بيروت (أ ف ب) - أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الأربعاء أن رهان الرئيس الأميركي دونالد ترامب على تعاظم الاحتجاجات التي تشهدها مدن عدة في ايران، أبرز داعميه، منذ نحو أسبوع "سيخيب"، مؤكداً أن ما من شيء "يدعو للقلق". وقال نصرالله في مقابلة تلفزيونية بثتها قناة الميادين المقربة من حزب الله ومقرها في بيروت مساء الأربعاء "آمال ترامب خابت وستخيب آمال نائبه وآمال مندوبته في مجلس الأمن وآمال نتنياهو وآمال الاسرائيليين وآمال المسؤولين السعوديين، وكل من راهن على أن هذه الاحتجاجات ستكبر وتتعاظم وتؤدي الى اسقاط النظام أو الفوضى في ايران". واعتبر نصرالله الذي يتلقى حزبه دعما ماليا وعسكرياً مباشراً من ايران، أن التظاهرات "بدأت على خلفية احتجاجات ترتبط بقضايا مالية ودخلت على الخط جهات سياسية متربصة". وشهدت مدن ايرانية على امتداد ستة أيام تظاهرات احتجاجية على الصعوبات الاقتصادية وضد السلطة السياسية، تخللتها أعمال عنف أوقعت 21 قتيلاً واعتقل خلالها المئات. ومنذ انطلاق الاحتجاجات، لم يتوقف ترامب عن إعلان تأييده للمتظاهرين، وانتقاد السلطات، وصولاً الى وصفه النظام بـ"الوحشي والفاسد". وتعمل واشنطن على استغلال التطورات لزيادة الضغط على ايران. وطالبت السفيرة الاميركية في الامم المتحدة نيكي هايلي الثلاثاء بعقد "اجتماعات طارئة لمجلس الامن في نيويورك ومجلس حقوق الانسان في جنيف" لبحث التطورات في ايران و"الحرية" التي يطالب بها الشعب الايراني. وشدد نصرالله، الذي نادراً ما يطل في مقابلات تلفزيونية، أنه "ليس هناك شيء يدعو للقلق وما جرى في ايران يتم استيعابه بشكل جيد ولا يقاس بأي حوادث سابقة" في اشارة الى تظاهرات تلت اعادة انتخاب الرئيس السابق المتشدد محمود أحمدي نجاد عام 2009 وقابلها النظام بقمع شديد. وقلل من تداعيات هذه التظاهرات، مستنداً الى تصريحات أدلى بها قائد الحرس الثوري الايراني الجنرال محمد علي جعفري الأربعاء، قال فيها إنه يستطيع إعلان "انتهاء الفتنة". وامتنع نصرالله عن التعليق حول حجم الدعم المالي الذي يتلقاه حزبه من طهران، وأعرب عن اعتقاده بأن ما يجري في ايران لن يؤثر على "السياسات الخارجية" في ما يتعلق بدعم حركات المقاومة في المنطقة. في الشأن السوري، قال نصرالله رداً على سؤال إنه التقى الرئيس السوري بشار الأسد "قبل أسابيع" من دون أن يورد أي تفاصيل اضافية حول المكان او مضمون النقاش. وكان آخر لقاء جمع الرجلين في صيف العام 2017. ومنذ العام 2013، يشارك حزب الله بشكل علني في القتال الى جانب قوات النظام في سوريا، ما ساهم في ترجيح الكفة لصالح دمشق على جبهات عدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية والفصائل المعارضة على حد سواء. وحول موعد خروج مقاتلي حزب الله من سوريا، ربط نصرالله ذلك "بنتيجة الحرب في سوريا" مضيفاً "هذا القرار يرتبط بالكامل بالقيادة السورية ونحن لا نفرض انفسنا في سوريا". وأكد "أننا أمام انتصارات كبرى وحاسمة، لكن لا نستطيع أن نتحدث الآن عن انتصار نهائي" في سوريا معتبراً أن "الحرب في مراحلها الأخيرة، ولكن من الصعب الحديث عن توقيت، نستطيع الحديث عن عام، عامين". وتشهد سوريا الداعمة لحزب الله نزاعا داميا تسبب منذ اندلاعه في العام 2011 بمقتل أكثر من 340 ألف شخص وبدمار هائل في البنى التحتية ونزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها. © 2018 AFP
مشاركة :