علقت الولايات المتحدة مساعدات أمنية قيمتها 900 مليون دولار على الأقل لباكستان إلى أن تتخذ إسلام أباد إجراءات ضد حركة طالبان الأفغانية وشبكة حقاني. وبعد تغريدة قاسية اللهجة من الرئيس الأميركي دونالد ترمب السبت اتهم فيها باكستان بأنها تأوي الإرهابيين، صرحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية هيذرت نويرت أن الولايات المتحدة ستعلق معظم المساعدات الأمنية لإسلام أباد بما فيها المساعدات العسكرية. وأضافت نويرت في بيانها أن تعليق المساعدات سيظل سارياً حتى تتخذ باكستان إجراءات حاسمة ضد مجموعات كطالبان تزعزع الاستقرار في المنطقة وتستهدف الأميركيين، موضحة أنه على الرغم من تعاون باكستان في بعض الحالات إلا أنها لا تتخذ الخطوات الكافية لمكافحة الارهاب. ويشمل تعليق المساعدات المعدات والآليات المتعلقة بضبط الأمن ووسائل نقل الأموال مع استثناء هذا التعليق حين يتعلق الأمر بالأمن القومي الأميركي. وكانت أول تغريدة لترمب في 2018 حول باكستان، حيث كتب: "قدمنا بحماسة لباكستان أكثر من 33 مليار دولار كمساعدات على مدى الـ 15 عاماً الماضية ولم تعطنا إسلام أباد بالمقابل سوى الخداع والكذب وأنها كانت ملاذاً للإرهابيين بينما كنا نحاول اصطيادهم في أفغانستان". وتعتبر باكستان حليف تاريخي للولايات المتحدة ما بعد الحرب العالمية الثانية، وشريك قوي لها في الحرب على الإرهاب بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، إضافة إلى كونها لاعباً مهماً في تحقيق السلام في أفغانستان، إلا أن باكستان تنظر بقلق في السنوات الأخيرة من التقارب الأميركي مع جارتها اللدودة "الهند" وقال وزير المالية الباكستاني لفرنس برس: إن تخفيض المساعدات لن يؤذينا وهذه الخطوة تتبعها أميركا منذ سنوات. وتلقت باكستان حوالي المليار دولار كمساعدات أميركية في 2016، بعد أن بلغت ذروة المساعدات التي حصلت عليها حوالي 3.5 مليار دولار في 2011 قبل أن يبدأ التخفيض. وقالت الباحثة في مركز ويلسون هوما يوسف: "لا يوجد في الواقع أي سبيل لأميركا لتمضي قدماً في الحرب ضد الإرهاب في أفغانستان دون أن تلعب باكستان دورها المهم في ذلك". وأردفت: "هناك حدود لمقدار كسر العلاقات مع باكستان لا تقدر الولايات المتحدة أن تتجاوزه حيث لا يمكن عزل باكستان أو تهميشها بسبب قربها من أفغانستان وتأثيرها في عمق الدولة الجارة".