أكد أكاديميان متخصصان في الشأن الإيراني أن فهم المظاهرات التي تشهدها طهران مسألة معقدة، ولا ترقى إلى أن تكون ثورة شعبية، واستبعدا في الوقت نفسه التدخل الخارجي في الاحتجاجات. جاء ذلك خلال ندوة للمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات بعنوان: «الأعمال الاحتجاجية في إيران: خلفياتها وآفاقها»، شارك فيها حميد دباشي الأستاذ الزائر في معهد الدوحة للدراسات العليا، ومحجوب الزويري أستاذ التاريخ في جامعة قطر. قال مروان قبلان -مدير وحدة تحليل السياسات في المركز العربي؛ الذي أدار الندوة- إن ما يجري في إيران ليس ثورة بعد، لكنه قد يصبح كذلك إذا انخرطت فيها شرائح اجتماعية أوسع، خاصة من الطبقات الوسطى، لافتاً إلى انتشار احتجاجات أوسع؛ مقارنة باحتجاجات عام 2009، لكن عدد المشاركين فيها أقل. احتمالات الإخفاق من جانبه، قال حميد دباشي إن مصير الاحتجاجات الأخيرة في إيران مسألة معقدة، حيث تحتمل سيناريو الإخفاق؛ مثلما حصل مع الحركة الخضراء في العام 2009، أو سيناريو ارتفاع وتيرة الاحتجاجات المؤدي إلى تغييرات جوهرية؛ كما حصل في الثورة الإسلامية في العام 1979. ولفت إلى أن المتتبع للصيرورة التاريخية لتطور الأحداث منذ الثورة الدستورية التي اندلعت في العام 1906 يلاحظ أن إيران تشهد احتجاجاً كل عشرة أعوام، واستمرت هذه الاحتجاجات منذ الثورة الإسلامية، حيث شهدت البلاد في العام 1988 احتجاجات على التعديلات الدستورية، وفي التسعينيات احتجاجات طلابية، ومن ثم الحركة الخضراء في 2009. وشدد على أن تكرار الاحتجاجات في إيران لا يمكن فصله عن ما يحصل في المنطقة العربية التي تشهد ثورات منذ 2011، مستبعداً التدخلات الخارجية في الاحتجاجات. وعن مستقبل الأزمة، قال إن هناك سيناريوهين متعاكسين، الأول: أن تهدأ الأحداث وتتراجع وتيرتها؛ كما حصل في الاحتجاجات في العام 2009 مع الحركة الخضراء، والثاني: خروج الحرس الثوري الإيراني عن صمته والتوجه إلى الشوارع، من أجل تغيير موازين القوى الداخلية بشكل جذري. أسباب الغياب في حين، أكد محجوب الزويري -أستاذ التاريخ في جامعة قطر- على ضرورة البحث في أسباب غياب قيادات الحرس الثوري الإيراني، وعدم تدخلهم في الاحتجاجات الأخيرة، ويشير إلى أن المؤسسة العسكرية منذ انتهاء الفترة الرئاسية للرئيس الإيراني السابق أحمدي نجاد، بدأت تخشى على مكانتها في المشهد السياسي الإيراني، وأن الحرس الثوري سيتدخل حالما تبدأ الأمور في الخروج عن نطاق السيطرة. وشدد على أن البروباغندا الإعلامية للنظام الإيراني لتبرير سياساته في سوريا ولبنان وغزة واليمن؛ مصلحة إيرانية، أضحت بلا آذانٍ صاغية في الداخل الإيراني. وأوضح أن ذلك سوف ينعكس على سياسات النظام بالتراجع عن التدخل في شؤون دول المنطقة العربية في حال استمرار هذه الاحتجاجات. وختم بالتأكيد على أن ما يحصل في إيران يعود لعوامل وبواعث داخلية وليست خارجية، وأن التدخل الخارجي من شأنه أن يقتل الحراك الداخلي، كما حصل في العام 2009.;
مشاركة :