محللون: الكويت تعتمد في سياستها الدفاعية على اعتبار السعودية هي العمق الاستراتيجي لها في المنطقة.العرب [نُشر في 2018/01/05، العدد: 10860، ص(3)]خطوات واثقة الرياض - قام الشيخ ناصر صُباح الأحمد الصُباح وزير الدفاع النائب الأوّل لرئيس مجلس الوزراء الكويتي، الخميس، بزيارة إلى المملكة العربية السعودية هي الثانية له إلى المملكة في ظرف أسبوع واحد، بعد زيارته الرياض في الثامن والعشرين من ديسمبر الماضي حيث كان قد التقى كلاّ من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، والأمير محمّد بن سلمان ولي العهد وزير الدفاع السعودي. والسعودية هي أوّل وجهة خارجية للشيخ ناصر نجل أمير الكويت الشيخ صُباح الأحمد الجابر الصباح، منذ تسلمّه منصب وزير الدفاع ضمن الحكومة الكويتية المشكّلة حديثا، وهو منصب بالغ الأهمية عكس بروز نجمه في سماء السياسة الكويتية. وقالت وكالة الأنباء الكويتية الرسمية “كونا” إنّ الهدف من الزيارة هو “التفقد والاطمئنان على القوات الكويتية المشاركة في عملية إعادة الأمل” في اليمن. والعملية المذكورة عبارة عن حملة عسكرية يشنّها تحالف عربي بقيادة المملكة العربية السعودية في اليمن بهدف استعادة مناطق البلد من سيطرة المتمرّدين الحوثيين الموالين لإيران، وإعادة الاستقرار إليه. وكان أعلن عن إطلاقها في أبريل 2015 إثر إعلان قيادة التحالف عن انتهاء عملية عاصفة الحزم. واحتضنت الكويت، بالإضافة إلى مشاركة قواتها ضمن التحالف العربي، محادثات سياسية بين الأفرقاء اليمنيين، في محاولة للتوصّل إلى حلّ سلمي برعاية إقليمية ودولية وأممية. غير أنّ تلك المحاولة لم تفض إلى نتائج تذكر وانقطعت المحادثات في أغسطس 2016، وأصبح منذ ذلك الحين الحسم العسكري ضدّ ميليشيا الحوثي في مقدّمة الخيارات لإغلاق الملف. وتأتي زيارة الشيخ ناصر في فترة ارتفعت فيها بشكل ملحوظ وتيرة التواصل والتنسيق بين السعودية والكويت. وتمّ في مكالمة هاتفية جرت، الأربعاء، بين الملك سلمان بن عبدالعزيز وأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح “بحث العلاقات بين البلدين”. كما تلقى الشيخ صباح تهنئة الملك سلمان بسلامة رئيس الأركان العامة للجيش الكويتي محمد الخضر وأفراد وفد مرافق له من حادث المروحية الذي جدّ خلال زيارة كانوا يقومون بها إلى بنغلاديش. وتجمع بين السعودية والكويت العضوين في منظومة مجلس التعاون الخليجي، علاقات وثيقة سياسية واقتصادية وأيضا أمنية وعسكرية. فبالإضافة إلى عضويتهما المشتركة في قوات درع الجزيرة وتوقيعهما مع باقي بلدان الخليج على اتفاقية الدفاع الخليجي المشترك، يشترك البلدان في عضوية التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، والتحالف الإسلامي العسكري ضدّ الإرهاب الذي أنشأته المملكة العربية السعودية قبل أشهر ويضم العشرات من البلدان. ويقول الخبير العسكري والمحلل السياسي الكويتي فهد الشليمي إنّ “الكويت تعتمد في سياستها الدفاعية على اعتبار السعودية هي العمق الاستراتيجي لها في المنطقة”. وتبدو من زيارتي الشيخ ناصر المتلاحقتين إلى السعودية أنّ الرجل بصدد وضع بصمته على السياسة الكويتية، بما في ذلك علاقات البلد الإقليمية. وسبق لمصادر سياسية كويتية أن ربطت إسناد حقيبة الدفاع ومنصب النائب الأوّل لرئيس الوزراء إلى الشيخ ناصر بـ”عملية ترتيب لأوضاع البيت الداخلي” جارية في الكويت.
مشاركة :