إيران..الشعب يريد تغيير النظام

  • 1/5/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

2018/01/04 ما يحدث في إيران ليس مجرد احتجاجات ومظاهرات، إنها ثورة متكاملة العناصر والمقومات لشعب فاض به الكيل وعانى الأمرين من ديكتاتورية «الملالي» واستبدادهم. شعب يعاني الفقر والبطالة وهو يرى أمواله تنفق بمئات الملايين من الدولارات على الميليشيات في لبنان وسوريا واليمن والعراق، وعلى المنظمات الإرهابية في كل أنحاء العالم. شعب يعاني القمع والقهر في ظل نظام سياسي فصله «الملالي» على مقاسهم ليحتكروا السلطة والثروة على حساب الفقراء والمضطهدين، نظام سياسي يدعي الديمقراطية وهو يشوه كل قيمة ديمقراطية بديكتاتورية مستبدة تديرها طغمة استأثرت بكل شيء وأحاطت نفسها بأجهزة قمع متعددة تكشف اليوم عن وجهها البشع وهي تقتل الشباب الإيراني الثائر في شوارع طهران وأصفهان وقهدريجان وغيرها من المدن الإيرانية وتزج بآلاف المواطنين في السجون والمعتقلات. إن الانتفاضة الشعبية الشجاعة التي تشهدها إيران اليوم هي تعبير صادق وعفوي عن الإرادة الوطنية الحقيقية للشعب الإيراني الذي فقد الأمل في الإصلاح طالما بقي نظام ولاية الفقيه سيفاً مسلطاً على كل من يرفع صوته مطالباً بالحرية والعدل. فتحت عباءة خامنئي انتشر في إيران فساد سياسي وإداري ومالي لا نظير له، والملالي فعلوا كل شيء حتى يظل زمام السلطة في أيديهم، فالمجالس المتعددة التي تأتمر بأمر «المرشد» يمكنها حرمان أي مواطن إيراني من حقه في الترشيح، والمرشحين للأجهزة الدستورية المختلفة لا بد أن يجتازوا اختبار المرشد وطغمة الملالي المحيطين به، والذين تجرأوا على المقاومة من أمثال حسين موسوي ومهدي كروبي وضعوا في الإقامة الجبرية منذ عام 2009م دعك عن المئات الذين علقوا على المشانق أو زجوا في الزنازين المظلمة في سجون الملالي المرعبة. لقد حظي الشعب الإيراني باحترام وتعاطف المجتمع الدولي كله وهو يصرخ مطالباً بالتغيير وإسقاط هذا النظام الذي بدد ثروات إيران وأفقر شعبها وعزل هذا البلد العريق عن العالم بسبب عدوانيته وسياساته غير المسؤولة وطموحات قادته المجنونة التي ورطت الإيرانيين في حروب لا ناقة لهم فيها ولا جمل وأدت إلى تدهور علاقاتهم مع جيرانهم ووجهت ثروة بلادهم إلى صنع القنابل والصواريخ لتوزيعها على الميليشيات العميلة للنظام بدلاً من توجيهها إلى التنمية والبناء فأصبح المواطن الإيراني يعيش في مدن الصفيح المنتشرة في ضواحي المدن الإيرانية بينما يحمل مسلح حوثي في جبال اليمن صاروخاً إيرانياً تكلفت صناعته آلاف الدولارات، ويعلن حسن نصر الله في الضاحية الجنوبية امتنانه لدولارات «المرشد» التي تنهال عليه ليستمر في ابتزاز اللبنانيين وقتل السوريين. إن انتفاضة الشعب الإيراني تؤكد بأن العد التنازلي لسقوط نظام الملالي قد بدأ ومهما فعل النظام لقمع الانتفاضة فإن الشرارة قد انطلقت والشعب قال كلمته وعلى الملالي مواجهة ساعة الحقيقة بدلاً من إطلاق الاتهامات بأن المملكة وأمريكا وبريطانيا وغيرها وراء الأحداث وهو اتهام مضحك تناقضه تصريحات الرئيس الإيراني نفسه الذي اعترف بالأسباب التي أدت لهذه الانتفاضة. الشعب الإيراني لا يحتاج إلى تحريضنا كي يرفض الظلم والقهر والفساد والإرهاب لكنه يحظى حتماً باحترامنا وتعاطفنا وهو يرسم ملامح مستقبله الجديد.

مشاركة :