جاءت عودة المدرب التركي إيجون بولنت -المدير الفني الأسبق لفريق أم صلال- إلى الملاعب القطرية من جديد، عبر بوابة الغرافة لقيادة فريقه الكروي الأول بالنادي، مع انطلاق القسم الثاني من دوري نجوم «QNB»، خلفاً للفرنسي جان فيرنانديز، لتكشف النقاب عن ظاهرة تدوير المدربين بين الأندية عملاً بمبدأ «من تعرفه خير ممن لا تعرفه»، والابتعاد عن سياسة المقامرة والتجربة مع مدرب جديد. وبشأن مشوار المدرب التركي مع فريقه السابق، فقد قضى معه 3 مواسم حقق خلالها نتائج متميزة، وساهم في تطوير أداء الفريق، توّجه بالحصول على المركز الخامس في موسم 2015-2016، وكان قاب قوسين أو أدنى من الدخول في المربع الذهبي، قبل أن يتراجع مستوى الفريق بشكل غريب حتى جاءت الخسارة التاريخية التي تلقّاها الفريق على يد السد بنتيجة 8-0 في الجولة الـ 11 من دوري الموسم الماضي، لتعجل بفك الارتباط بينه وبين النادي. ويبدو أن العنصر الأساسي الذي دفع إدارة الغرافة إلى التعاقد مع بولنت يتمثل في خبرته الواسعة بالدوري القطري، إضافة إلى ضيق الوقت، نظراً لأن هذا التغيير جرى في منتصف الموسم، خاصة وأن الاستعانة بمدرب جديد لم يسبق له التدريب في قطر يُعدّ مغامرة، نظراً لأنه سيحتاج إلى وقت كافٍ للتعرف على إمكانيات اللاعبين بجانب دراسة طبيعة وأسلوب المنافسين. لا تُعدّ عودة بولنت إلى الدوري القطري من جديد بعد رحيله هي الواقعة الوحيدة داخل الأندية القطرية، بل إنها تُعدّ قاعدة عامة تنتهجها معظم الإدارات، في ظل وجود العديد من التجارب المماثلة حالياً أو في فترات ماضية، والتي تؤكد أن هناك أسماء مدربين بعينها هي من تتناوب على قيادة الأجهزة الفنية بالأندية المختلفة، والأمثلة على ذلك كثيرة، سواء من المدربين الموجودين الآن في الدوري، أو الذين رحلوا عن الملاعب القطرية. لكن يبقى السؤال الأهم، وهو هل باستطاعة المدرب أن يحقق الطموح المرجو منه، والذي دفع مسؤولي ناديه إلى التعاقد معه؟ لوكا بوناسيتش الكرواتي لوكا بوناسيتش واحد من الأسماء التي دربت أكثر من نادٍ قطري على فترات متقطعة، حيث كانت بدايته مع نادي الشحانية موسم 2015-2016، الذي قاده في دوري النجوم، ونجح في تقديم مستويات متميزة مع الفريق، لكن قلة الإمكانيات أدت إلى عودة الفريق مرة أخرى إلى دوري الدرجة الثانية بعد موسم واحد فقط قضاه بين أندية الكبار. اقتناع مسؤولي الأهلي بإمكانيات بوناسيتش التدريبية دفعتهم إلى التعاقد معه مع بداية موسم 2016-2017، ليقود الفريق في 5 مباريات فقط، قبل أن تتم إقالته في الجولة الخامسة عقب الخسارة أمام الخور بنتيجة 3-1، ليحزم حقائبه عائداً إلى بلاده، قبل أن يعيده فريق العربي هذا الموسم إلى الساحة من جديد، بالتعاقد معه لقيادة فريق الكرة، عقب الجولة السابعة من الدوري وحتى نهاية الموسم. لكن نتائجه على الورق لم تشهد أي تحسّن، حيث خسر مباراتين وفاز مرة وتعادل في مثلها. مايكل لاودروب تولى الدنماركي مايكل لاودروب تدريب فريق لخويا في موسم 2014-2015، واستطاع أن يحقق العديد من النجاحات بعد أن قاد الفريق إلى لقب دوري نجوم قطر وكأس النجوم، لكنه فضّل الرحيل عن جدران النادي بعد عدم توصله مع إدارة النادي إلى اتفاق لتجديد تعاقده مع النادي. ولم يكد يمر سوى موسم واحد فقط حتى عاد