نشر الأردن أمس الخميس، بطاريات الباتريوت على طول حدوده المشتركة مع سورية. فيما أعاد تمركز قواته العسكرية على الحدود، بعد أن دفع إليها بقوات إضافية. بينما لم تعلن قيادة الجيش حالة الطوارىء، لكنها وصفت هذه الإجراءات بالاحترازية، تحسبًا لأي عدوان محتمل حال وجهت ضربة عسكرية إلى سورية. بينما تواردت أنباء عن انتقال نحو 1000 جندي أمريكي موجودين أصلًا في الأردن إلى الحدود السورية، فيما لم يتم تأكيد هذا الأمر رسميا، لكن عمان ألمحت أن وجود المارينز يأتي لتأمين الأسلحة البيولجوية السورية، حال انداع الحرب وحدوث الفوضى. من جهتهم، قال شهود عيان في المناطق الحدودية الأردنية لـ «المدينة» إن «تعزيزات عسكرية أردنية إضافية تم الدفع بها إلى الحدود». مؤكدين مشاهدتهم لنحو 15 دبابة للجيش الأردني تحركت فجر أمس الخميس نحو الحدود، لافتين إلى أنه خلال اليومين الماضيين شوهد زيادة ملحوظة في أعداد قوات الجيش الأردني المنتشرة على الحدود فضلاُ عن طائرات الاستطلاع. ويعيش سكان المناطق الحدودية الأردنية حالة من الفزع خشية تعرضهم للكيماوي حال استخدمته قوات الأسد، حيث ارتفعت حدة القلق أمس مع أنباء قرب الضربة العسكرية المحتملة لسورية، فيما بدأ بعض سكان هذه المناطق بعمليات إخلاء لمنازلهم متجهين صوب العاصمة عمان، التي يعيش سكانها بهدوء تام، حيث لم ترصد «المدينة» أي حالات قلق وسط حياة يومية طبيعية، رغم أن أحاديث سكان العاصمة تقتصر على الحرب المتوقعة لكن حياتهم اليومية لم يطرأ عليها أي تغيير. كما تعيش مدينة المفرق الحدودية التي يقطنها نحو 300 ألف أردني، والتي يوجد فيها مخيم الزعتري للاجئين السوريين، والمتاخمة لحدود «جابر» السورية، حالة من الهلع والخوف حسب ما قاله لـ»المدينة» خالد العموش، أحد تجار المنطقة الذي أكد أن الأوضاع باتت متوترة للغاية رغم تطمينات الجيش، مشيرًا إلى أن المخابز باتت تعمل بضعف طاقتها الانتاجية، بسبب التهافت على شراء الخبر، فيما تشهد حركة الأسواق نشاط غير اعتيادي بعد أن بدأ سكان المنطقة بالاقبال على تخزين المواد الغذائية. وترزح مدينة المفرق وقراها تحت شبح الرعب منذ اندلاع الأزمة السورية، حيث تعرضت بعض قرى هذه المدينة لضربات صاروخية خلال اشتباكات الجيشين السوريين الحر والنظامي. وأمس طالب شيوخ عشائر المفرق من الحكومة، رسميًا بتوزيع كمامات الغاز على المواطنين، وعبروا خلال اجتماع عشائري ضخم عن «مخاوفهم من ضربة عسكرية وقيام النظام السوري بتوجيه ضربة للأردن، وتضررهم من ذلك لمتاخمتهم الحدود الشمالية. وفي مدينة الرمثا التي يقطنها نحو 100 ألف أردني، والتي تضم مخيم سايبر ستي للاجئين السوريين والمتاخمة لحدود درعا لا يختلف القلق والأوضاع عما هو في مدينة المفرق، فمئات العائلات غادرت المدينة إلى مناطق بعيدة عن الحدود مع سورية فيما بدأ بعض السكان بتجهيز الملاجىء للاختباء من الضربات العسكرية الصاروخية حال حدوثها. كما أن شهود العيان في الرمثا أبلغوا «المدينة» أن طائرات بدون طيران تراقب المناطق الحدودية، وترصد التحركات فيها، مؤكدين أن هذه الطائرات تابعة لسلاح الجو الأردني.
مشاركة :