في تحد لتوعد قضائي من الرئيس الأميركي قام ناشر كتاب مثير للجدل حول العام الأول من رئاسة دونالد ترمب بتقديم موعد نشر الكتاب بعدة أيام وإصداره الجمعة. الكتاب المعنون "نار و غضب: داخل بيت ترمب الابيض" بقلم الكاتب الصحافي مايكل ولف يكشف عما وراء كواليس إدارة تشوبها الفوضى و يشكك مسؤولوها في أهلية ترمب للرئاسة. الكتاب - و هو أشبه ببرنامج دراما واقعيه- أصاب واشنطن كالاعصار و أغضب الرئيس بسبب الصوره السلبية التي يظهر فيها هو و مساعديه، و لكثرة النميمة و التفاصيل الدقيقه فيه التي توحي بقرب ولف من مركز القرار. قال الكاتب في مقابله مع برنامج "تودي شو" الجمعة " إن الوصف المشترك بين جميع من يحيط بالرئيس هو أنه كالطفل الذي يحتاج إلى الاشباع الفوري". ومن أبرز استخلاصات الكتابِ أن ترمب و عائلتَه لم يتوقعوا أو لم يريدوه أن يفوز بالرئاسة، بل أرادت العائلة استخدام خسارته المتوقعة لزيادة شهرتها وثروتها. فرئيسة حملة ترمب كيليآن كونوي كانت تجري اتصالات مع معارفها في يوم الانتخابات نفسه لتحاول الحصول على وظيفه معلقة تلفزيونيه بعد خسارة ترمب. استخلاص آخر هو أن جميع مسؤولي البيت الابيض يعتبرون أن ترمب غير مهيءٍ للرئاسة، و أنه يتخذ قراراتِه بناءا على أراء آخر شخص تحدث معه. الكتاب ايضا يصف ثلاثة فرق متضاربه بين مساعديه يتنافس كل منها للحصول على اذن صافيه من ترمب. فهناك مساعده بانون، و هناك مدير موظفيه (السابق) راينس بريبس، و من ثم ابنته افانكا و زوجها جاريد كوشنر. من تفاصيل الكتاب التي حظيت على اهتمام اعلامي هو اقتباس عن مساعد الرئيس السابق ستيف بانون اعتقاده ان الاجتماع الذي قام به ابن المرشح ترمب دون جونيور-و مسوؤولون آخرون في الحملة- مع محاميه روسيه بهدف الحصول على معلومات مسيئة عن هيلاري كلنتن كان بمثابةِ خيانة للبلاد. هذه التفاصيل دفعت البيت الابيض الى اصدار تعليق يعارض فيه محتوى الكتاب و يصف بانون بمجنون “فقد عقله عندما فقد وظيفته” حسب بيان البيت الابيض. الكتاب غني ايضا بتفاصيل شخصيه، تفيد ان ترمب ينام في غرفة منفصله عن زوجته، و انه يقضي ساعات في الاتصال مع اصدقائه ليلا للتنفيس عن احباطه بمساعديه، و عن انه مولع بتناول الوجبات السريعه من مكدونالدز ليس فقط لانه يستذوقها، و لكن لان الطعام مجهز مسبقا و بالتالي لا خوف في انه مسمم. الكتاب يكشف ايضا عن ان ترمب لا يحب القراءه و ليس لديه جلد لتعلم القضايا المعقده، وإن ابنته إفانكا نفسها تسخر من تسريحة شعره ولونه. اما افانكا فهي ترغب في إن تكون أول امرأه ترأس الولايات المتحده، بحسب الكتاب. من التفاصيل الدولية في الكتاب حوار يدور بين مساعد ترمب ستيف بانون خلال الفترة الانتقاليه يقول فيها “سننقل السفارة الأميركية إلى إسرائيل في اليوم الاول، نتنياهو و شيلدون يحظون بدعمنا.” اشارة إلى رئيس الوزراء الاسرائيلي و شيلدون ادسون، أحد أغنى و أكبر داعمي إسرائيل في الولايات المتحده. كما قال بانون عن توجهات الإدارة المستقبليه حول خطة سلام شرق اوسطيه “نحن نعلم اين نتجه، لندع الادرن تأخذ الضفه الغربية و لمصر قطاع غزه و لندعهم هم يتعاملون مع الوضع، او يغرقون في محاولة التعامل معه". و حسب الكتاب سؤول بانون "اين دونالد في كل هذا؟" و كانت اجابة بانون “انه يوافق تماما". دان ماهيفي و هو مركز دراسة الرئاسة و الكونجرس يقول "الكثير من القصص هذه تسربت سابقا للاعلام و لكن الكتاب هذ يأتي شاملا بطريقة تجمعها كلها و توثق صحتها". الصحافي مايكل ولف يقول إن كتابه مبني على اكثر من مئتي مقابلة أجراها مع الرئيس و مع مسؤولين في البيت الابيض، و إن الكتاب دقيق و أن هناك تسجيلات صوتيه للكثير من المقابلات. لكن البيت الابيض يختلف مع هذا التشخيص، في سلسلةٍ من التغريدات هاجم ترمب فيها ولف و بانون و هدد بملاحقة ناشر الكتاب قضائيا. قال ترمب في تغريده الجمعه "لم أصرح أبدا للكاتب -الذي ينشر كتبا زائفة- بالاطلاع على معطيات خاصه في البيت الابيض، بل رفضته عدة مرات! لم اتحدث معه لكتابه. انه مليئ بالكذب و التحريف و المصادر غير الحقيقيه. انظروا إلى تاريخ الرجل و ما سيحدث له و لستيف (بانون) غير الدقيق!". أما مهاجمة الرئيس للكتاب كان لها الاثر العكسي، حيث أنه من افضل الكتب مبيعا في الولايات المتحدة، و الكثير من المكتبات لم يعد لديها أي نسخ إضافية منه.
مشاركة :