المدرب من جديد إلى الدوري القطري، لكنه عاد هذه المرة لقيادة فريق الريان ابتداء من موسم 2016-2017، لكن الفريق لم ينجح في الحفاظ على لقب دوري نجوم قطر الذي كان قد أحرزه في الموسم الماضي مباشرة، مكتفياً بتحقيق المركز الثالث خلف لخويا والسد. وواصل لاودروب مسيرته مع الفريق في الموسم الحالي، حيث ينافس على لقب البطولة، رغم وجوده في المركز الثالث بالترتيب العام بفارق 4 نقاط عن المتصدر فريق الدحيل. خورخي فوساتي يُعدّ الأوروجواني خورخي فوساتي من أبرز أسماء المدربين الذين خاضوا تجارب ناجحة مع الأندية القطرية، رغم تباعد الفترات التي عمل خلالها. فقد كانت أولى تجاربه مع نادي السد موسمي 2006-2007 و2007-2008، واستطاع تحقيق 7 بطولات مع النادي، منها بطولة الدوري (مرتين)، وكأس الأمير (مرتين)، وكأس ولي العهد (مرتين)، وكأس الشيخ جاسم (مرة واحدة). وفي 2008، ومع هذا النجاح الهائل للمدرب، تم الاستعانة به لقيادة المنتخب القطري، واستطاع تحقيق النتائج الإيجابية، وكان قريباً من التأهل إلى كأس العالم. وأثناء ذلك، خضع لعملية جراحية؛ مما أدى إلى إعفائه، وسط ذهول الجميع، خصوصاً من قبل اللاعبين الذين حملوه على الأعناق، ليرحل المدرب عن قطر قبل عودته مرة أخرى إلى نادي السد موسم 2011، ليسجل معه إنجازاً تاريخياً بالفوز بلقب دوري أبطال آسيا، ويشارك في كأس العالم للأندية باليابان ليحرز المركز الثالث. وبعد مرور عدة سنوات، عاد فوساتي إلى الظهور مرة ثالثة، عبر بوابة الريان في موسم 2015-2016، عقب صعود الفريق مباشرة من دوري الدرجة الثانية، واستطاع المدرب الأوروجواني أن يحقق نتائج باهرة مع الفريق، ساهمت في حسم لقب دوري النجوم قبل عدة جولات من الختام، وبدون وجود أي منافسين له، لينتقل المدرب مرة أخرى لقيادة صفوف المنتخب الوطني خلفاً لمواطنه كارينيو خلال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى مونديال 2018 بروسيا، قبل أن يرحل من جديد عن الملاعب القطرية. ماركوس باكيتا حقق البرازيلي ماركوس باكيتا نجاحات غير مسبوقة مع فريق الكرة بنادي الغرافة في موسمي 2008 و2009، حيث قاد خلالهما الفريق لتحقيق العديد من البطولات، منها الحصول على درع دوري نجوم قطر (مرتين)، وكأس سمو الأمير، وحقق مع الفريق نتائج مميزة للغاية، غير أن المدرب رفض التجديد للفريق لموسم ثالث، مفضلاً الانتقال إلى الريان، لكنه لم يستمر معه طويلاً، بعد أن تم فسخ تعاقده خلال الموسم لتراجع نتائج الفريق. وعاد باكيتا إلى الظهور من جديد مع الغرافة موسم 2014-2015، بعد أن استعانت به إدارة النادي لقيادة الفريق بعقد مدته موسمان، أملاً في تكرار إنجازاته السابقة، إلا أن الفريق ابتعد عن المنافسة تماماً؛ مما اضطر إدارة النادي لإنهاء عقده بالتراضي، بعد خسارة الفريق في المرحلتين الأخيرتين من الدوري أمام السد 1-5 والخريطيات 1-3. باولو أتوري تعاقد نادي الريان القطري مع المدرب البرازيلي باولو أتوري لقيادة الفريق مع انطلاق موسم 2007-2008 خلفاً للمدرب الفرنسي بيير لوشانتر، بعد موسم كان مأساوياً على الرهيب وعشاق الرهيب، حيث خرج الريان من كل البطولات المحلية صفر اليدين من الدوري وكأس ولي العهد والكأس. واستطاع أتوري أن يحقق نتائج طيبة مع الفريق، قبل أن يرحل عن الفريق