كذب استمرار الاحتجاجات في إيران، ادعاءات قائد «الحرس الثوري» الإيراني، محمد علي جعفري، الذي أعلن، أمس، «انتهاء العصيان»، ووثقت أشرطة فيديو لنشطاء استمرار التظاهرات الشعبية، رغم القمع الوحشي للسلطات الذي أسفر عن مقتل أكثر من 27 شخصا واعتقال المئات، بحسب المعارضة، التي رجحت أن يكون عدد الضحايا والمعتقلين أكبر من ذلك بكثير.وقال مسؤولون إيرانيون، إنه تم اعتقال أكثر من ألف شخص في مختلف محافظات إيران خلال الأيام الماضية من التظاهرات الاحتجاجية التي امتدت حاليا إلى أكثر من 70 مدينة إيرانية.وكان هناك 40 معتقلا في اردبيل و20 في الفلاحية جنوب الأحواز و90 في تبريز و138 في مشهد. وقد اعترفت وزارة الداخلية بمقتل 21 شخصا.ومع دخول يومها السابع، ارتفع سقف التظاهرات بالإصرار على ضرورة إسقاط النظام في الاحتجاجات التي عمت مختلف المدن الإيرانية. ورغم التعتيم وقطع خدمات الإنترنت، وثقت فيديوهات النشطاء استمرار الاحتجاجات في مدينتي ملاير ودهلران، حيث خرج المئات متحدين ميليشيات الباسيج، وذلك بعد تصريحات جعفري. ونشر الناشط الحقوقي الإيراني، حشمت ألافي، مقطع فيديو على صفحته في تويتر يظهر من قالت إنها من قوات الباسيج وهي تحرق بطاقتها، متمردة على النظام. ونقل ألافي عن الباسيجية قولها: «كنت عضوة في الباسيج، ولكن عندما رأيت أن أعمالهم لا تختلف عن أعمال داعش ابتعدت عنهم»، مضيفة «الآن أحرق بطاقتي وأدعو الجميع في الباسيج إلى الالتحاق بالشعب.. إلى متى تتحملون هذه الذلة». وزعم محمد علي جعفري أن الحرس الثوري تدخل «بصورة محدودة» فقط في محافظات أصفهان ولورستان وهمدان، مؤكدا اعتقال الكثيرين. وأضاف أن «عددا كبيرا من مثيري الاضطرابات... تم اعتقالهم وستتخذ بحقهم تدابير صارمة».وفي التظاهرات الجديدة، ركز المحتجون على ضرورة إسقاط القيادة الدينية ونظام ولاية الفقيه، بما في ذلك المرشد علي خامنئي. وشهد ليل الثلاثاء - الأربعاء تظاهرات ليلية أدت إلى اشتباكات مع الشرطة وقوات الأمن في بعض المدن.وفي طهران، تم نشر وحدات الشرطة الخاصة في المناطق التي شهدت اشتباكات الليلة قبل الماضية وأظهرت مقاطع الفيديو المنشورة على الشبكات الاجتماعية، أن هناك العديد من السيارات ترش المياه على المحتجين بين ساحة انقلاب «الثورة» وشارع ولي عصر.وفي مناطق أخرى من طهران، أظهرت الفيديوهات المحتجين المشتبكين مع قوات الأمن وهم يهتفون مطالبين بالاستفتاء تحت إشراف الأمم المتحدة.وفي بعض المناطق بدأ المحتجون بحرق الحوزات العلمية التي تخرّج منها الملالي الحاكمون في إيران، خاصة في مدينة «خميني شهر» بمحافظة أصفهان، في دلالة رمزية تظهر مدى الاستياء من حكم رجال الدين في البلاد.وفي مدينة الأحواز العربية، جنوب غربي إيران، تظاهر المئات وهتفوا برحيل المرشد الإيراني علي خامنئي، بقولهم: «اسمح لنا يا سيد علي.. حان وقت رحيلك». وأفاد التلفزيون الإيراني أن مبنى قائم مقامية مدينة لينجان في مقاطعة أصفهان قد تعرض لإطلاق الرصاص من قبل من وصفهم بمثيري الشغب.كما استمرت احتجاجات مماثلة في خورام آباد ومعشور وإيذج وفي خميني شهر بمحافظة أصفهان، ومسجد سليمان شمال الأحواز، وتبريز مركز محافظة أذربيجان الغربية.وفي جوهردشت في شمال كرج، اندلعت اشتباكات بين قوات الأمن والمتظاهرين الذين هتفوا ضد النظام والمرشد الإيراني علي خامنئي. وخرج آلاف المتظاهرين في مدينة عبدان التابعة لمحافظة الأحواز جنوب البلاد ذات الغالبية العربية، في سوق الكويت بمسيرات احتجاج حاشدة تطالب بوقف سياسة القمع المتبعة من قبل السلطات ضد مطالبهم التي تنادي بمحاربة الفساد والنظام الديكتاتوري، كما طالبوا بإطلاق سراح السجناء السياسيين. (وكالات)
مشاركة :