صدر مؤخرا عن المؤسسة العامة للحي الثقافي "كتارا" كتاب جديد بعنوان "الرواية العربية المعاصرة.. الثوابت والمتغيرات"، يتضمن مجموعة من الدراسات النقدية لثمانية نقاد وباحثين من مختلف الدول العربية، وقام بتحريره الناقد العراقي نجم عبد الله كاظم. يقول الكاتب خالد عبدالرحيم السيد المشرف العام على جائزة /كتارا/ للرواية العربية في تقديمه للكتاب :" إن الرواية كونها نمطا أدبيا بمفهومه المعاصر لها شراكة حيوية مع أساليب معينة تقليدية كأنساق تسيطر عليها، وذلك مما يخص الشكل والأسلوب، إذ إن الرواية الحقيقية هي كشف فني عالي المستوى للتحولات التاريخية والمتغيرات الاجتماعية.. لافتا إلى أن هذه الأمور هي التي حولت اهتمام كتارا لدراسة إشكاليات الرواية العربية المعاصرة وما ترتكن إليه من الثوابت وما يمكن أن يطرأ عليها من المتغيرات، موضحا أن الكتاب الجديد تشكل له فريق عمل على قدر مسؤولية وأهمية موضوع الكتاب، ليكون في النهاية بمنزلة تجسيد لواقع الرواية العربية. ويتضمن الكتاب ثماني دراسات في أربعة أقسام تأتي في مقدمتها " الفصاحة السردية الجديدة المفهوم وبعض نماذجه التمثيلية" وينطلق فيها الناقد العراقي الدكتور عبد الله إبراهيم من فهمه النظري للفصاحة السردية من أنه لا تقوم الفصاحة السردية الجديدة على اللغة بذاتها بل على قوة التمثيل وبراعة التخييل وعمق التصوير، ويقترح في دراسته بأن تقوم الفصاحة على خمسة أركان هي طرائق سردية جديدة والاستشفاف المتبادل وإطلاق خيال يرتقي بالأحداث إلى مستوى عال من الإيحاء الدلالي وبناء عالم افتراضي مواز للعالم الواقعي. وتسعى الناقدة العمانية الدكتورة عائشة الدرمكي في دراستها الموسومة "السردية وعالم الممكنات في النص الروائي العربي المعاصر" إلى تقديم ممكنات السردية في النص العربي، كما تهتم بالجانب الجمالي في الرواية موجهة الانتباه إلى عملية إنتاجه من جهة وتلقيه من جهة أخرى. وفي القسم الثاني يجد الناقد المغربي الدكتور عبدالرحمن بوعلي في دراسته " تحولات الشكل والدلالة في الرواية العربية المعاصرة"، أن هناك تذويبا للخطاب الروائي وتشظي المحكي وتفككه وتهجين اللغة الروائية وامتلاك معرفة واسعة بوصفها مكونا روائيا". وفي دراسة الناقد الجزائري عبدالحق بلعابد ،"الرواية العربية المعاصرة بين ثبات البنية ومتغيرات الشكل، يبرز تجريب الأشكال السردية في حالتها القصوى من خلال الوعي الكتابي المتجدد لدى الروائيين في الألفية الجديدة وتوسلهم بالممكنات التكنولوجية الحديثة. وفي القسم الثالث من الكتاب يقدم الناقد السعودي الدكتور معجب العدواني دراسته " أشكال التناص مع الموروث ووظائفه في الرواية العربية المعاصرة" بهدف تقييم توظيف التراث في الرواية العربية بعد عام 2000، ليحدد أبرز الوظائف التي استهدفها الروائيون وهي في ثلاثة أنواع تراوح بين الاكتمال أو التوازي أو التضمين. فيما جاءت دراسة "سؤال العنف والتطرف في الرواية العربية في مطلع القرن الحادي والعشرين" للناقدة الأردنية رزان محمود إبراهيم، مهيمنة على الجانب التطبيقي، حيث رصدت روايات عديدة تناولت هذا الموضوع، فضلا عن استشراف الرواية العربية لمستقبل العنف وطرق معالجته. وفي القسم الرابع تأتي دراسة تتناول ظاهرة السرد النسوي للناقد الفلسطيني الدكتور حسين المناصرة بعنوان "الوعي الثقافي بالذات النسوية في الرواية العربية المعاصرة". فيما جاءت آخر دراسة في الكتاب بعنوان "أسلوبية الرواية .. حاضرها ومستقبلها" للناقد السوري الدكتور سمر روحي الفيصل لمحاولة الاجابة عن سؤالين رئيسيين، هما مادامت الرواية العربية تستعمل اللغة العربية فما طبيعة هذا الاستعمال في حاضر الأسلوبية العربية ؟ وما الرؤية الممكنة لمستقبل اللغة العربية في هذه الأسلوبية انطلاقا من حاضرها الروائي العربي؟;
مشاركة :