تحتفظ مكتبة البابطين المركزية للشعر العربي، الواقعة في العاصمة الكويتية، بمخطوطات وكتب، يعود بعضها إلى ما قبل تسعة قرون، ومن أبرز ما تحفظه "الفصيح في اللغة"، و"نزهة المشتاق في اختراق الآفاق". وأسَّس عبد العزيز البابطين، الشاعر الكويتي، المكتبة للحفاظ على الشعر العربي.وفيما وُضِعَ حجر الأساس عام 2002، كان الافتتاح عام 2006، في موقع استراتيجي على شارع الخليج العربي إلى جوار المسجد الكبير في الكويت.وتقول المكتبة: إنها الأولى في العالم تخصُّصاً في مجالها.وتتألف من ثلاثة طوابق، إذ يضم الطابق الأرضي الفهرس الآلي، وقاعات متعددة الأغراض، وغرفاً للوسائل السمعية والبصرية، فضلاً عن مجلس للقاء الشعراء. وفي الطابق الأول، تقع مكتبة عبد العزيز البابطين، وتضم العديد من الكتب المتخصصة في الشعر العربي، التي استغرق جمعها وقتاً طويلاً، كما يتوافر مكان لجلوس القرَّاء.واختار الشاعر عبد الكريم البابطين، شقيق عبد العزيز، الطابق الثاني لمكتبته، التي تضم كتباً عربية قديمة، ويزورها العديد من الشعراء والمهتمين باللغة العربية.وإضافة إلى الطوابق، تضم المكتبة مسرحاً يتسع إلى 400 شخص، خُصِّص للأمسيات الشعرية وبعض المناسبات الخاصة بالسفارات العربية. وأهدت مكتبة البابطين 136 ألف كتاب للعديد من المكتبات، الكويتية والعربية والعالمية، فضلاً عن الجامعية، دعماً لتوجه إنشاء مكتبات للمحافظة على اللغة العربية.وعلاوة على توفير المصادر التاريخية، تقدم المكتبة خدمات للمجتمع. وفي 2007 بدأت في توفير دورات تحت اسم "محو أمية الحاسب الآلي" لمَن هم فوق الـ 40 عاماً، ومنذ ذلك الحين، نُظِّمَت 26 دورة، تخرَّج فيها 206 أشخاص. وللمكتبة دور في نشر اللغة العربية في إفريقيا الوسطى، وعدد من الدول عبر تعليم طلاب تلك الدول في جامعات متخصصة.وأقدم مخطوطٍ فيها "كتاب الفصيح في اللغة" لمؤلفه ثعلب أبو العباس أحمد بن يحيى، حيث نُسِخَ المخطوط عام 524هـ، 1129م. أما أقدم كتاب فيها، فهو "نزهة المشتاق في ذكر الأمصار والأقطار والبلدان والجزر والمدائن والآفاق" المعروف أيضاً باسم "نزهة المشتاق في اختراق الآفاق" للشريف الإدريسي، وهو من أوائل الكتب المطبوعة في العالم باللغة العربية، حيث طُبِعَ في مطبعة مديتشي بروما عام 1592م. وفي المكتبة النسخة الأصلية منه بعد أكثر من 400 عام على طباعته.وفي "البابطين" دورية "البشير" اللبنانية، التي صدرت عام 1870م، وجريدة "المقطم" المصرية التي صدرت عام 1889م، وهما الأقدم في المكتبة في مجالهما.وفي كتب الشعر العربي، يعد الكتاب الأقدم في المكتبة "ديوان ابن عربي" لمؤلفه محيي الدين بن عربي، وطُبِعَ في مطبعة بولاق في مصر عام 1854م.
مشاركة :