عرض الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الجمعة على تركيا "شراكة مع الاتحاد الأوروبي" كبديل عن مساعي انضمامها للاتحاد. وقال ماكرون في مؤتمر صحفي جمعه والرئيس التركي رجب طيب أردوغان بعد لقائهما في باريس، إنه يجب إعادة التفكير في العلاقة مع تركيا في إطار تعاون وشراكة وليس عملية انضمام. اقترح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم الجمعة في مؤتمر صحفي عقده مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في ختام لقاء جمعهما في العاصمة الفرنسية، على تركيا "شراكة مع الاتحاد الأوروبي" كبديل عن مساعيها للانضمام إلى الاتحاد، بهدف الحفاظ على "ارتباط"هذا البلد بأوروبا، على حد قوله. وقال ماكرون "يجب أن ننظر فيما إذا بالإمكان إعادة التفكير في هذه العلاقة، ليس في إطار عملية انضمام بل ربما في إطار تعاون وشراكة مع هدف (..) الحفاظ على ارتباط تركيا والشعب التركي بأوروبا، والعمل على جعل مستقبله مبنيا على التطلع إلى أوروبا ومع أوروبا". مداخلة موفد فرانس24 إلى الإليزيه وأضاف "أرغب في أن نفعل المزيد معا، وأن تبقى تركيا راسخة في أوروبا، لكنني أعتقد أن عملية (الانضمام) كما تم البدء بها لن تؤدي إلى نتائج في السنوات المقبلة". واعتبر ماكرون أن "التطورات الأخيرة" في تركيا في مجال حقوق الإنسان تبعد تماما حصول أي "تقدم"في مفاوضات انضمام أنقرة إلى الاتحاد الأوروبي. وقال ماكرون "بالنسبة إلى العلاقة مع الاتحاد الأوروبي، من الواضح أن التطورات الأخيرة والخيارات، لا تتيح تحقيق أي تقدم في العملية القائمة "للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. وشدد على "ضرورة أن نخرج من نفاق يتضمن الاعتقاد بأن تقدما طبيعيا لفتح فصول جديدة (في المفاوضات) هو أمر ممكن" مؤكدا أنه خاض في هذا السياق "نقاشا في غاية الصراحة" مع الرئيس التركي. إلا أن ماكرون اقترح مع ذلك "حوارا هادئا" في الأشهر المقبلة مع "إعادة تفكير، وإعادة صياغة ضمن سياق معاصر أكثر، مع الأخذ بعين الاعتبار الحقائق الحالية". من جهة أخرى، دعا الرئيس الفرنسي نظيره التركي إلى "احترام دولة القانون"بشأن اعتقال عدد من الصحافيين الأتراك في تركيا. وقال ماكرون إن "الديمقراطيات يجب أن تحترم بشكل كامل دولة القانون" مضيفا أنه بحث وأردوغان لائحة حالات فردية أثناء اجتماعهما". أردوغان: تركيا "تعبت" من الانتظار وقال الرئيس التركي رجب أردوغان إن تركيا "تعبت" من انتظار انضمام محتمل للاتحاد الأوروبي. وأضاف "لا يمكن أن نستجدي بشكل دائم الدخول للاتحاد الأوروبي"وذلك مع استمرار تجميد مفاوضات انضمام أنقرة للاتحاد. أردوغان: "تركيا لا تزال تنتظر أمام باب الاتحاد الأوروبي" وأضاف أردوغان "تركيا تنتظر منذ 54 عاما (...) لا يمكننا أن نتوسل بشكل دائم الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي" مشيرا إلى أن 16 فصلا للتفاوض ما تزال "مفتوحة ولم تغلق مطلقا" من أصل 35 في المجموع. وكان أردوغان اعتبر أن التعاون بين فرنسا وتركيا "أساسي" للسلام العالمي، وذلك قبيل توجهه إلى باريس للقاء نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون. وقال في مؤتمر صحافي في مطار اسطنبول "أعتقد أن التعاون بين فرنسا وتركيا يرتدي أهمية حيوية للسلام الإقليمي والعالمي". أول زيارة لدولة أوروبية منذ انقلاب 2016 وهذه الزيارة هي الأهم للرئيس التركي إلى بلد من الاتحاد الأوروبي منذ الانقلاب الفاشل الذي وقع في تموز/يوليو 2016وحملة القمع التي تلته. وقال الرئيس التركي إن "الرئيس ماكرون وأنا على اتصال وثيق حول عدد من القضايا"، مؤكدا أنهما سيناقشان التعاون في المجالات الاقتصادية والتجارية والدفاعية ومكافحة الإرهاب وقضايا إقليمية. وأكد أردوغان أن الهدف هو زيادة حجم التبادل التجاري من حوالى 13,5 مليار دولار (حوالى 11,2مليار يورو)، إلى عشرين مليار يورو. أبرز ما جاء في مباحثات الرئيسين الفرنسي والتركي في باريس وتحدث أردوغان أيضا عن مشاورات حول مشروع شراء تركيا صواريخ أرض جو من الكونسورسيوم الفرنسي الإيطالي "يوروسام"، تم توقيع رسالة نوايا بشأنه في تشرين الثاني/نوفمبر. وأكد أنه سيلتقي ممثلين عن الجالية التركية في باريس التي وصفها الناطق باسم الرئاسة إبراهيم كالين بأنها "جسر بين البلدين". فرانس24/ أ ف ب نشرت في : 05/01/2018
مشاركة :