تستحوذ أسواق « الشرق « – بحسب أحد الخبراء النفطيين – على 80% من الصادرات النفطية لدول مجلس التعاون الخليجي، في الوقت الذي يتابع فيه المراقبون والمحللون التطورات في أكبر مناطق الإنتاج النفطي بالعالم تزامناً مع التحالف الدولي لمهاجمة تنظيم «داعش» المتطرف. وقال ل»الرياض» الدكتور محمد الشطي تتجه البلدان الخليجية إلى تصريف غالبية نفوطها إلى أسواق الشرق وهذا ينطبق على السعودية والكويت والإمارات والبحرين وقطر والعراق، والاستفادة من فروقات الأسعار حيث تضيف أسواق الشرق ما بين 2 – 4 دولارات للبرميل إلى الإيرادات في أسواق الشرق الآسيوية مقابل ما تكتسبه من بيع نفوطها إلى أسواق أخرى، وهذا الأمر بطبيعة الحال ينطبق على مبيعات إيران من النفط الخام وإن كان الحظر على مبيعاتها من النفط هو السبب وراء تقلص مبيعاتها واقتصاره على أسواق الشرق. وبين الشطي أن هنالك عدداً من البلدان كالعراق بصدد تنفيذ خطط لرفع قدراتها الإنتاجية والتصديرية، في الوقت الذي يتناقص فيه الطلب على النفط في أوروبا واليابان، وأن التوقعات تشير إلى أن عامل الطلب على نفط أوبك خلال الخمس سنوات سيدور حول 29 مليون برميل يومياً. وذكر أن شركة أرامكو السعودية تعدّ أهم اللاعبين في أسواق النفط؛ كونها تنتج 10 ملايين برميل يومياً من النفط الخام وتصدر 6.5 ملايين برميل يومياً، بالإضافة إلى أن لديها طاقة فائضة من الإنتاج تقدر بنحو 2.5 ملايين برميل يومياً من النفط الخام؛ لذلك تقوم كافة البلدان المنتجة للنفط بمراقبة تسعير شركة أرامكو لنفطها بصفة شهرية كي تحدد بدورها أسعار نفطها المشابه بما يحمي تواجدها في الأسواق المستهدفة، والظفر برضى المستهلكين حفاظاً على علاقات طويلة الأجل لا سيمّا وأن الأجواء الحالية تتسم بالتنافس في رفع الحسومات الشهرية وتقديم الشروط التعاقدية الأفضل والتي تقع في مصلحة الدول المستهلكة بالمقام الأول. وأضاف الدكتور الشطي يدخل في تسعير النفط الخام عدّة معطيات في أسواق النفط ولكن في النهاية يتم استهداف المحافظة على الأسواق والتحرك وفق حالة السوق وحسب المؤثرات لنوعية النفط المستهدف، فالعلاقة مع المستهلكين على أساس طويل الأجل هي النقطة الأهم، لا سيمّا أن الأجواء الراهنة تشتد فيها وتيرة التنافس.
مشاركة :