بدأ رئيس النصر الجديد، سلمان المالك، مهام عمله أمس بعقد عدة اجتماعات، أهمها مع المدرب غوستافو، كما التقى باللاعبين، وتابع مرانهم اليومي الاستعدادي، تأهباً لمواجهة الزلفي في الدور 32 من بطولة كأس الملك بعد غد الجمعة.وأصدر تركي آل الشيخ، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة، أول من أمس، قراراً بحل مجلس إدارة نادي النصر لارتكاب سلمان القريني أمين عام النادي السابق عددا من المخالفات بعلم من رئيس النادي ومجلس إدارته، وثبوت جميع التهم الموجهة للقريني من خلال التحقيقات التي قامت بها هيئة الرقابة والتحقيق، على خلفية الخطاب الذي أرسله لـ«الفيفا» متجاوزاً هيئة الرياضة والاتحاد السعودي لكرة القدم.ويتضمن الخطاب «تشويها لجهات حكومية، بحسب تأكيد رئيس الهيئة الرياضية، الذي كلف إدارة جديدة لإدارة دفة النادي العاصمي بقيادة سلمان المالك حتى نهاية الموسم الرياضي الحالي على أن يشكل مجلس إدارته خلال أسبوع من تاريخ تكليفه».قضية سلمان القريني الذي أوقف في شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، كانت بمثابة القشة التي قصمت ظهر إدارة الأمير فيصل بن تركي، وتسببت في حل مجلس الإدارة النصراوي، إلى جانب الديون الكبيرة المتراكمة على النادي والشكاوى الداخلية والخارجية لدى لجنة الانضباط بالاتحاد الدولي لكرة القدم، وتأخر رواتب اللاعبين والجهازين الفني والإداري والعاملين في النادي لأكثر من أربعة أشهر على التوالي، وهي المعضلة التي قد تتسبب في حرمان النادي من الاستفادة من فترت التسجيل الشتوية.واستدنت هيئة الرياضة على المادة السادسة والثلاثين والمادة التاسعة والخمسين من اللائحة الأساسية للأندية الرياضية، وتجيز المادة الأولى للهيئة العامة للرياضة بحل مجالس إدارات الأندية في حال ثبوت تجاوزات وفساد مالي على إدارات الأندية، وإذا بات النادي عاجزاً عن الإيفاء بالتزاماته المالية، وفي حال ارتكابه ممارسات مع النظام العام والآداب العامة، والمادة الثانية منحت تركي آل الشيخ تكليف مجلس إدارة جديد بعد المجلس الأول لأي من الأسباب التي رصدت عليه من المادة السادسة والثلاثين.وتركت إدارة النصر أرثا مخيفا من الديون المتراكمة والمستحقات المالية العالقة في الاتحادين السعودي والدولي، والشكاوى المتزايدة سواء لمدرين أو لاعبين سابقين وحتى الحاليين، بالإضافة إلى مستحقات وكلاء اللاعبين والمدربين، ويستوجب على الإدارة الجديدة تأمين ما لا يقل عن 26 مليون ريال خلال الأسبوع الحالي حتى يتمكن النادي من تجاوز أزمته المالية الخانقة وقيد لاعبين جدد في صفوف الفريق، وجدولة باقي المستحقات المالية للوفاء بها في الأشهر القادمة.وحرص رئيس الهيئة العامة للرياضة على اختيار الرئيس النصراوي الجديد بعناية فائقة بعدما كلف سلمان المالك برئاسة النادي حتى نهاية الموسم. ويعتبر المالك من الشخصيات الرياضية الداعمة للكرة السعودية بشكل عام ومن المقربين لنادي النصر بشكل خاص، وأحد الداعمين لجميع الإدارات المتلاحقة التي ترأست «العالمي» في السنوات العشرين الأخيرة، كما كان المالك من أبرز المرشحين لخلافة أحمد عيد رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم السابق، ودخل في منافسة شرسة مع عادل عزت الرئيس الحالي، لرئاسة اتحاد القدم قبل أن يخسر المنافسة في اللحظات الأخيرة.ويحظى سلمان المالك بدعم شرفي وشعبية جماهيرية نصراوية جارفة، لمواقفه الدائمة مع النادي، وتوليه ملف الديون في فترة سابقة لخبرته العريضة في الجانب الاقتصادي، حيث يترأس شركة «ركاء القابضة»، وهي أول راع رسمي لبطولة الأمير فيصل بن فهد «دوري الدرجة الأولى السعودي» لكرة القدم، ومن أبرز الداعمين للجماهير السعودية لمؤازرة المنتخبات السعودية، سواءً داخل أو خارج الحدود، كما يمتلك العضوية الشرفية في عدد من أندية دوري الدرجة الأولى.ويرى سلمان المالك، ابن محافظة الرس غرب منطقة القصيم وأحد كبار الداعمين لمسيرة نادي الحزم، أنه حظي بشرف كبير بعدما كلف برئاسة نادٍ كبير بحجم نادي النصر، وقدم شكره لرئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة على ثقته التي منحها إياها لرئاسة مجلس إدارة أصفر العاصمة، وتمنى أن يكون عند حسن ظن من وضع به هذه الثقة، وعلى قدر المسؤولية الكبيرة التي تستوجب العمل المضاعف لإسعاد «جماهير الشمس». وعن الأسماء التي سيستعين بها في مجلس إدارته لقيادة دفة الإدارة النصراوية، أوضح أنه يحتاج لمزيد من الوقت للبحث المستفيض عن أسماء قادرة على إضافة الأفكار البناءة والدعم المالي والمعنوي.ووجه الرئيس النصراوي المكلف رسالة لجمهور ناديه بأن يكونوا خير داعم لمسيرة ناديهم القادمة، مؤكداً أنهم الرقم الصعب في تاريخ النادي الحافل بالبطولات والإنجازات، مبيناً أن النصر لن يتقدم ولن يحقق النتائج المرجوة من دون وقفة الجماهير النصراوية التي عرف عنها العشق والإخلاص في أحلك الظروف. ووعد بالبحث عن مكامن الخلل في الفريق الأول سواء كانت مالية أو فنية، وحتى نفسية، لإيجاد الحل المناسب للقضاء عليها. وكشف أن إدارته بصدد ترميم الفريق للحفاظ على حظوظه بالمنافسة على الدوري السعودي للمحترفين، والدخول بقوة لمسابقة كأس الملك.وامتدح المالك ما قدمته إدارة النصر السابقة بقيادة الأمير فيصل بن تركي، لافتاً إلى أنه قدم عملا كبيرا أعاد من خلاله النصر لطريق البطولات بعد غياب طويل، مبيناً أن لكل إدارة إيجابيتها وسلبيتها، لكن إيجابيات الإدارة السابقة كانت حاضرة، وبفضلها عاد النصر لواجهة الكرة السعودية.
مشاركة :