شجرة السدرة لها في حياة أهل الكويت شأن كبير، في ثمرها النبق (الكنار)، الذي يؤكل، ومن أوراقها يصنع الخضاب، ولها فوائد طبية أخرى، وفي جذوعها الدفء، لكنهم يعتقدون أنها تجلب الجن ليلاً لو زرعوها في بيوتهم أو وجدوها خارجها، لذا يتحذرون الاقتراب منها ليلاً. وعند المغيب وفي الليل يعتقد قدماء أهل الكويت أن الضرب على الأرض بالأرجل، والجري في البيت، مدعاة لإيذاء أهل الأرض من الجن في جوفها، لذا يحذرون صبيانهم أن يفعلوا ذلك. ومثله التصفير، وخاصة عند المغيب أو في الليل، وعند البعض أيضاً في أي وقت من النهار أو الليل، فإنه يجلب الشياطين إلى البيت، لأنها تحب التصفير، لذا يحذر أهل البيت عامة من التصفير فيه. والجلوس عند عتبة الباب يحذر منه، لأن أهل الكويت قديماً يعتقدون أن في هذا المكان تجلس الشياطين. وكذلك جلوس الشخص في مكان بين الظل والشمس، فإنهم يعتقدون أن الشياطين تجلس فيه، وقد يعذرون في ذلك، لأنه أمر منهي عنه، والتحذير يَقْرُبُ من المحذور، بالإضافة إلى تعلقه بالناحية الصحية وتغير مزاج من يفعله. والجالس في المجلس، خاصة إن كان على مطرح أو بساط أو كنبة (أريكة) أو خلافه، إذا ما ترك مجلسه هذا أو تحول عنه، وجاء آخر يجلس في مكانه ووجده دافئاً، قيل لصاحب المكان الأول أنه من أصحاب المال أو أنه سوف يكون ثرياً في قادم الأيام. وإذا شعر أحدهم بطنين في الأذن اليمنى، اعتقد أن هناك من يذكره الآن بالخير والصلاح والفلاح، وإذا شعر بالطنين في أذنه اليسرى، اعتقد أن هناك من لا يذكره الآن بالخير ويعيب عليه أقواله وأفعاله، أو يفشي أسراره لمن لا يحب. ويقال في الحالتين: «أُذني طنَّتْ». وإذا ما رفَّت عين أحدهم، وكثر تحرك الرموش على الأجفان، اعتقد أن أمراً مهماً سوف يحدث، وهو بمنزلة تنبيه له، لذا يحزم أمره، ويحكم شأنه لكيلا يناله ذاك المكروه. ويقال في ذلك: «عيني رفَّت». وإذا ما شعر أحدهم بيده رغبة ملحة في هرشها (حكها)، ثم استجاب لذلك قسراً، فإن ذلك يمثل له الفأل الحسن، وبأن المال سوف يأتيه قريباً، لذا الفرحة تغمره، والغير يغبطه على هذا الشعور. وإذا ما وقع على الأرض شيء وانكسر من حاجيات البيت، خاصة ما صنع من زجاج ونحوه، كالكأس أو الصحن أو الدورق أو خلافه، فإنهم يعتقدون أن الشر كان في شيء ما، ثم ذهب إلى غير رجعة، وهم بذا يخففون على المتسبب في الكسر فعله، فيقولون: «انكسر الشر»، أي ذهب. ومن الخرافات أيضاً: يتناهون عن قتل الفراشة الصغيرة ذات الملمس الوبري الرقيق أو الإضرار بها. وكذا اليعسوب (البوبشير) وطيرانه وتحريكه لأجنحته، فإنهم يتناهون عن قتله، والتفاؤل به، لاعتقادهم أنه يبشرهم بالخير. د. سعود محمد العصفور dr.al.asfour@hotmail.co.uk
مشاركة :