أكد الفلسطينيون، أمس، أنهم لن يخضعوا «للابتزاز» بعد تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بوقف المساعدة المالية الأميركية للفلسطينيين، مشددين على أن القدس المحتلة والحقوق الفلسطينية «ليست للبيع». في حين استشهد فتى فلسطيني برصاص قوات الاحتلال في قرية دير نظام شمال غرب رام الله بالضفة الغربية المحتلة. وقال ترامب في تغريدة على تويتر «ندفع للفلسطينيين مئات ملايين الدولارات سنوياً ولا نحصل منهم على أي تقدير أو احترام. هم لا يريدون حتى التفاوض على معاهدة سلام مع إسرائيل». وأضاف في تغريدة ثانية «طالما أن الفلسطينيين ما عادوا يريدون التفاوض على السلام، لماذا ينبغي علينا أن نسدّد لهم أياً من هذه الدفعات الضخمة في المستقبل؟». ورداً على التهديدات الأميركية، أعلنت الرئاسة الفلسطينية، أمس، أن مدينة القدس «ليست للبيع». كشفت إسرائيل عن حزمة مشروعات توسعية، من المقرر أن تنفذ في مستوطنة «أرئيل» قرب نابلس، تشتمل على مئات الوحدات الاستيطانية. وقال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبوردينة لـ«فرانس برس»: «القدس العاصمة الأبدية لدولة فلسطين ليست للبيع لا بالذهب ولا بالمليارات». وأضاف «إذا كانت الإدارة الأميركية حريصة على مصالحها الوطنية عليها أن تلتزم بالشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية». وأكد أبوردينة مرة أخرى استعداد الفلسطينيين للعودة إلى طاولة المفاوضات مع اسرائيل. وقال «لسنا ضد العودة للمفاوضات، لكن على اساس الشرعية الدولية التي اقرت بدولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية» المحتلة. من جهتها، أكدت عضو اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي، أمس، أن الفلسطينيين لن يخضعوا «للابتزاز» بعد قرار ترامب. وقالت في بيان «لن نخضع للابتزاز». وأضافت أن «الرئيس ترامب خرب سعينا الى السلام والحرية والعدالة، والآن يلوم الفلسطينيين على عواقب أعماله اللامسؤولة». أما حركة «حماس» التي تسيطر على قطاع غزة، فوصفت التهديد الأميركي بـ«ابتزاز سياسي رخيص يعكس السلوك الأميركي الهمجي، وغير الأخلاقي في التعامل مع عدالة القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني». ودعت إلى مزيد من الوحدة الفلسطينية و«تصليب المواقف الفلسطينية في مواجهة هذه الضغوط والسياسات وعدم الاستجابة لها». وتعتمد السلطة الفلسطينية بشدة على المساعدات الدولية التي يؤكد المحللون وحتى الإسرائيليون منهم أنها تساعد في الحفاظ على الاستقرار في المنطقة. ويشوب توتر العلاقات الفلسطينية الأميركية منذ اعلان ترامب الشهر الماضي الاعتراف بمدينة القدس عاصمة لإسرائيل. في المقابل، رحب عدد من الوزراء الإسرائيليين بالتهديد الأميركي. وقالت وزيرة الثقافة والرياضة ميري ريغيف، من حزب الليكود الذي يتزعمه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو «لا يمكنك من جهة تلقي 300 مليون دولار كدعم أميركي سنوي، وفي الوقت نفسه اغلاق الباب أمام المفاوضات». وأثنت ريغيف على ترامب في حديث مع اذاعة الجيش الإسرائيلي، مشيرة إلى أنه «رئيس يقول ما يفكر به بوضوح ولا يلجأ الى مناورات دبلوماسية ليس لها أي معنى». من ناحية أخرى، أعلنت مصادر فلسطينية عن استشهاد فتى فلسطيني برصاص الجيش الإسرائيلي في رام الله بالضفة الغربية. وقالت وزارة الصحة الفلسطينية، إن مصعب فراس التميمي (17 عاماً) «استشهد متأثراً بجروح خطرة، أصيب بها برصاص الاحتلال في قرية دير نظام شمال رام الله». وأوضحت مصادر في الإسعاف الفلسطيني، أن القتيل أصيب بالرصاص الحي في الرقبة، ونقل إلى المستشفى الاستشاري القريب من رام الله. وقال سكان بالقرية إن مواجهات اندلعت بين الشبان والجيش الإسرائيلي. يأتي ذلك، فيما اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي 20 فلسطينياً من محافظات الضّفة الغربية فجر أمس، ليرتفع بذلك عدد المعتقلين منذ اندلاع الاحتجاجات على إعلان ترامب القدس عاصمة لإسرائيل إلى نحو 740 فلسطينياً بينهم 190 طفلاً و15 من النّساء وثلاثة جرحى. من جهته، كشف وزير الإسكان في حكومة الاحتلال الإسرائيلي «يوأف غالنت» عن حزمة مشروعات توسعية، من المقرر أن تنفذ في مستوطنة «ارئيل» قرب نابلس، تشتمل على مئات الوحدات الاستيطانية بهدف زيادة أعداد المستوطنين فيها، وتوسيع مرافق الجامعة واستحداث حدائق عامة جديدة، بالإضافة للتخطيط لبناء استاد رياضي جديد، وتطوير وجه المستوطنة وغيرها. من جهتها، جدّدت حكومة الوفاق الفلسطينية مطالبتها المجتمع الدولي والأمتين العربية والإسلامية بتحرك فوري، ازاء «الإجراءات الاحتلالية» الإسرائيلية المتصاعدة ضد المسجد الأقصى المبارك ومدينة القدس. وقال المتحدث الرسمي باسم الحكومة يوسف المحمود، في بيان، إن «تأدية مستوطنين طقوس زواج داخل المسجد الأقصى خلال اقتحامه، تعتبر اعتداء فاحشاً ومزدوجاً ضد أقدس مقدسات العرب والمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، واستفزازاً سافراً لمشاعر أبناء شعبنا».
مشاركة :