ترامب يسابق الزمن لمنع إصدار كتاب "النار والغضب داخل البيت الأبيض" لكن المؤلف وجّه له ضربة غير متوقعة

  • 1/5/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تحرَّك محامو الرئيس الأميركي دونالد ترامب الخميس 4 يناير/كانون الثاني 2017، في محاولةٍ لإيقاف إصدار كتابٍ جديد يثير جدلاً واسعاً ويكشف عن الفوضى التي يشهدها البيت الأبيض وراء الكواليس. ورداً على ذلك، قدَّم الناشر الأميركي ميعاد نشر الكتاب إلى اليوم، الجمعة 5 يناير/كانون الثاني، وفق تقرير لصحيفة . وغردَّ مايكل وولف، مؤلف الكتاب: "ها نحن ذا. يمكنك شراء الكتاب (وقراءته) غداً. شكراً، سيدي الرئيس". وكان من المُقرر إطلاق كتاب "Fire and Fury: Inside the Trump House" (النار والغضب: داخل البيت الأبيض) يوم الثلاثاء المقبل، 9 يناير/كانون الثاني. لكن بعدما نشرت صحيفة الغارديان البريطانية مُقتطفاتٍ منه، جُنَّ جنون البيت الأبيض. فغرَّد ترامب على تويتر قائلاً إنَّه لم يسبق وأن منحَ وولف حق الدخول إلى البيت الأبيض، كما أنَّه رفض طلباته بخصوص هذا الأمر عدة مرات. ووصف ترامب الكتاب بأنَّه "كاذب"، قائلاً إنَّ كتاب النار والغضب كان: "مليئاً بالأكاذيب والادعاءات الخاطئة والمصادر التي لا وجود لها". وقال إنَّه لم يتحدث إلى وولف قط، مضيفاً: "انظروا إلى ماضي هذا الرجل وشاهدوا ما يحدث له ولستيف الأحمق" في إشارةٍ إلى ستيف بانون، مستشار ترامب السابق. I authorized Zero access to White House (actually turned him down many times) for author of phony book! I never spoke to him for book. Full of lies, misrepresentations and sources that don’t exist. Look at this guy’s past and watch what happens to him and Sloppy Steve! — Donald J. Trump (@realDonaldTrump) وجاء انفجار الرئيس الأميركي على تويتر بعد بيانٍ شخصيٍ جدير بالملاحظة منه يدين ستيف بانون، الذي كان كاتم أسراره في يومٍ من الأيام، وصفه فيه بأنَّه "شخصية تبالغ في تعظيم ذاتها وليست مهمة". وقال ترامب: إنَّ "ستيف بانون لا علاقةَ له بي أو برئاستي. وعندما فُصِلَ من عمله، لم يفقد وظيفته فحسب، بل فَقَد عقله أيضاً". وقالت سارة هاكابي ساندرز، المتحدثة باسم البيت الابيض، إنَّ الرئيس "يشعر بالغضب والاشمئزاز" من هجمات بانون على عائلته، والتي تضمَّنت الادعاء بأنَّ اجتماع دونالد ترامب الابن مع مجموعةٍ من الروس الذين وعدوا بتقديم ما يُشوِّه سُمعة هيلاري كلينتون يُعدُّ "خيانةً" وفعلاً "غير وطني".البيت الأبيض يحاول جاهداً احتواء ما تسبَّب فيه الكتاب الخميس 4 يناير/كانون الثاني 2017، بينما كان البيت الأبيض يحاول جاهداً احتواء ما تسبَّب فيه الكتاب، بعث محامٍ للرئيس ترامب رسالةً يُطالب فيها وولف ودار نشر هنري هولت وشركاه "بالكف والتوقف فوراً عن نشر أو إصدار المزيد"، أو نشر مُقتطفات وملخصات لمحتوى هذا الكتاب. وطلب الإشعار القانوني الذي أرسله المحامي تشارلز هاردر، الذي يتخذ من مدينة بيفرلي هيلز في ولاية كاليفورنيا الأميركية مقراً له، أيضاً نسخةً من الكتاب. وأرسل هاردر رسالةً مماثلة إلى بانون مساء يوم الأربعاء مُتهماً كبير المخططين الاستراتيجيين السابق للرئيس ترامب بانتهاك "اتفاق الموظف"، (الذي يُحدِّد الاشتراطات بين والعلاقة بين رب العمل والموظفين)، وتشويه سُمعة الرئيس. وكانت صحيفة الغارديان البريطانية قد نشرت الأربعاء الماضي تفاصيل من الكتاب بعد الحصول على نسخةٍ من بائع كُتب في إقليم نيو إنغلاند بالولايات المتحدة. ثُمَّ سارعت مجلة نيويورك بنشر ملخص مطول وبدأت المزيد من التفاصيل في الظهور مبعد حصول وسائل الإعلام الأميركية الرئيسية، بما فيها صحيفة نيويورك تايمز ووول ستريت جورنال، على نسخ ليس عليها حظر تجاري. وجرى بالفعل شحن حوالى 250 ألف نُسخة من الكتاب، وهو الأمر الذي من المفترض أن يستمر حتى الثلاثاء. وعند ظهر الخميس، قالت متحدثة باسم دار نشر هولت وشركاه لصحيفة الغارديان إنَّ عملية النشر بكافة أشكالها قُدِّمت إلى اليوم الجمعة "نتيجة الطلب غير المسبوق" وأضاف بيان الناشر: "تؤكد دار هنري هولت أنَّنا تلقينا رسالة التوقُّف والامتناع