غادر مشعر منى أمس الاثنين أكثر من مليون ومائتي ألف حاج، يمثلون ما يقرب من 50 % من حجاج هذا العام، وذلك بعد رميهم الجمرات حيث اتجهوا إلى بيت الله الحرام لأداء طواف الوداع، وطواف الإفاضة لمن لم يؤده من قبل، شاكرين المولى عز وجل أن مكنهم من أداء الركن الخامس من أركان الإسلام بكل يسر وسهولة. ونفذت الجهات الأمنية خطط التفويج بالتزام تام، وفق تدابير أمنية لسلامة الحجاج المتعجلين وضمان تدفقهم على الجمرات والحرم المكي الشريف وفق خطط متوازنة مدروسة بين قيادة منشأة الجمرات وقيادة قوة أمن الحرم المكي الشريف لفلترة الحجاج الخارجين من الجمرات والمتجهين إلى المسجد الحرام للحيلولة دون تجاوز الطاقة الاستيعابية في صحن المطاف. وكان حجاج بيت الله الحرام قد قاموا بعد ظهيرة يوم أمس، برمي الجمرات الثلاث، اتباعا لسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم مبتدئين بالجمرة الصغرى فالوسطى ثم جمرة العقبة، ثم توجه الحجاج المتعجلون إلى بيت الله الحرام لأداء طواف الوداع مغادرين الأراضي المقدسة ومن ثم العودة إلى أوطانهم سالمين غانمين بعد أن من الله عليهم بإكمال نسك الحج. وأوضح مدير الأمن العام اللواء عثمان بن ناصر المحرج أن تحركات الحجيج في مشعر منى اتسمت بالكثافة والمرونة والانسيابية رغم الكثافة التي شهدتها منشأة الجمرات خاصة أمس في يوم التعجل، مؤكدا أن القوات الأمنية طبقت خطة نفرة الحجاج المتعجلين وفق الجداول الزمنية المتفق عليها مسبقا مع كافة مؤسسات الطوافة وشركات حجاج الداخل وهيأت الإمكانات الآلية والبشرية أمام حجاج بيت الله الحرام. وأفاد مساعد قائد قوات أمن الحج لشؤون المرور اللواء عبدالرحمن المقبل، أن رجال المرور عملوا أمس على تطبيق الخطط المرورية الخاصة بالحجاج الذين غادروا المشاعر المقدسة، حيث تم تحويل حركة السير في جميع الطرق المحيطة بالمسجد الحرام في اتجاه واحد، فتم تحويل طريق أم القرى وشارع إبراهيم الخليل وطريق جبل الكعبة وأنفاق السد ونفق السوق الصغير، وهذا التحويل ساهم في إعطاء الفرصة لحجاج بيت الله الحرام في سهولة الدخول والخروج من المشاعر المقدسة، ومن ثم العودة إلى مكة المكرمة والتوجه إلى المسجد الحرام. وأشار اللواء المقبل إلى أن خطة نفرة الحجاج من مشعر منى يوم أمس تضمنت نفرة ما يقارب 50 % من الحجاج المتعجلين الذين تمت تحركاتهم بكل يسر وسهولة عبر الطرق المؤدية إلى المسجد الحرام .. و50 % في اليوم الثالث عشر وذلك لتخفيف الزحام على المسجد الحرام، مشيرا إلى أن الحركة المرورية كانت تسير بشكل انسيابي ولله الحمد. العقيد السهيم: نشر 500 دورية أمنية وسرية لتسهيل حركة الحجيج بين قائد إدارة الدوريات الأمنية بالعاصمة المقدسة وقائد دوريات المشاعر العقيد محمد بن سعد السهيمي أنه تم توزيع ونشر دوريات الأمن بالعاصمة المقدسة على عدد من التشكيلات والخطوط الميدانية المتقدمة، حيث تم نشر 400 فرقة أمنية رسمية