقام في اليوم الثالث) التي تتلاءم مع مناسبة أعياد الميلاد أيضا». وأشارت هبة طوجي على أنها تعمل حاليا على ألبوم غنائي بالفرنسية تطلقه في العام المقبل. وختمت تقول: «أنا متحمسة جدا لإحيائي هذا الحفل في المملكة العربية السعودية، وسأفعل ما بوسعي لإرضاء هذا الجمهور العزيز على قلبي، علّنا نحمل منه سويا ذكريات وأوقات جميلة لا تنسى».
مشاركة :