الحكومة تعتزم بلورة مخطط عمل دقيق يعد بمثابة التزام حقيقي لتحديد ما ينبغي إنجازه بغية النهوض بالأوضاع الاجتماعية والاقتصادية للإقليم.العرب [نُشر في 2018/01/05، العدد: 10860، ص(4)]التزام حكومي بتحسين الأوضاع في الإقليم جرادة (المغرب) – أكدت الحكومة المغربية أنها “تتفاعل بشكل إيجابي ومسؤول” مع مطالب سكان جرادة في شمال شرق المغرب، ووعدت بسلسلة إجراءات تهدف إلى تهدئة احتجاجات اجتماعية تشهدها هذه المدينة المنجمية السابقة منذ أسبوعين. وقال وزير الطاقة المغربي عزيز رباح في بيان رسمي غداة زيارته إلى إقليم جرادة للتحاور مع رؤساء وأعضاء المجالس المنتخبة وممثلي الأحزاب السياسية، “تفاعلا مع انتظارات السكان، ستتم بلورة مخطط عمل دقيق يعد بمثابة التزام حقيقي لتحديد ما ينبغي إنجازه بغية النهوض بالأوضاع الاجتماعية والاقتصادية للإقليم”. وأضاف أن الإقليم يحتاج إلى “عناية خاصة”، موضحا أن الإجراءات التي “سيتم اتخاذها للإجابة على التحديات المطروحة تتوزع بين تدابير آنية يمكن التعاطي معها في حينها، وأخرى تتطلب وقتا من أجل التشاور مع مختلف الأطراف لإيجاد الحلول الملائمة”. ومن بين التدابير التي تم اقتراحها خلال الاجتماع، بحسب البيان، “بلورة نموذج تنموي جديد للإقليم يوفر فرص الشغل”، في حين “تقرّر إعداد الخارطة الجيولوجية الكاملة لإقليم جرادة لاستكشاف المؤهلات المعدنية المتوفرة، ما سيمنح الراغبين في الاستثمار رؤية واضحة حول الإمكانيات المتاحة”. وشهدت مدينة جرادة منذ 22 ديسمبر 2017 تجمعات سلمية شارك فيها آلاف السكان للتنديد بأوضاعهم المعيشية. وجاءت الاحتجاجات إثر وفاة شقيقين في حادث حين كانا يسعيان بشكل غير قانوني لجمع الفحم من منجم مهجور. وقال ناشط محلي إن ممثلي الأهالي الذين التقوا الأربعاء رباح سيعرضون الخميس الإجراءات الموعودة للمحتجين. ووعد رباح بـ”إمكانية إعادة جدولة الديون” المترتبة على من لم يدفع فواتير الكهرباء من سكان المنطقة، وتقديم تسهيلات في طريقة جبايتها، بعد أن ندد المحتجون بالمبالغ المستوفاة. وأعلن عن “إطلاق دراسة حول شروط السلامة” في المناجم، والعمل على “مناقشة الطريقة المثلى لاستغلالها”. ويتهم المحتجون “أعيانا” محليين باستخراج الفحم بثمن زهيد من مناجم مغلقة رسميا. وكان نحو تسعة آلاف عامل يعملون في منجم جرادة للفحم (1927-1998) قبل إغلاقه. وتعتبر المدينة اليوم واحدة من أفقر مدن المملكة، بحسب أرقام رسمية.
مشاركة :