يا أختي .. احترمي نفسك

  • 10/8/2014
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

لم يتبق مكان عام أو خاص في عالمنا الحالي سواء أكانت الأسواق، الشواطئ، العمل .. الخ إلا كان الرجل قرين المرأة وتواجدهما بجانب بعضهما البعض أصبح أمرا شائعا، الذي من خلاله يفترض أن تكون المرأة أكثر احتراماً لنفسها والرجل أكثر إجلالاً لهيبته ولكن العكس هو الحاصل لكلا الطرفين - من البعض أقصد لا الكل - فالعموم أبداً لا يُغّلب على الخصوص وإن كان الخصوص يَعُم للأسف. وحين يكون هذا المكان في عطلة نهاية الأسبوع فليس لهذا إلا معنى واحد فقط (الازدحام الكثير والتنوع البشري ناهيك عن وجود الاطفال) وقد يكون رغم ذلك الازدحام غير لافت للنظر لان الجميع منشغل بنفسه وأبنائه والبحث والتنقيب والشراء. لكن بمجرد أن يحدث أي أمر كان صغيراً أو كبيراً تجد الكل - إلا من رحم الله - ترك ما في يده رغم حاجته له، ليسعى الى الوقوف على هذه المشكلة إما مساعداً أو متفرجاً أو ناقداً أو شامتاً .. أو مصوراً وفاضحاً للمجتمع محلياً ودولياً, وهو ما حصل في نهاية الأسبوع السابق حين دوى صوت صاحب المحل بهذه الكلمة : (يا أختي احترمي نفسك.. وخذي فلوسك واطلعي برا المحل). كان وقع الكلمات على الكل شديداً ولسنا بصاحبات المشكلة فكيف بصاحبتها أصلاً ومع ذلك كان الغريب أنها لم تلق لذلك بالاً، بل أخذت طفلها ووضعته في المكان المحدد له وأمرت العامل بتنفيذ عمله، وصاحب المحل يأمره بعدم التنفيذ لإخلالها بشرط البقاء والانتظار وفوات الوقت المحدد لها. عجبت لهذا التصرف من الطرفين فالمرأة تتميز بخصلة لا بد من وجودها فيها وهي الحياء وخفض الصوت واحترام الذات والمكان وصاحب المحل كان لا بد له من احترام من لديه ذكراً كان أم أنثى مهما علا صوته. فالكلام المحترم يُجبر الغير على التنازل، والجدال لا يحصد إلا الضرر فكان الخطأ من الطرفين بغض النظر عمن بدأه، وليس ذلك فقط، بل كان التطاول على جنس النساء السعوديات قاطبة والكل يسمع فكان الضحك والغمز واللمز. ناهيك عمن استغل الوضع لإشعال النار فاقترب من سمع صاحب المحل ليُذكي ناره، والبعض الآخر أخذ يسجل هذا المشهد حتى يكون في متناول الجميع في نهاية هذا اليوم. فما كان مني إلا أن خرجت من هذا المكان نظراً لما آلت إليه الأمور لأصطدم بمنظر آخر ومشكلة أخرى لفتاة في عمر الزهور ، لكن صوتها تفوق على كل المكبرات الصوتية التي تعاملت معها وحجتها أنها تدافع عن نفسها ضد متحرش. وحين نتفكر في هذه المواقف وغيرها الكثير من قبل الفتيات خاصة نتساءل: لماذا أصبحت النساء هكذا ؟؟؟ ولماذا أخذ الباعة الرجال - أو غيرهم - الحق في التطاول والاستنقاص من شأنها ؟؟ لماذا لا تكون هذه التصرفات متواجدة حين يكون مع المرأة رجل حتى وإن لم يحرك ساكناً ؟؟؟ لماذا أصبحت أصوات ضحكاتهن ومحادثاتهن ومزحهن مع بعضهن البعض عالية ولافتة ؟؟ ما الغرض من ذلك ؟؟ وما الداعي إليه ؟؟ هل الحرية التي نطالب بها ؟؟ هل هذه هي الحقوق التي نريدها ؟؟ أقبل أن أُهان وأن يُرفع الصوت علي وأبدأ الجدال والرد حتى أُثبت للمجتمع الداخلي والخارجي أنني خرجت من قوقعتي وأصبحت حرة ؟؟ هل أفقد حيائي وكبريائي وأنوثتي .. حتى يرى الجميع أنني أصبحت ذات تصرفات ذكورية وأستطيع أن استل سيفي من غمده وأشهره على من أريد ( وأقصد به اللسان ) ؟؟ أم ماذا ؟؟ للأسف بهذه الطريقة نحن لا نكسب حريتنا، بل نفقد كرامتنا ووجودنا في هذا المجتمع .. نحن نسيء لأنفسنا قبل أن نسيء للآخرين، والحق أننا نسيء لأبنائنا وبناتنا حين نريهم التصور الخاطئ للحرية. فهذه ليست حرية، بل عودة للعبودية وكأننا عدنا لنظام وأد البنات وهن أحياء، لكن هذه المرة بأيدينا لا بيد الرجل ولا بيد المجتمع ونحن من نسمح بذلك .. أو لا نسمح .. وبيدك أنتِ فقط هذا القرار.

مشاركة :