عن نشر الكتاب من محامي الرئيس ترامب. لكنَّنا نرى أنَّ كتاب "النار والغضب" يُمثِّل مُساهمة استثنائية لخطابنا الوطني، وسنتابع نشر الكتاب". ومن المُقرر استضافة وولف في برنامج "Today" الذي تبثه شبكة NBC صباح الجمعة 5 يناير/كانون الثاني 2017، لإجراء أول مقابلة علنية له. وقال بن ويزنر، مدير مشروع الخطاب والخصوصية والتكنولوجيا التابع للاتحاد الأميركي للحريات المدنية، في وقتٍ سابق إنَّ دعوى ترامب القضائية ليس أمامها فرصة للنجاح. وأضاف: "حتى محامي دونالد ترامب ليسوا مجانين بما فيه الكفاية لتقديم هذا إلى المحكمة. سيكون من غير العادي وغير المسبوق أن تستجيب محكمةٍ لهذه الادعاءات وتمنع النشر. هذا لن يحدث. أعتقد أنَّ هناك جمهور يتألَّف من شخصٍ واحد فقط يدعم هذه التهديدات القانونية، وهو دونالد ترامب". وفي عمود رأي في مجلة هوليوود ريبورتر الأميركية بعنوان "My Year Inside Trump’s Insane White House - عامي داخل البيت الأبيض المجنون لترامب"، أعطى وولف نظرة أكبر عما اكتشفه وهو يجلس "يوماً بعد يوم على أريكة الجناح الغربي" لمدة عام. وأشار إلى أنَّ المسؤولين في الإدارة لا يعتقدون أنَّ ترامب قادر على القيام بوظيفته كرئيس. وكتب وولف: "كان الجميع على وعيٍ، بشكلٍ واضح حد التألم، بازدياد وتيرة تكراره للكلام. فكان معتاداً على تكرار القصص الثلاث ذاتها، كلمةً كلمة وتعبيراً تعبيراً، كل 30 دقيقة، والآن أصبح يُكررها كل 10 دقائق. وبالفعل، كانت الكثير من تغريداته نِتاجاً لهذه التكرارات، إنَّه فحسب لا يستطيع التوقف عن قولِ شيءٍ ما". وأضاف وولف: "كان انطباعي، الذي لا يُمحى، الذي خرجتُ به من التحدُّث إليهم (موظفي البيت الأبيض)، الذين يأملون في حدوث الأفضل، وفي ظل اعتماد مستقبلهم الشخصي ومستقبل البلاد عليه، ومراقبتهم خلال السنة الأولى من رئاسته هو أنَّهم جميعاً - بنسبة 100٪ - يعتقدون أنَّه غير قادر على أداء وظيفته". وفي حكاية أخيرة، كَتَبَ وولف: "في مار آلاغو (وهو منتجع الرئيس ترامب الخاص في ولاية فلوريدا)، وقبل العام الجديد بالضبط، فشل ترامب في التعرف على مجموعة من الأصدقاء القدامى". وكان الكتاب هو محور تركيز القسم الأكبر من المؤتمر الصحفي للبيت الأبيض يوم الخميس. وقالت سارة ساندرز إنَّ الادعاءات حول الاستقرار العقلي لترامب وجدارته "مشينة ومثيرة للضحك". وقالت: "إذا كان غير ملائماً للمنصب، فعلى الأغلب ما كان ليجلس هناك". وظهر ترامب أمام وسائل الإعلام في وقتٍ سابق في غرفة روزفلت، حيث كان مجتمعاً مع أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين حول موضوع الهجرة. وصاح الصحفيون هناك ببعض الأسئلة، وكانت من ضمنها: "هل خانك ستيف بانون، سيدي الرئيس؟ هل هناك أي تعليق عن ستيف بانون؟". وردَّ ترامب: "لا أعرف، فقد وصفني بالرجل العظيم الليلة الماضية، لذلك، كما تعلمون، من الواضح أنَّه غيَّر رأيه بسرعة للغاية". وقد ارتقى كتاب وولف -"المليء بالقصص الخاطئة والمضللة" وفقاً للبيت الأبيض- من المركز 48449 في قائمة الكتب الأكثر مبيعاً في موقع أمازون إلى المركز الأول. وقال المؤلف إنَّ كتابه استند إلى أكثر من 200 مقابلة، بما في ذلك محادثاتٍ متعددة مع الرئيس وكبار الموظفين. وقالت سارة ساندرز إنَّ وولف "لم يجلس فعلياً مع الرئيس قط" وتحدث معه مرةً واحدة، لفترةٍ وجيزة، بعد تولي ترامب منصبه. ورفضت سارة هذا الكتاب ووصفته بأنَّه "صحافة صفراء تافهة وخيالية". وذكرت صحيفة واشنطن بوست الأميركية أنَّ "مساعدي ترامب اعتقدوا أنَّ لديهم المزيد من الوقت للتحضير قبل موعد إصدار الكتاب الرسمي. وقضى ترامب أغلب اليوم في التعبير عن غضبه من الكتاب لكبار مساعديه ومسؤوليه ومستشاريه. وبينما كان ترامب يستشيطُ غضباً، كان بعض المساعدين لا يزالون يبحثون بشكلٍ محموم عن نسخةٍ من الكتاب". وفي يوم الأربعاء، قدَّم بانون برنامج "Breitbart News Tonight" (أخبار بريتبارت الليلة) على راديو Sirius XM كالمعتاد، ولم يُقدِّم إشارةً تُذكَر على الخلاف العلني مع ترامب. وعندما أثار أحد المتصلين الأمر، أجاب بانون: "رئيس الولايات المتحدة رجلٌ عظيم، وأنت تعرف أنَّني أؤيده دائماً".

مشاركة :