خطيب المسجد النبوي يكشف عن أسباب قبول التوبة وتفريج الكرب

  • 1/5/2018
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

قال الشيخ الدكتور عبدالمحسن بن محمد القاسم، إمام وخطيب المسجد النَبَوِيّ، إن هناك أمرا يُعد من أسباب قبول الله سبحانه وتعالى توبة العبد، كما أنه المخرج والوسيلة لتفريج الكرب والضيق.وأوضح «القاسم» في خطبة الْجُمُعَة التي ألقاها اليوم بالمسجد النَبَوِيّ الشريف، أن من أسْبَاب قبول التوبة حسن ظنّ صاحبها بربه، قَالَ النبي -صلى الله عليه وسلم- فيما يروي عن رب العزة جل وعلا: «أذنب عبدي ذنبًا، فعلم أن له ربًا يغفر الذنب، ويأخذ بالذنب، اعمل مَا شئت فقد غفرت لك» رواه مسلم.وَأكَّدَ أن المخرج عند الضيق حسن الظنّ بالله، فالثلاثة الذين لم يكشف عنهم مَا حلّ بهم من الكرب إلا حسن ظنّهم بالله، قَالَ تعالى: «وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَن لَّا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ».وأضاف أن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره، ليس تأليًا، وإنما حسن ظنّ به تعالى، والمؤمن من شأنه حسن الظن بربه في كل حين وعلى كل حال، وأولى مَا يكون كذلك إذا دعاه وناجاه، موقنًا بقربه وأنه يجيب من دعاه ولا يخيب من رجاه، مشيرًا إلى أن من حسن الظنّ بالله امتثال أمره، وتحقيق عبوديته.وأفاد بأن للعبد من ربّه مَا ظنّ به، لقوله -صلى الله عليه وسلم-: «يقول الله: أنا عند ظنّ عبدي بي, وأنا معه إذا ذكرني» متفق عليه، فهو سبحانه واسع المغفرة والعطاء، فمن أحسن الظنّ به في غناه وكرمه ومغفرته أعطاه سؤله ينزل إلى السماء الدنيا فيقول: من يدعُني فأستجب له؟ ويده ملأى لا تغيضها نفقة سحّاء الليل والنهار، والله تواب يفرح بتوبة العباد ويبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، ومن كمال صفاته لا يرد من أقبل عليه.وتابع: ومن أحسن الظنّ بربه، سخت نفسه وجاد بماله موقنًا بقوله تعالى: «وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ”، فالله سبحانه يعامل عباده على قدر ظنونهم به، والجزاء من جنس العمل، فمن ظنّ خيرًا فله ذلك، ومن ظنّ سواه فلا يلومنّ إلا نفسه، قَالَ -صلى الله عليه وسلم-: «قال الله عَزَّ وَجَلَّ أنا عند ظنّ عبدي بي فليظنّ بي مَا شاء, إن ظنّ بي خيرًا فله وإن ظنّ شرًا فله» رواه أحمد.

مشاركة :