حكت المحققة السعودية نادين السياط لـ"العربية.نت" تجربتها في التدرُّب والعمل مع مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي الـ #إف_ بي_آي بكثير من الإثارة والشغف. وقالت السياط التي تؤكّد أنها أول #سعودية تتخصص في "الأمن الجنائي": "كان حلمي منذ الطفولة أن أكون الشرطية نادين.. تجذبني كثيراً البدلة العسكرية وتستهويني الأفلام البوليسية، ولكن لم تكن تخصصات القطاع الأمني متاحة للفتيات حينما تخرجت من الثانوية العامة"، مضيفة: "درست إدارة الأعمال بجامعة الملك سعود، ومارست العمل الإداري في القطاع الخاص والحكومي لبضع سنوات، ولم أَجد نفسي في هذا المجال، فتقدمت باستقالتي وتحيّنت فرصة استكمال الدراسات العليا في #أميركا ضمن برنامج الابتعاث". وبينت السياط أنه خلال بحثها بين تخصصات الجامعة في المدينة الأميركية التي كانت تسكنها وجدت تخصص "العدالة الجنائية" الذي رأته فيه حينذاك ترجمة لأحلامها وخيالاتها على أرض الواقع، فاختارته تخصصا لاستكمال مرحلة الماجستير. وأوضحت السياط أنها تدربت مع الشرطة الأميركية في ولاية (كلورادو) لمدة 4 أشهر تنقلت خلالها بين إدارة التحقيق، ودوريات الشرطة، ومعمل الأدلة الجنائية، وكان ذلك خلال الفصل الدراسي الثاني لعام 2014، ومن ثم تطوعت لدى نفس فرع الشرطة لمدة شهرين خلال إجازة الصيف. وتابعت السياط: "امتد تدريبي على فترة 6 أشهر، وتنوّع ما بين العمل المكتبي والميداني. حضرت خلاله عدة جلسات تحقيق مع متهمين وشهود، واستقللت دوريات الشرطة، واستلمنا بلاغات وحضرنا مواقع الجرائم، بالإضافة إلى عملي في معمل الأدلة الجنائية والتعامل معها وربطها بجلسات التحقيق وتحليلها". وعن أبرز الجرائم التي عاشتها وما زالت عالقة في رأسها قالت: "في إحدى جلسات التحقيق كانت قضية قتل زوج لزوجته بسلاح أبيض فجّ به رأسها! وكان شهود العيان الذين أجرينا معهم التحقيق ابني الزوجين، أحدهما عمره سبع سنوات والآخر تسع سنوات، لم يكن الطفلان في حالة استيعاب تام لما حدث أمامهما، وكانت حالتهما متعبة للغاية.. مؤلم جداً أن يكون الأبناء ضحية لآبائهم". وعند سؤالها هل استغرب المحيطون بها من تدريبها الميداني هذا، أجابت السياط: "شعرت ببعض الاستغراب من عدد من زملائي في الجامعة، وبعض المتهمين الذين واجهتهم خلال التدريب الميداني. وعلى الرغم من أن بعض نظرات هؤلاء كان مزعجاً إلا أنها مرّت وأصبحت ذكرى تروى". وعن الفوضى العارمة التي تنقلها بعض التقارير عن السجون الأميركية وخطورة المجرمين هناك، بينت أن تدريبها الميداني كان داخل فرع الشرطة الذي يحتوي فقط على غرف إيقاف للمتهمين ولا يدوم حبسهم فيها أكثر من 12 ساعة، ولكن عند زيارتها إلى سجن المقاطعة لإجراء جلسة تحقيق مع إحدى السجينات، كان لافتاً بالنسبة لها هناك النظام وآلية العمل، على حد قولها. وفي سياق حديثها، لفتت السياط، التي تعمل الآن محللة للمخاطر الأمنية بالهيئة العامة للطيران المدني، إلى أن أكثر ما يميز الشرطة الأميركية هو استخدام التكنولوجيا وأحدث التقنيات بشكل مستمر في تنفيذ مهام العمل، وأن ما نشاهده في التحقيقات الجنائية من خلال أفلام "هوليود" يعد أمراً مقارباً للواقع مع الوضع في الاعتبار أن "اللمسات الإخراجية المثيرة تؤدي لانبهار المشاهد"، على حد وصفها. وعند سؤالها عن أكثر #الجرائم في المجتمع الأميركي التي وقفت عليها أثناء ملازمتها للشرطة، قالت بحزن عميق: "جرائم القتل. مؤلمة جداً حينما يكون الضحية طفل، ومؤلمة أكثر إن كان القاتل أحد الوالدين". وشددت على أن خلال تجربتها هناك شهدت مواقف منوعة ما بين الحزن والفرح والإحباط والأمل، كانت هي الدافع وراء تأليفها كتابها الأول "محققة سعودية في الشرطة الأميركية" الذي تطلع من خلاله الناس على تجربتها.
مشاركة :