نثر مشحون بالصدق ونصوص مفتوحة على أسئلة الهواجس اليومية

  • 1/6/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

من ضمن اختياراتنا هذا الأسبوع لصفحة أدب فيس بوك, نقرأ للشاعر حسين بن حمزة قطعة جميلة ومبدعة ومؤثرة: ليتنا بقينا لاجئين, ليت الصحف ونشرات الأخبار احتفظت بصورنا التي لن ينتبه أحد أنها لا تضم من غرقوا منا. ومن جو القاهرة العام يكتب الشاعر المصري إبراهيم داوود حكاية فيها شجن وألم وذكريات المكان والزمان, يعتبر فهمي شقة جزيرة بدران خزانة عمره، يذهب إليها بمفرده كل أحد، يفتح شبابيكها ويتأكد من صلاحية أشرطة الكاسيت، ويشاهد ألبوم الصور ويفرد جسده قليلاً. وتنشر المبدعة أنوار الأنوار قطعة أدبية مشحونة بالصدق, كلّ حبٍّ لا يمنحكِ ألفَ جناحٍ باطل, حين يكون عليه أن يرحل عند حلول الغروب، فإنّه يرحل نقطةً نقطةً.. كأنما يودّعها بعناقٍ عميق قبل أن يتفكك عنها قطرةً قطرة. وفي نص مفتوح على أسئلة الهواجس اليومية تكتب الروائية وفاء العمير: لقد عثرتُ على ابتسامتي وقلبي يحتفظ بأمنياته الأخيرة. والشاعر خالد خشان يبوح في حب العراق نصاً فيه شجن. الكاتبة إيناس عباس تكتب عن شجرتي شجرة البرتقال الرائعة.. للكاتب خوسيه ماورو دي فاسكونسيلوس عمل يُدرّس في المدارس البرازيلية وينصح الأساتذة في المعاهد الفرنسية طلبتهم بقراءته.. إنه عمل مؤثّر وإنساني على لسان شاعرٍ طفلٍ لم يتجاوز عمُره خمس سنوات.. هذه رواية عذبة عذوبة نسغ ثمرة برتقال حلوة.. رواية إنسانية تصف البراءة التي يمكن لقلب طفل أن يحملها.. أخيرًا يرى الكاتب سمير مختار أن مجرد سرد المنامات/ الكوابيس في الليل، وأحلام اليقظة التي يرسمها الخيال في النهار، كافية لرسم شكل «العودة» إلى «حضن الوطن». ما إن تغفو عيناك في الليل حتى تتحرر مخاوفك وهواجسك من سيطرتك. الأحلام/ الكوابيس، ليست سوى ترجمة لكل ما يشغلك وتحاول الهروب منه، أو نسيانه في النهار. ليتنا بقينا لاجئين نتقدم بعيون هائمة كما لو أننا نطارد نجوماً منثورة أمامنا ليتنا احتفظنا بثيابنا الملوثة بطين الحقول الأجنبية وحقائبنا المتورمة بالثيابوالذكريات المبللة بالدموع.. ليتنا بقينا كالمهجرين القدامى المكدسين في المعسكرات وصالات الرياضة ومدارس الصيف الفارغة. ليت الصحف ونشرات الأخبار احتفظت بصورنا التي لن ينتبه أحد أنها لا تضم من غرقوا منا. حسين بن حمزة من كتاب الجو العام يعتبر فهمي شقة جزيرة بدران خزانة عمره، يذهب إليها بمفرده كل أحد، يفتح شبابيكها ويتأكد من صلاحية أشرطة الكاسيت، ويشاهد ألبوم الصور ويفرد جسده قليلاً، الشقة في الدور الرابع، لم تدخلها زوجته الصيدلانية منذ بناء بيت الهرم سنة 1980، فهمي عاش في الإمارات عشر سنوات مدرسًا للموسيقى، لم يفتح غرفة «الضرب» منذ 1985، عام عودته النهائية، بعد عملية القلب المفتوح التي أجريت له وتوقفه الإجباري عن التدخين، لم يشعر