ويعود بعد موسم واحد فقط موسم 2009-2010، حيث نجح في تحقيق لقب كأس الأمير مرتين، قبل أن يتم إسناد قيادة المنتخب الأولمبي له، ومن بعدها مباشرة المنتخب الأول لقيادة الفريق في تصفيات كأس العالم 2014، لكنه لم يستمر طويلاً، وجاء قرار الإقالة بعد النتائج المخيّبة التي حققها في كأس الخليج الحادية والعشرين المقامة في البحرين، حيث تلقّى خسارتين أمام الإمارات 1-3 والبحرين 0-1، وفاز على عمان 2-1، وودّع البطولة من الدور الأول دون أن يقدّم الأداء المنتظر منه. سباستياو لازاروني البرازيلي سباستياو لازاروني من الأسماء الكبيرة في عالم التدريب عالمياً، خاصة وأنه قاد منتخب السليساو في مونديال 1990، وهو من أكثر المدربين الذين عملوا مع نادي قطري لمواسم متتالية، حيث قاد الفريق القطراوي على مدار 5 مواسم متتالية، لم يحقق خلالها سوى لقب واحد فقط في كأس الشيخ جاسم، كما أنه تولى تدريب العنابي الأول لفترة، وقاد منتخبنا في دورة الألعاب العربية عام 2011، قبل أن يرحل عن صفوف العنابي بسبب الإخفاق في تحقيق نتائج إيجابية. وعاد لازاروني من جديد لقيادة الفريق القطراوي موسم 2015-2016 بعد موسمين من رحيله عن الكرة القطرية، بعد أن ساءت نتائج الفريق تحت قيادة المدرب العراقي راضي شنيشل، إلا أن نتائج الفريق لم تتحسن، ليهبط إلى دوري الدرجة الثانية. ريموندو شاموسكا قضى البرازيلي ريموندو شاموسكا تجربة ناجحة نسبياً مع نادي العربي، بعدما تولى تدريب فريقه الأول موسم 2010-2011، واستطاع أن يقدّم الفريق تحت قيادته مستويات جيدة، رغم عدم تحقيق أي بطولة في هذا الموسم، وكانت إدارة النادي على وشك تجديد تعاقده لموسم جديد، إلا أن الخروج من دور الثمانية للبطولة الخليجية أمام الكويت الكويتي عجّل برحيل المدرب. ولم يكد يمر سوى شهرين فقط حتى تم الإعلان عن توقيع شاموسكا لعقد تدريب فريق الجيش، الصاعد وقتها حديثاً إلى دوري النجوم، واستطاع معه أن يسجل نتائج متميزة أهلته إلى ختام المسابقة في مركز الوصافة بفارق نقطتين فقط عن البطل فريق لخويا، ليرحل المدرب عن صفوف الفريق بعد انتهاء عقده. ويعود شاموسكا إلى الظهور للمرة الثالثة في دوري النجوم موسم 2015-2016، لكن هذه المرة مع فريق الغرافة، لكن لم مشواره مع الفريق لم يستمر لأكثر من 8 جولات في مسابقة دوري النجوم، بعد أن ساءت النتائج بشكل غريب، الأمر الذي أدى إلى تراجع ترتيب الفريق إلى المركز السابع في جدول المسابقة. لوران بانيد الفرنسي لوران بانيد خاض العديد من التجارب التدريبية داخل أكثر من نادٍ بدوري النجوم، حيث كانت بدايته مع نادي أم صلال موسم 2008، حيث حقق معه نتائج متميزة، منها حصوله على المركز الثالث في دوري النجوم، والفوز بكأس الأمير. لكن مع بداية الموسم التالي، تراجعت نتائج الفريق لتتم إقالته خلال الموسم. وفي موسم 2011-2012، عاد بانيد من جديد إلى الدوري القطري بقيادة فريق الخريطيات في القسم الثاني من المسابقة ولمدة 6 أشهر فقط، خلفاً للتونسي لطفي البنزرتي. وبالفعل، رحل المدرب من جديد عن الملاعب القطرية، لكنه عاد بعد 5 مواسم، وكانت هذه المرة في بداية الموسم مع فريق الخور، لكن المدرب لم يستمر مع الفريق سوى في 6 مباريات فقط، بعد أن قررت إدارة النادي أقالته بسبب سوء النتائج.;
مشاركة :