استضاف المجلس الأعلى للثقافة، بأمانة الدكتور حاتم ربيع، مساء أمس، ندوة بعنوان "الهُوية المصرية .. رؤية تنموية"، نظمتها "مؤسسة كوادر للدراسات والتنمية والثقافة"، وذلك فى إطار أولى الحلقات النقاشية تحت عنوان "صالون كوادر". شارك بالندوة، الدكتور جمال شقرة، أستاذ التاريخ بكلية الآداب بجامعة عين شمس ومقرر لجنة التاريخ بالمجلس الأعلى للثقافة، والدكتور سميح شعلان الأستاذ بأكاديمية الفنون ومقرر لجنة الفنون الشعبية بالمجلس، والشاعر أشرف عامر رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة سابقًا.وأدارت النقاش الدكتورة عايدة نصيف أستاذة الفلسفة السياسية بجامعة القاهرة ورئيس مجلس إدارة "مؤسسة كوادر للدراسات والتنمية والثقافة"، كما حضر اللقاء نخبة من الأدباء والقساوسة والرهبان، والسفراء والمحافظين والإعلاميين ومتابعي الشأن الثقافي المصري. وفي البداية، أعرب الدكتور حاتم ربيع عن ترحيبه لجميع الحضور بالمجلس الأعلى للثقافة، بيت الثقافة والتنوير، ثم ذهبت الكلمة للدكتورة عايدة نصيف التى بدورها قدمت شكرها للمجلس الأعلى للثقافة على استضافة هذا النقاش الذى يثير بدوره موضوعا بالغ الأهمية وهو الهُوية المصرية بما تواجهها من تحديات تحول دون تحقيق التنمية المنشودة. وأكد الدكتور جمال شقرة، أهمية دور مصر العالمى عبر العصور المختلفة، مشيرًا لما وصف به الرومان مصر قديمًا بأنها سلة غلال العالم، مرورًا بما اكتسبته مصر بعد ذلك من تسميات مثل درة التاج الإمبراطورية العثمانية، ودرة التاج البريطاني، وأيضًا كما وصفها نابليون بونابرت بأنها أهم بلد فى الدنيا.وأوضح شقرة، أن أهمية مصر البالغة كانت أهم الأسباب لاستهدافها عبر ضرب النسيج الاجتماعي للمجتمع المصري، كما تطرق إلى ظاهرة "الأنامالية" التي تعنى عدم الاكتراث للشأن العام والتفاعل السلبي مع ما يشهده الشأن العام، ثم واصل حديثه متناولًا أبرز السمات والقيم المميزة للشعب المصرى، مثل عنصر الذكاء إذ أن الدراسات تشير إلى أن الشعب المصرى من أذكى الشعوب، ولكن ما يشوبه أنه ذكاء فردى وليس جمعى، كما أن التدين سمة مميزة لهذا الشعب منذ القدم، ولكن ما يعيبه أنه كثيرًا ما يتحول لتدين شكلى وقتى.وانتقل بعدها لعدة سمات أخرى مثل تقديس الأرض، والقدرة على التسامح المتمثّلة فى احتواء الآخر والتعايش معه، والثورية إذ أن الشعب المصرى هو أول شعوب الأرض التى قامت بثورة ويرجع هذا للعصر الفرعونى، كما أوضح أن المرح وامتلاك كاريزما خاصة، حتى فى أشد وأحلك الأزمات، لدرجة أنه كثيرًا ما يطلق النكات الطريفة على نفسه.عقب هذا جاءت كلمة الشاعر أشرف عامر، الذى ألقى بعض قصائده من الشعر العامى، بدأها بقصيدة "الأرض" ثم تبعها قصيدة "فى وصف الحب"، وقد لاقت أبياته استحسان واعجاب الحضور. فيما أكد الدكتور سميح شعلان، أن الفلكلور هو حكمة الشعب وقدرته على التعايش مع الأطراف المحيطة، مشددًا على أنه لا خلاص لنا إلا أن نكون أنفسنا، بالتمسك بهويتنا المصرية بكل مكوناتها، فنحن أصحاب الأرض، واختتم كلمته موجهًا حديثه لمن يهاجم الثقافة الشعبية المصرية متمثلة فى الأمثال الشعبية ويصفها بأنها متناقضة، مؤكدًا أنه نتيجة لعدم التعمق فى المناسبة التى قيل حينها هذه المثل.
مشاركة :