الشرق الأوسط في عيون وقحة

  • 1/6/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

من باب فضولى الصحفى، وعملى كإعلامى يطلع على جميع المواقع الإخبارية، والجرائد المختلفة، محلية وعالمية، وحرصا على متابعة جديد عقلية فكر وأخبار الكيان الصهيوني، لفت نظرى تقرير لمعهد أبحاث الأمن القومي، المقرّب جدا من المنظومة الأمنية الإسرائيلية، لتقدير الوضع السنوي، للعرض على الرئيس الإسرائيلي ريفلين، لخص فيه رئيس المعهد اللواء عاموس يدلين ، والذى كان يشغل منصب رئيس الموساد سابقا، تقديراته لعام 2017 بأنه كان عاما جيدا لإسرائيل، متوقعا أن الأمور يبدو أنها ستكون معقّدة أكثر في عام 2018.التقرير نشره موقع "المصدر" الإسرائيلي، تحت عنوان " توقعات إسرائيلية: هكذا سيبدو الشرق الأوسط في عام 2018"، أشار فيه اللواء عاموس يدلين رئيس المعهد في تقديراته الرئيسية الى أنه بالمجمل، كان وضع إسرائيل جيدا، فهى قوية، مستقرة، يسودها الهدوء في حدودها في العام المنصرم، كما يرى التقرير أنها تفوقت عسكريا في الشرق الأوسط، وتميزت بقدرتها على ردع أعدائها أيضا، سواء من حزب الله، وحماس، والدولة الإسلامية. كما ذكر التقرير إبراز العلاقة الحميمية، والزواج الكاثوليكى، بين الكيان الصهيوني والإدارة الامريكية ، حيث ذكر أن إدارة دونالد ترامب الرئيس الأمريكي، صديقة مع إسرائيل وتشجعها، وتنظر نظرة إيجابية إلى إسرائيل من حيث معظم مصالحها الاستراتيجية المشتركة في الشرق الأوسط، ولم يفت التقرير أن يوجه مع ذلك انتقادات خبيثة، ورسالة بين السطور لترامب وإدارته، مفادها أن ما زال تأثير الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة آخذ بالانخفاض، ولم تبلور الإدارة الأمريكية بعد، استراتيجية شاملة لتحقيق الأهداف التي حددتها بشكل أساسي، وأنها تهتم حاليا بقضايا ليست ذات صلة بالشرق الأوسط.وتوقع "عاموس يدلين" في تقريره احتمال مرتفع لشن حرب في عام 2018، منوها ووفق أقوال، أنه إذا كان احتمال اندلاع حرب في السنوات الماضية في الجبهة الشمالية الإسرائيلية صفرا، فقد وصل الآن إلى نحو 10% ، مشيرا أن حرب إسرائيل لن تكون مع حزب الله، ولن تقتصر الحرب على لبنان فقط، داعيا إسرائيل أن تستعد لحربها الأولى في منطقة الشمال وليس لـحرب لبنان الثالثة، مع الكيان الإيراني، وذلك بسبب حضور الأخير الكبير والواضح نسبيا في سوريا، متغاضى طرفه -عن عمد- لعلاقات بلاده الوثيقة والمتينة، غير المعلنة، مع الدولة الإيرانية، موضحا أن كيانه الصهيوني قد يعمل ضده عسكريا وبشكل مخطط له، مضيفا في تقريره أن الإيرانيين قد يمارسون ضغطا على حماس للتدخل وإطلاق الصواريخ من غزة باتجاه إسرائيل، وهنا علينا -قرائى الأعزاء- أن ندرك، ونستقرأ الواقع القادم بتقديراته تلك، والتي ستكون ذريعة وحجة مغلفة جاهزة لضرب غزة، وشن حرب عليها في عامنا الجديد ذلك، تحت زعم الوجود الإيراني بسوريا، وتعاونه مع غزة وحماس .وبذكر الساحة السورية، لم يفت على تقرير معهد أبحاث الأمن القومي الاسرائيلى، المقدم من رئيسه اللواء عاموس يدلين، رئيس الاستخبارات الإسرائيلية سابقا، الى رئيس الكيان الصهيونى ريفلين، الإشارة للموقف والوجود الروسى بها، حيث وضح عاموس في تقريره حالته، حين ذكر أن روسيا كانت اللاعب الأكبر في الشرق الأوسط في السنتَين الماضيتَين ، وأنها حققت لنفسها دور اللاعب السياسي الرائد في تصميم الحلبة السورية واستقرارها، وانها نجحت في سعيها بإبعاد الولايات المتحدة الأمريكية وإضعافها في تلك الحلبة. مؤكدا أن الروس لن يعملوا ضد إسرائيل، وسيتخذون موقفا حياديا، ولكن قد يفرضون قيودا على حرية عملها، مشيرا أن موسكو رسّخت في سوريّا ركائز عسكريّة، بحرية وجوية، تعزيزا لسيطرتها الاستراتيجية على مر الأجيال، ساعية للحفاظ على علاقاتها الجيدة مع كل اللاعبين في الشرق الأوسط.أما عن تعزيز وتقوية العلاقات بين الكيان الصهيوني والدول العربية السنية -ويقصد بها تحديدا المملكة العربية السعودية دون أن ينطق اسمها بالقصد-، فلم يغب عن تقرير معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي أن يشير إليه، ويطالب بتعضيده ووجوبه، إذ ذكر التقرير أنه يجب على إسرائيل تعزيز علاقاتها مع الدولة السنية – واخد بالك قارئى العزيز السنية-، وانتقال التعاون من المحدود والسري إلى التعاون العلني، وأن الاستعداد مع غيرها من الدول ضد الأعداء المشتركين، مفتاحا رئيسيا للتقدم في القضية الفلسطينية، ولم يشر لنا التقرير، من تلك الدول التي عليها الاستعداد والتعاون مع بنى صهيون ؟ ومن هم الأعداء المشتركون؟ بل ترك لنا معرفة الإجابة بفراستنا العربية المعهودة. كما لم يفت على التقرير وضع توصيته بوجوب العمل سريعا على إصلاح الأزمة مع الأردن التي وقعت في أعقاب الحادثة التي كان متورطا فيها حارس الأمن الإسرائيلي، وإيجاد حل للقضايا مثيرة الجدل بينهم وبين العرب، وضرورة التعاون ضد التهديدات المشتركة، وتعزيز العلاقات الدبلوماسية والأمنية، على حد سواء، كما وجه التقرير كيانه ، بوجوب دفع المشاريع التعاونية قدما – في صورة جلية بارزة للعيان، ودون خفاء وتستر- لكامل التطبيع الاقتصادى والاستثمارى معهم- من أجل رفاهية كلا الشعبَين.تلك كانت تقديرات الشرق الأوسط في عيون وقحة، سياسية، وأمنية، وعلاقية تبادلية حميمية حثيثة علنية مع دول السنة، وتطبيعية اقتصادية، في عام منقضى، وعامنا الجديد الذى استهل علينا، فماذا عن تقديراتنا نحن العرب له على جميع الأصعدة ؟، أسأل الله أن يجعله عام سعادة وبشر ورخاء وتنمية وأمن وطمأنينة، خاليا من الأحزان والأوجاع، لنا جميعا نحن دول الشرق الأوسط العربى والإسلامي.

مشاركة :