كثّفت القوات النظامية السورية والجماعات المتحالفة معها ضرباتها الصاروخية والجوية على غوطة دمشق الشرقية، وحشدت عناصر من «قوات النخبة» تمهيداً لهجوم كبير يهدف إلى فكّ الحصار الذي تفرضه فصائل المعارضة على مبنى «إدارة المركبات» في حرستا جنوب غربي الغوطة، حيث يُرجّح وجود 200 عنصر من القوات النظامية. وعلى رغم اشتباكات عنيفة بين الطرفين تركزت قرب «كراج الحجز» ومبنى محافظة ريف دمشق ومحيط إدارة المركبات أمس، نجحت الفصائل في السيطرة على مزيد من النقاط وتقدّمت في اتجاه «المعهد الفني» حيث تتمركز قوات نظامية. وتزامناً مع خسائر النظام على جبهة «إدارة المركبات»، واصلت القوات النظامية قصف مدن وبلدات الغوطة الشرقية. وقُتل مدني في قصف على مدينة عربين، فيما أصيب 10 أشخاص في غارات لطائرات النظام وأخرى روسية على حرستا. كما قصفت الطائرات مدن وبلدات دوما مسرابا ومديرا وعين ترما وحزة. وأفادت وكالة «قاسيون» المحسوبة على المعارضة، بأن سلاح الجوّ الروسي شارك في القصف على الغوطة الشرقية للمرة الأولى منذ انضمام المنطقة إلى اتفاق «خفض التوتر». ودعت فصائل معركة «بأنهم ظلموا» أفراد القوات النظامية المحاصرة إلى تسليم أنفسهم. وقال رئيس «اللجنة الشرعية» في حرستا الشيخ صهيب الريس: «إن الفصائل تعرض على الجنود تسليم أنفسهم مقابل مبادلتهم مع معتقلين في سجون النظام». وحذّر في رسالة مصوّرة تحت عنوان «النداء الأخير» من أن «الفرصة تضيق عليكم فانتهزوها (...) وقد أعذر من أنذر»، مهدداً بقتل جميع المحاصرين في حال رفضوا الاستسلام. في غضون ذلك، أفادت قناة «أورينت نيوز» بأن مقاتلي المعارضة أسرّوا 11 عنصراً من القوات النظامية في حرستا خلال المعارك أمس. وأدّت المعارك الضارية إلى مقتل 3 ضباط برتبة عميد في قوات «الحرس الجمهوري» خلال الساعات الأربع وعشرين الماضية. وأوضح موقع «عنب بلدي» أن العمداء هم حبيب محرز يونس من مدينة القرداحة، وإبراهيم يونس من ريف حمص، إلى جانب العميد علي ديوب قائد اللواء «138 دبابات»، مشيراً إلى مقتل عدد من الضباط برتبتَي ملازم أول وملازم شرف، إضافة إلى عشرات الجنود في الأيام القليلة الماضية. وكانت القوات النظامية استقدمت تعزيزات إلى حرستا أول من أمس (الثلثاء)، لوقف تقدّم فصائل المعارضة التي تمكنت من السيطرة على «كراج الحجز» ونجحت في وصل مدينة حرستا بمدينة عربين، ومحاصرة إدارة المركبات ومبنى المحافظة والمعهد الفني والرحبة 646 في شكل كامل، كما أفادت قناة «أورينت نيوز». وتضاربت المعلومات في شأن نجاح القوات النظامية في السيطرة على بلدة عين زريقة في منطقة المرج، والتي تقع على الطريق الرابط بين بلدات بيت نايم والنشابية. وأشار «عنب بلدي» إلى تقدّم القوات النظامية في أجزاء من القرية ما سمح لها بالسيطرة عليها نارياً، فيما نفى الناطق باسم «جيش الإسلام» حمزة بيرقدار هذا الأمر، وأكد أن «الأوضاع جيدة» على جبهة النشابية وحزرما، مشيراً إلى أن القوات النظامية «تحاول الضغط على جبهة الزريقية بقصف مكثف وعنيف وتم التصدي لها وتكبيدها خسائر كبيرة». موسكو تقرّ بسقوط مروحية روسية ومقتل طيّاريها موسكو، لندن – «الحياة»، أ ف ب اعترفت وزارة الدفاع الروسية أمس، بتحطّم مروحية عسكرية تابعة لها شمال غربي سورية في 31 كانون الأول (ديسمبر) الماضي، ومقتل طيارين كانا على متنها. وأوضحت الوزارة أن المروحية العسكرية من طراز «إم آي - 24»، تعرّضت لخلل تقني عندما كانت متجهة إلى حماة، ما أدّى إلى تحطمها، مؤكدة عدم تعرّضها لإطلاق نار من الأرض. ولفتت إلى أن «الطيارين قُتلا أثناء هبوط مفاجئ على بعد 15 كيلومتراً من القاعدة الجوية» في حماة، كما أدى الحادث إلى إصابة خبير تقني نُقل إلى قاعدة حميميم لمعالجته. وأفادت منظمة «كونفلكت أنتيلجنس تيم» غير الحكومية نقلاً عن منتدى «فورمافيا» للطيران، بأن خطوطاً للطاقة عرقلت حركة المروحية التي تحطمت أثناء مرافقتها قافلةً. ولم يوضح المنتدى ما إذا كانت المروحية ترافق قافلة إنسانية أم وحدة قتالية، فيما لم تعطِ وزارة الدفاع مزيداً من التفاصيل. وكانت مواقع إخبارية سورية محسوبة على المعارضة أول من كشف عن تحطّم الطائرة الأحد الماضي. وأفاد موقع «نداء سورية» بأن عدداً من الطائرات الحربية وطائرات الاستطلاع عثر على حطام الطائرة بين قريتَي المحروسة وأم الطيور الخاضعتين لسيطرة النظام جنوب حماة. وأشار إلى أن القوات النظامية فرضت طوقاً أمنياً على المنطقة ومنعت اقتراب جميع وسائل الإعلام منها. وتدخلت روسيا عسكرياً في النزاع السوري في أيلول (سبتمبر) عام 2015، وبدأت حملة قصف جوي واسعة دعماً للقوات النظامية السورية. وكان وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أعلن الشهر الماضي أن الجيش استكمل انسحاباً جزئياً من سورية، بموجب أوامر الرئيس فلاديمير بوتين، في حين ستتحفظ موسكو بوجودها العسكري في البلاد من خلال ثلاث كتائب وقاعدتي في حميميم وطرطوس. وأقرت موسكو بأن قواتها الخاصة تنشط أيضاً على الأرض في عمليات عسكرية ضد مقاتلي تنظيم «داعش».
مشاركة :