أرونداتي روي تواصل رواية المسكوت عنه في الهند

  • 1/4/2018
  • 00:00
  • 15
  • 0
  • 0
news-picture

نيودلهي - بعد عشرين عاما تقريبا على صدور الرواية الشهيرة "إله الأشياء الصغيرة"، لا تزال الكاتبة والناشطة اليسارية الهندية أرونداتي روي محط آراء متباينة في بلدها ومصدر انقسام بين معجبين بأعمالها وأفكارها ومنددين بمواقفها. ولا تخشى صاحبة المنشورات الهجائية التي عهدت المثول أمام المحاكم وإثارة الجدل والمشاركة في التظاهرات والتي يطيب لها أن تصنّف في خانة المفكّرين المعارضين على غرار نعوم تشومسكي في الولايات المتحدة، المجاهرة بآرائها، متمسكة بقناعاتها. وهي تقول في مقابلة مع وكالة فرانس برس بمناسبة ترجمة كتابها الثاني "وزارة السعادة القصوى" إلى الفرنسية بعد صدوره بنسخته الأصلية في صيف العام 2017 "لن أعيش هانئة البال إن لم أتكلم عما يجري هنا". ولا تزال صورة الروائية الشابة التي تتسلم جائزة "بوكر" الأدبية العريقة مرتدية لباس ساري أحمر سنة 1997 ماثلة في الأذهان. وقد بيعت أكثر من 6 ملايين نسخة من كتابها الفائز "إله الأشياء الصغيرة". وبعد 20 عاما تقريبا، أصدرت روايتها الثانية التي تواصل فيها انتقاد الهند، حكومة وشعبا. وعندما تُسأل لم استغرقها هذا العمل وقتا طويلا لهذه الدرجة، ترد قائلة "احتجت إلى بعض الوقت لكي أصحو من النشوة التي ولّدها إله الأشياء الصغيرة، ليس بسبب العائدات المادية التي درها بل أيضا لأنني نفّست فيه عن مكنوناتي". وهذه الرواية الحافلة بالأحداث والشخصيات تصطحب القارئ من مجتمع الهيجرا (المتحولين جنسيا) في دلهي القديمة إلى قصة حب على خلفية تمرد في كشمير. وتتناول فيها روي مسائل عهدت إثارتها، مثل الحركة القومية الهندوسية وأعمال العنف الطبقية. وهذه الأحداث المتشابكة هي على صورة سراديب المدن الهندية المترامية الأطراف. وينبغي الغوص في هذه الرواية التي استغرق تأليفها 10 سنوات "كما لو كنتم تكتشفون مدينة بطرقاتها الكبيرة وأزقتها ومساحاتها الشاسعة". عدالة اجتماعية ولا تتوانى صاحبة القلم اللاذع عن التنديد بالنزعة القومية التشددية في الهند وهي تشبّه القوميين الهندوس في روايتها الأخيرة بـ"رايخ" جديد. وتقول روي (56 عاما) المولودة لأم مسيحية من منطقة كيرالا الجنوبية ولأب هندوسي من ولاية البنغال الغربية إن "مستوى التقوقع الطائفي والاستقطاب لم يكن يوما بهذه الفظاعة". وتسأل "كيف يمكننا التغاضي عن التنكيل بمئات الاشخاص في كشمير؟ كيف يمكننا أن نقبل مجتمعا قرر منذ آلاف السنين أن تكون فئة منه منبوذة؟ كيف يمكننا تقبل مجتمع يحرق بيوت السكان القبليين ويطردهم من أراضيهم بذريعة التقدم؟". وتندد الكاتبة بـ"نظام اقتصادي قيد التشكل يفرّق بين الناس، ليس في الهند فحسب بل في العالم أجمع". غير أن الأمل لا يزال يحدو هذه المدافعة عن البيئة وحقوق النساء ومنهج العولمة البديلة التي تنتقد الرأسمالية وترفع صوت المقموعين. وهي على قناعة بأن نوعا من العدالة الاجتماعية سينبثق من رحم هذه الأزمة. وتختم أرونداتي روي بالقول "شيء ما سيولد، إما من الدمار الكامل أو من الثورة، لكن لا يمكن أن تبقى الأمور على هذا المنوال".

مشاركة :