بالسعادة وهو بعيد عن شبرا، بيت الهرم في شارع متفرع من خاتم المرسلين، مكون من ثلاثة طوابق، يعيش في أول بلكونة هو وزوجته التي تهتم بالصيدلية الموجودة بالدور الأرضي أكثر منه، هو يخاف منها، وزاد خوفه بعد زواج ابنته فيولا وسفرها إلى كندا مع زوجها (الذي يعمل سمسارا للعقارات مع شقيقها مايكل هناك)، نيفين تفكر هي الأخري في الهجرة، وتقول له إنه هو العائق الوحيد، لأنه لا يصلح للحياة هناك، مايكل يتصل به في شقة شبرا كل أحد، لأن الكلام الذي بينهما لا ينبغي أن تعرفه الأم، يشعر فهمي بأنه أخطأ في حق نفسه وفي حق مصر عندما سافر وتخلى عن الموسيقى التي بداخله من أجل المال، وأنه كان ينبغي أن يواصل التلحين، في الهرم يقولون له: «يا دكتور»، لأنه يقف في الصيدلية ويصرف الدواء، ويلجأ إليه الناس في الطوارئ ويعطيهم دواء ناجعًا، في يناير 1993 سافرت نيفين إلى كندا لأن فيولا على وشك الولادة، ولأول مرة يكتشف فهمي حريته، لم يعد ينزل الصيدلية بالبدلة والكرافت حسب أوامر زوجته، وبدأ يستقبل الزبائن بالبيجامة، وعاد تدريجيا للتدخين. إبراهيم داوود كلّ حبٍّ لا يمنحكِ ألفَ جناحٍ باطل. حين يكون عليه أن يرحل عند حلول الغروب، فإنّه يرحل نقطةً نقطةً.. كأنما يودّعها بعناقٍ عميق قبل أن يتفكك عنها قطرةً قطرة، فيما تتشبّث به حتى يغيب. تبقى العتمة بنشوة العناق الأخير وشوق اللهفة للعناق القادم.. تبحث عن محبوبها في تجلّياته: في النجوم، في القمر، في انعكاس ضوء الحلول في أحدها، إلى أن يأتيَ الفجر ويعودَ النور.. أنوار الأنوار اللهم هذا عراقك حديقتك الأولى سبحانك إنّ صديداً غامضاً ينسكب الآن من رأس العالم ونحن مثل زورق يحمل عزيمة موتى نندفع عميقاً في اليّم يا لجحيم ما ارتكبناه. خالد خشان أريد أن أقول أشياء تافهة ابتسامة الشمس في وجهي كم أحبها! أعتقدُ أن الحياة أصبحت صديقتي أخيرًا لم أعد كما كنتُ انتهى حزني هذه ليست غرفتي هذه حديقة الزهور أعرفُ وجدتُ سعادتي هذا غريب أنا أفهم لا، لا، لا أفهم لقد فقدتُ عقلي هل أنا محبوس في قصة جميلة؟ لابد أنني وجدت المصباح السحري لا شيء يمنعني الآن من الرقص مرت بخاطري ذكريات حزينة لكنني مستعد الآن لنسيانها كل شيء تغيّر وسأغير اسمي أيضاً أشرب القهوة على شرفة المساء الأفق مذهل أركضُ بجنون سأسوّي كل مشاكلي لن أتعذب بعد الآن لقد عثرتُ على ابتسامتي وقلبي يحتفظ بأمنياته الأخيرة وفاء العمير شجرتي شجرة البرتقال الرائعة من هو هذا الطفل الذي يناديه الجميع بالشيطان الصغير ويصفونه بقط المزاريب؟ من هو هذا الطفل الذي يحمل في قلبه عصفورًا يغني؟ «شجرتي شجرة البرتقال الرائعة» للكاتب خوسيه ماورو دي فاسكونسيلوس عمل يُدرّس في المدارس البرازيلية وينصح الأساتذة في المعاهد الفرنسية طلبتهم بقراءته.. إنه عمل مؤثّر وإنساني على لسان شاعرٍ طفلٍ لم يتجاوز عمُره خمس سنوات.. عمل لا يروي حكاية خرافية ولا أحلام الصغار في البرازيل فحسب، بل يروي مغامرات الكاتب في طفولته، مغامرات الطفل الذي تعلم القراءة في سن الرابعة من دون معلم، الطفل الذي يحمل في قلبه عصفورًا وفي رأسه شيطانا يهمس له بأفكار مقالب ومشاكسات توقعه في المتاعب مع الكبار.. هذه رواية عذبة عذوبة نسغ ثمرة برتقال حلوة.. رواية إنسانية تصف البراءة التي يمكن لقلب طفل أن يحملها وتعرّفنا بروح الشاعر الفطرية التي يحملها «زيزا»... حكاية طفل يحمل دماء السكان الأصليين للبرازيل، طفل يسرق كل صباح من حديقة أحد الأثرياء زهرة لأجل معلّمته.. وهو يتساءل بمنتهى البراءة ألم يمنح الله الزهور لكل الناس؟ كلمة صغيرة عن رواية شجرتي شجرة البرتقال الرائعة تصدر قريبا عن دار مسكيلياني ايناس عباس الرعب من الوطن حال وصولي إلى دمشق، حرصت على أن آخذ جولة في الشوارع، سيرًا على الأقدام، مع الحذر الشديد، أثناء مروري بأحد الحواجز الأمنية، بأن أتعرض للاستجواب، أو للاعتقال، ويُحقق معي من قبل جهاز أمني، وأقضي بقية حياتي في السجن. هواجسي كانت بمحلها، فما أن أدرت رأسي إلى الوراء وأنا أمشي في أحد شوارع منطقة المهاجرين في دمشق حتى وجدت مجموعة من عناصر الأمن تقول لي: ”توقف عندك، وتفضل معنا“ كان مكان التحقيق الذي يريدون أخذي إليه قريبًا، وهو عبارة عن مبنى ضخم، جدرانه صنعت من معدن الفولاذ. فتحت بوابة المبنى بشكلٍ آلي. في الممر داخل المبنى، مشينا مسافة قصيرة، حتى توقفنا أمام باب على الجانب الأيسر من الممر، فتح أحدهم الباب وقال لي أدخل، فدخلت لأجد رجلًا تخطى الثمانين من عمره، يلبس بذلة سوداء، ويملك جبينًا عريضًا، ويجلس خلف مكتبه. ملامح وجهه مهما تبدلت تعبيراته، تبقى متخشبة، إنه الرئيس «الراحل» حافظ الأسد. أشار بيده للرجل الذي أدخلني، ففتح الباب مرة أخرى، ليدخل منه شقيق الرئيس رفعت الأسد. قال لي: ستعمل معنا بالسرّ. وأخرج رزمة ضخمة من الأوراق النقدية من صنف الألف ليرة سورية، ووضعها بين يدي. أما حافظ الأسد فبقي محافظًا على صمته وهو يصوّبُ إليّ نظرات تهديد في حال حاولت أن أهرب أو أتملص من المهمة التي سأكلف بها. صحوت من النوم مذعورًا، وأعرق عرقًا باردًا! يُعتبر هذا الكابوس، من أكثر الكوابيس رعبًا، من بين كل الكوابيس التي حلمت بها، في السنوات الخمس التي قضيتها خارج سورية. أي «مواطن» سوري اليوم، خرج من سورية هربًا وخوفًا من الاعتقال والموت على يد النظام السوري، قد لا يحتاج لجهد كبير للوصول إلى فهم بسيط لتحديد مشاعر الانتماء، وعدمها، للوطن. ومجرد سرد المنامات/ الكوابيس في الليل، وأحلام اليقظة التي يرسمها الخيال في النهار، كافية لرسم شكل «العودة» إلى «حضن الوطن». ما أن تغفو عيناك في الليل حتى تتحرر مخاوفك وهواجسك من سيطرتك. الأحلام/الكوابيس، ليست سوى ترجمة لكل ما يشغلك وتحاول الهروب منه، أو نسيانه في النهار. سمير مختار فهد العتيق

مشاركة :