هجوم مضاد للقوات النظامية السورية في حرستا تحت غطاء جوّي كثيف

  • 1/5/2018
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

أطلقت القوات النظامية السورية مدعومة بتعزيزات هجوماً معاكساً على فصائل المعارضة في حرستا في غوطة دمشق الشرقية أمس، بهدف فك الحصار الذي تفرضه الأخيرة على مبنى «إدارة المركبات». أتى ذلك وسط تصعيد في القصف الصاروخي والجوي «الانتقامي» على مدن وبلدات الغوطة، خصوصاً في مسرابا حيث قُتل 28 شخصاً على الأقل في غارات ليل الأربعاء يُرجّح أنها تابعة للسلاح الجوي الروسي، الذي اعترف بمشاركته في القصف على الغوطة للمرة الأولى منذ شمل المنطقة في اتفاق «خفض التوتر»، برعاية روسية-تركية-إيرانية. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بتمكّن القوات النظامية من تحقيق تقدم في اتجاه محيط مبنى محافظة شرق دمشق. وواصلت قتالها مع «هيئة تحرير الشام» و «حركة أحرار الشام» و «فيلق الرحمن» تحت غطاء جوي كثيف بهدف فتح طريق يوصلها إلى «إدارة المركبات» ويمكنها من فك الحصار عنها في شكل كامل. وأشار «الإعلام الحربي المركزي» التابع للقوات النظامية إلى تمكّن الأخيرة من السيطرة على عدد من الأبنية في المنطقة. وأفادت شبكة «دمشق الآن» المحسوبة على النظام بتدمير «غرفة عمليات جبهة النصرة (جبهة فتح الشام حالياً) في مدينة حرستا ومقتل معظم قادة الهجوم على إدارة المركبات». في المقابل، لفتت وسائل إعلام داعمة للمعارضة إلى تكبّد القوات النظامية خسائر جديدة في صفوف قيادييها بمقتل العقيد إبراهيم دبرها. وأوضح موقع «زمان الوصل» أن دبرها كان يقود كتيبة في «مغاوير الحرس الجمهوري»، وقُتل خلال معارك قرب مبنى الأمن الجنائي في حرستا. وتواصلت المعارك العنيفة على محاور في محيط مدينة حرستا وقرب مبنى محافظة شرق دمشق، حيث تسعى القوات النظامية إلى خرق دفاعات الفصائل وكسر الحصار المفروض على أكثر من 200 عنصر نظامي داخل مبنى «إدارة المركبات». وكانت فصائل المعارضة دعت القوات إلى الاستسلام ومقايضتها مع أسرى في سجون النظام. وأشار نشطاء معارضون إلى أن القوات النظامية رفضت استسلام العناصر المحتجزة، وشنّت أكثر من غارتين «بالخطأ» على المبنى. ودفعت الخسائر المتلاحقة في صفوف القوات النظامية إلى استقدام تعزيزات كبيرة من «قوات النخبة» إلى جبهة حرستا في اليومين الماضيين. وأشارت «وكالة قاسيون» إلى وصول عناصر من «الفرقة التاسعة» بقيادة العميد نزار فندي للمشاركة في المعركة، ولفتت إلى فيديو مصوّر بثته وسائل إعلام محسوبة على النظام، يظهر فيه فندي يشجّع العناصر على فك الحصار عن «إدارة المركبات» قائلاً: «لا وقفة حتى فتح الطريق لإدارة المركبات، الموضوع قد يستغرق ساعات ليس إلا». كما وصلت إلى المنطقة مجموعات عسكرية من الفرق الرابعة والعاشرة والـ14 و «الحرس الجمهوري» قادمة من ريف دمشق الجنوبي الغربي. وأشارت الوكالة إلى أن تمركز هذه المجموعات في مباني الأمن الجنائي والمرور ومحافظة شرق دمشق والموارد المائية غرب مبنى «إدارة المركبات»، لتأمين قاعدة انطلاق في اتجاهها. وترافقت المعارك مع تصعيد في القصف الجوي والصاروخي على مدن وقرى الغوطة الشرقية أدّى إلى مقتل شخص على الأقل أمس. وقال مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن إن تهديد الفصائل في حرستا لدمشق في شكل مباشر، دفع بالنظام إلى الانتقام عبر تصعيد القصف على المدنيين. وبدأ هذا التصعيد منذ ليل الأربعاء- الخميس، إذ شنّت طائرات يُعتقد بأنها روسية غارات على مبنيين سكنيين في مسرابا، ما أدّى إلى مقتل 28 مدنياً على الأقل بينهم أطفال. وأشار سكّان إلى أن 4 صواريخ على الأقل سوت المبنيين بالأرض، فيما أظهرت لقطات فيديو نشرها نشطاء عمال إنقاذ ينتشلون أطفالاً ونساء من تحت الأنقاض. كما قُتل 6 مدنيين على الأقل في 3 غارات يُعتقد بأنها روسية استهدفت الليلة قبل الماضية مدينة عربين شرق دمشق. وكشف «الدفاع المدني» العامل في المنطقة أن القتلى من عائلة واحدة بينهم طفلان، مشيراً إلى أن عمليات الانقاذ استمرّت ست ساعات لانتشال جثث الضحايا وإسعاف الجرحى. واعترف الناطق باسم قاعدة حميميم الروسية ألكسندر إيفانوف بتنفيذ القوات الجوية الروسية ضربات على الغوطة الشرقية. ونقلت صفحة «القناة المركزية للقاعدة» عن إيفانوف قوله إن قاذفات روسية نفذت ضربات جوية «في مناطق تنشط فيها تنظيمات متطرفة في الغوطة الشرقية»، مضيفاً أن «القاذفات استهدفت مواقع لمقاتلين ينتمون لتنظيم جبهة النصرة الإرهابية». وأكد أن القضاء على «النصرة» في سورية «مهمة تحتل أولوية العمل العسكري لدى القوات الروسية خلال عام 2018». إلى ذلك، أعلن «جيش الإسلام» مقتل 15 عنصراً من القوات النظامية في معارك عنيفة اندلعت أمس، على جبهة الزريقية في منطقة المرج. وأصدر بياناً أوضح أن القوات النظامية سعت إلى اقتحام جبهة الزريقية لكن محاولتها فشلت إثر شنّ «جيش الإسلام» هجوماً معاكساً. وأُرفق البيان بصور لقتلى القوات النظامية.

مشاركة :