وسرية و90 دراجة نارية بقيادة الضباط الميدانيين عملوا على مدار الساعة، وبطاقة تشغيلية وصلت إلى نسبة 100 % لتسهيل حركة الحجيج والمحافظة على أمنهم وسلامتهم، مضيفا أن انتشار الفرق الأمنية في العاصمة المقدسة وزع على ثماني مناطق تشمل عدة تشكيلات ومربعات تمت إدارتها من خلال غرفة عمليات عالية التجهيز. اللواء الزهراني: تفتيت الكتل على مداخل الجمرات ساهم في انسيابية الحركة قال قائد مركز القيادة والسيطرة اللواء عبدالله بن حسن الزهراني، إن مركز القيادة والسيطرة تولى رصد ومتابعة الحركة العامة لضيوف الرحمن على مستوى كافة الأصعدة لحركة الحجيج وكان الجميع ملتزم بالمهام المسندة إليه، كما تمت متابعة التفويج مع مؤسات الطوافة والالتزام بالجداول الزمنية للتفويج لتفادي الزحام، مؤكدا أن مركز القيادة والسيطرة لديه خطط احترازية لمعالجة أي طارئ ميداني من خلال نقاط التدخل السريع من خلال المعالجة الفورية المبكرة لتفتيت الكتل البشرية المتجهة إلى منشأة الجمرات ومداخل الشوارع المؤدية إليها. اللواء الحربي: ككثافة عالية شهدتها منشأة الجمرات وقوة أمنية ساهمت في الانسيابية أكد لـ عكاظ قائد قوات الطوارئ الخاصة في المشاعر المقدسة اللواء خالد بن قرار الحربي، أن أمس الثاني عشر شهد كثافة بشرية عالية خاصة للمتعجلين من حجاج بيت الله الحرام، مبينا أن قوات الطوارئ المسؤولة عن إدارة الحشود البشرية على منشأة الجمرات وضعت خطة خاصة وأعدت قوة أمنية من الطوارئ الخاصة لليوم الثاني عشر من أيام التشريق والذي عادة تشهد فيه منشأة الجمرات كثافة عالية من قبل الحجاج المتعجلين وبالتالي تعمل هذه القوة على توزيع الكثافة البشرية على جميع مستويات منشأة الجمرات والعمل أيضا على تحويل مسارات الحجاج في حالة وجود زحام أو تكدس، مؤكدا أن الأمور كانت طبيعية وجميع الحجاج المتعجلين رموا الجمرات دون عناء ولله الحمد. العقيد الحازمي: دعم الحرم بـ 3000 رجل إنقاذ وإطفاء في يوم التعجل أوضح قائد قوة الدفاع المدني في الحرم العقيد عيد الحازمي أنه تم نشر فرق الدفاع المدني في المسجد الحرام والمنطقة المركزية ودعمها يوم أمس بأكثر من 3000 رجل إنقاذ وإطفاء وزيادة النقاط التي تقدم الخدمات الإسعافية لضيوف الرحمن والحجاج الذين يتعرضون للسقوط والإجهاد أثناء السعي والطواف للتدخل لمواجهة أي حالات أخرى. حاتم قاضي: مغادرة 1.2 مليون حاج لمشعر منى وأكد وكيل وزارة الحج حاتم قاضي، أن التوجيهات صدرت لوزارة الحج بأن يظل 50 % في مخيماتهم بمشعر منى و50 % منهم متعجلون، وهناك فرق المراقبة والمتابعة الميدانية لمراقبة خطط التفويج لمؤسسات الطوافة، وكذلك مراقبة خطط تفويج شركات ومؤسسات حجاج الداخل لضمان التزامهم بالجدولة الزمنية للرمي من أجل الحفاظ على معدلات السلامة لحجاج بيت الله الحرام.. وأضاف أن تكامل الجهود والتنسيق مع كافة الجهات ذات العلاقة ساهم في النجاح الكبير في تفويج الحجاج بنجاح تام.