في جانب من مشعر منى يقع مخيم الحجاج الصينيون بجوار حجاج جنوب شرق اسيا حيث يقيم حوالى 5 آلاف صيني قدموا من مناطق مختلفة من جمهورية الصين الشعبية، واستطاعت بعض المأكولات والمشروبات العربية كالقهوة والكبسة أن تجذبهم، حيث باتوا يتذوقونها بشكل يومي. ويقول أيمن محمد دوم وهو مدير مكتب 78 بمؤسسة الطوافة لحجاج جنوب شرق اسيا: لدي في الحملة 2900 حاج صيني أتوا لحج بيت الله الحرام لأول مرة، والعديد منهم من كبار السن، وكانت فرصتهم في اداء الحج في السابق ضئيلة جداً بسبب الوضع هناك. وأضاف: في حال حدوث نزاعات بين بعضهم فسرعان ما يتجه الجميع للفصل بينهم، كما اذكر انه حدث موقف يدل على الرحمة التي في صدورهم ففي أحد ايام الحج، حصل لي ارهاق بسبب العمل وقد كنت حينها في خدمتهم، فإذا بأحدهم يطلب مني أن ارتاح، فرفضت ذلك، وبعد اصرار منه استجبت، واذا به بعد دقائق يحضر لي دهان ليقوم بتدليكي حتى ارتاح ، فهذا الموقف شدني كثيراً ويحمل دلالات عظيمة وهي الرحمة التي يحملونها في صدورهم. وبينما كنا في الطريق المقابل لمخيمات الصينيين اذا بالحاج طورغ نور محمد والذي يبلغ من العمر (58) عاماً يحتسي كوباً من القوة العربية برفقة بعض اصدقائه في الحملة ويقول - بعربية مكسرة - أول مرة اتذوقها في يوم التروية، حيث اشتريتها من احدى البوفيهات القريبة منا. اما الحاج ابو القاسم مرجان فيقول: ذهبنا انا وصديق لشراء القهوة التي سمعنا عنها كثيراً، انها لذيذة ولها مذاق خاص وافكر ان اسأل البائع عن طريقة اعدادها ومكوناتها كي تعمل زوجتي مثلها. وفي احد المطاعم المجاورة لفتنا منظر الحاج حبيب الله صابر 048) عاماً وهو يهم بشراء (4) طلبات من الكبسة باللحم ويقول: « اعجبتني الكبسة السعودية لما تتميز به من طول حبة الأرز، وكذلك طريقة إعداد اللحم والامر بالنسبة لي جميل جداً فهي المرة الأولى التي اتناول فيها الكبسة. من جهته اوضح عبدالقادر ، وهو طالب صيني بالجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة، أتى ليؤدي الحج، ويزور اقاربه في المخيم الصيني وتوعيتهم أن المسلمين في الصين لهم سبع قوميات إلى جانب الايقور، وهم (القازاق، الازوبك والطاجيك، التتار، الموي، سالا، دونج شيانغ، باون) ويتوزعون في مناطق مختلفة في جمهورية الصين الشعبية. وأضاف: جاء الاسلام الى الصين من طريقين: من الجهة الغربية وذلك في العصر الاموي عن طريق غزوات قتيبة بن مسلم الباهلي، اما الطريق الثاني فهو الطريق البحري وهو الأول، وكان ذلك إبان خلافة سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه عام 21هـ ثم توالت الفتوحات الاسلامية الى الصين حتى بلغ عددهم اليوم أكثر من 23 مليون نسمة.
مشاركة :