لماذا يشتري الناس «بتكوين» رغم التحذيرات من «فقاعة»؟

  • 1/5/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تزايد عدد الخبراء المعنيين الذين ينأون بأنفسهم عن استخدام كلمة «عملة رقمية» عند الحديث عن عملة بتكوين.حيث يقول الخبراء إن عرضة هذه العملة للتذبذب، يقلل من إمكانية اعتبارها وسيلة دفع صالحة.وارتفع سعر هذه العملة قبل ثلاثة أسابيع إلى نحو 20 ألف دولار ثم تدنى إلى قرابة 11 ألف دولار قبل أسبوعين ليعاود الارتفاع مرة أخرى إلى أكثر من 15 ألف دولار.ولو حدث ذلك مع اليورو على سبيل المثال لتسبب في إصابة الكثيرين بالذعر. ولكن الحديث تزايد بدلاً من ذلك عن «سلعة مضاربة»، إنه رهان الإنسان على أن يجد شخصاً مستعداً لأن يدفع له المزيد من المال من أجل شيء لا يعرف معظم الناس كنهه.هذا هو على وجه الخصوص ما جعل يواخيم جولدبرج، مدوناً وخبيراً في السلوك الاقتصادي، يدق نواقيس الخطر بشدة.يقول جولدبرج: «يشبه الأمر فقاعة دوت كوم آنذاك، عندما كان أقل الناس يدركون آنذاك ماهية شركات التكنولوجيا ومع ذلك كان الجميع يتساءلون: لماذا لا أكون معهم أنا أيضاً؟».ويعتقد جولدبرج أن هناك أسباباً وراء صعود هذه العملة من بينها سماع بعض الناس عن اغتناء أحد أصدقائهم بين عشية وضحاها.تعلق هذه القصص بذاكرة السامع تماماً كما يحدث بشأن الارتفاعات المفاجئة لأسعار بعض العملات.أضاف جولدبرج: «كل إنسان يستغل مثل هذه الإشارات، التي تتسبب في إغراء يصعب على الإنسان مقاومته دائماً».يتزامن مع ذلك أيضاً خوف الإنسان من أن يفوِّت شيئاً ما وهو الخوف الذي يسمى اختصاراً في علم النفس الاستثماري ب «FOMO» أي «الخوف من التفويت» تصور المستثمر أن هناك سباق أسعار محموماً لم يخضْه مع الخائضين يجعله من البداية في حالة من التأسف.إنه إحساس غير جميل يحاول كل إنسان تجنبه.يؤدي ذلك في حالة الشك إلى زيادة تطلعه للمجازفة.تظهر استطلاعات «العملة المشفرة» التي تجريها شركة سينتِكس للخدمات الاستشارية أسبوعياً منذ سبتمبر الماضي، أن هناك في الوقت الحالي إقبالاً بين الناس على المجازفة باقتناء عملة بتكوين.لا تقتصر هذه الاستطلاعات على قياس الشعبية الحالية لجميع عملات الإنترنت الشهيرة؛ بل تشمل أيضاً «الميل الاستراتيجي» أي القيمة التي يعطيها الناس ل«بتكوين» على المدى المتوسط، «حيث إن الميل يعكس حكمة الكثيرين» حسب وصف المدير التنفيذي لشركة سينتكس، مانفريد هوبنر الذي قال إن التزايد المستمر في الفارق بين القيمة التي يعطيها الناس ل«بتكوين» في استطلاعات الرأي وهي قيمة مرتفعة حالياً، وانخفاض قيمتها الحالية، يسبب قلقاً لدى المراقبين.ويفسر هوبنر ذلك بأن «العاطفة تطغى هنا على العلم» مضيفاً: «ويمكننا أيضاً القول: الجشع يلتهم المخ».قال الخبير الألماني إنه إذا توفرت هذه التركيبة في سوق الأسهم الألمانية داكس؛ فإنه كان سينصح بالبيع منذ زمن طويل. وأوضح هوبنر أنه على قناعة بأن السباق المحموم على «بتكوين» هو فقاعة مالية تقليدية.حذر هوبنر من أن «قوة المضاربة التي تجعل عملة «بتكوين» جذابة يمكن أن تؤدي إلى تشوهات سوقية هائلة». وهو بذلك واحد من كثيرين يتبنون هذا الرأي. دأب الكثيرون بدءاً من البنوك ورجال الاقتصاد والهيئات الرسمية المسؤولة عن المنافسة الشريفة ووصولاً لرجال السياسة، على الإشارة إلى المخاطر التي تنطوي عليها الحماسة الزائدة لهذه العملة.وعلى الجانب الآخر فإن هناك من يرد على هذه التحذيرات بالقول إن هناك حديثاً منذ سنوات بالفعل عن احتمال وقوع مثل هذا الانهيار ولكن ذلك لم يوقف الزحف غير المسبوق لعملية ال «بتكوين».يعتقد هوبنر هو الآخر إمكانية استمرار ارتفاع سعر «بتكوين» «حيث إن الفقاعات تستمر في النمو حتى بعد التعرف إلى حقيقتها».ويرى هوبنر أن ذلك لا يغير حقيقة أن هذه الفقاعات ستنفجر وقتاً ما وأن ذلك سيتسبب في خسائر هائلة.(د ب أ)

مشاركة :