إن أسباب فشل ٩٥٪ من الشركات والمؤسسات الناشئة في أول ١٨ شهراً ليس في عدم تواؤم الشركاء بينهم وبين بعض ولا في تصنيع منتج لا يريده الناس ولا في كمالية المنتج أو الخدمة، بل السبب الحقيقي وراء فشلهم هو خطوة تسبق ذلك تتعلق بنموذج العمل التجاري. سبب الفشل يكمن في أنهم لا يجرون استبيانات من أساسه، ومن يقوم بعمل الاستبيانات هو شخص يقوم بها دون آلية أو وجهة محددة وبأسئلة تقتصر أجوبتها على نعم أو لا. وعلى سبيل المثال لا الحصر، سنتطرق هنا لمنتج "فرشاة أسنان إلكترونية" تقوم بالدوران لتسريع عملية تنظيف الأسنان، فتكون الأسئلة على النحو التالي: هل تهمك منتجات نظافة الأسنان الطبيعية مثل الفرشاة؟ هل تقبل إضافة التقنية على الفرشاة لرفع سرعة وكفاءة تنظيف الأسنان؟ كم هو المبلغ الذي تراه مناسباً لمنتج يحمل الفرشاة وفيه صفات تقنية مثل الدوران؟ هل تعجبك الفكرة السابقة أم لديك إضافة أو تعديل على كيفية عمل المنتج؟ هل تنصح أصدقاءك بشراء منتج كهذا ولماذا؟ ما هي أهم المميزات التي تهمك في منتج مثل هذا المنتج؟ هل ترغب في رؤية مميزات إضافية للمنتج؟ الرجاء اختيار المميزات الإضافية التي تتمنى أن تكون موجودة في المنتج. ما هي القيمة المناسبة لهذه المميزات الإضافية ؟ أين المكان المناسب لوضع المنتج؟ ما هي الفكرة التسويقية الأفضل من وجهة نظرك للمنتج؟ من هي الشريحة المناسبة لتسويق المنتج برأيك؟ كم يوما يمكنك أن تنتظر حتى يصل المنتج إليك؟ هل توافق على أن نتواصل معك هاتفيا؟ هل توافق على استقبال إعلانات واستبيانات أخرى منا؟ هذا كان نموذج استبيان مدته ٢٠ دقيقة لمعرفة قابلية نجاح المنتج وتقبله قبل البدء في الإنتاج وقبل إنشاء الشركة ومعرفة الشريحة التي تريد هذا الجهاز ومعرفة الأماكن التي يرغبون بها والمميزات و الأسعار. عندها فقط، تكون نتائج هذا الاستبيان هي ما تؤسس عليه هذه الشركة الناشئة وتبنى عليه نموذج العمل التجاري Business Model Canvas التي تعتبر من أهم ركائز الشركات الناشئة. ومن يعتقد بأن الاستبيان يفشي بعض الأسرار أو يجعل الآخرين يسرقون الفكرة مخطىء تماما، وللإحاطة بإمكان طالب الاستبيان وضع نص قانوني يمنع المشارك في الاستبيان من استغلال الفكرة قانونيا، ومثال على ذلك لائحة حماية المعلومات التجارية في وزارة التجارة والاستثمار السعودية وإقرانها في العقد الإلكتروني، ويشترط ذلك أخذ بيانات المشاركين في الاستبيان. كذلك، يمكن دائما استشارة المختصين القانونيين في البلد الذي أنت موجود به، مع تمنياتي لكل صاحب فكرة النجاح من أوسع أبوابه والمثابرة والإصرار، فلا تبنى الثروات إلا بها.
مشاركة :