"البورتريه السياسي" يطبع مسرحيات محمد رجاء فرحات

  • 1/6/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تونس - اعتبر المسرحي التونسي، محمد رجاء فرحات أنّ شعوب العالم لا تعيش دون ذاكرة وتاريخ مسرحي أو سينمائي، مشيرا أن هذا السبب هو ما دفعه للتخصّص عبر أعماله المسرحية في إبراز الشخصيات التاريخية لبلاده. البورتريه السياسي وقال فرحات إنه اختار "البورتريه السياسي" منهجا في معالجاته المسرحيّة، فكان أن تخصّص طيلة سنوات في إبراز شخصيات تونسية تركت بصمتها في تاريخ البلاد. ويعد فرحات، وهو من مواليد أواخر أربعينيات القرن الماضي، أحد رواد الفن الرابع بتونس، كما يعتبر أيضا من دعاة المسرح التاريخي والوثائقي. وعمل فرحات، من خلال أعماله المسرحية، على التعريف بالعديد من الشخصيات السياسية والاجتماعية في بلاده، مثل الطاهر حداد، أحد رموز حركة الإصلاح الوطني، والنقابيين التونسيين محمد علي الحامي وفرحات حشاد، والرئيس التونسي الأسبق الحبيب بورقيبة. وفي آخر أعماله المسرحية، جسّد فرحات شخصية "المنصف باي" الملك الحسيني لتونس (1942ـ1943)، في مسرحية حملت اسم الشخصية نفسها. والمسرحية ألفها رجاء فرحات، وأدى فيها دور المنصف باي، وشاركه في هذا العمل الممثلين رؤوف بن عمر في دور الحبيب بورقيبة، وآمال الفرجي في دور" لَلا قمر" (السّيدة قمر)، في عمل "جسّد جميع مراحل حياة المنصف باي، من بداياته وحكمه إلى منفاه." وفي معرض حديثه عن المنصف باي، أشار فرحات أنه تناول الشخصية من زاوية تراجيدية، خصوصا في المرحلة التي أعقبت عملية إنزال القوات الألمانية في تونس عام 1942، أي خلال الحرب العالمية الثانية، وأصبحت في مواجهة مع قوات الحلفاء. واعتبر أن "الباي كان بطلا إلا أنه كان بطلا مأساويا عاجزا لا يتحكم في شيء، إلى حين القبض عليه في 13 مايو/ أيار 1943، بتهمة التعامل مع الألمان، قبل أن تتم تنحيته عن العرش، ونفيه حتى وافته المنية في 1948". ولفت المسرحي التونسي أن "التخصص في الشخصيات التاريخية من تعاليم الانكليزي ويليام شكسبير، مبتكر هذه المدرسة الأساسية في المسرح التاريخي من خلال تسليط الضوء على ملوك بريطانيا". ومن أبرز أعمال رجاء فرحات، مسرحيات "بورقيبة السّجن الأخير" و"الطاهر الحداد" و"فرحات حشّاد". "البيروقراطية معضلة الثقافة في تونس" وفيما يتعلق بمهرجان "أيام قرطاج المسرحية" المقامة بتونس من 8 إلى 16 ديسمبر/ كانون أول، انتقد رجاء فرحات عدم استمرارية مديري المهرجان في رئاستها، معتبرا أنّ تونس لا تزال تعيش في "عهد البيروقراطية". وبحسب فرحات، فإن "وزارة الشؤون الثقافية هي التي تعين، عموما، مديري المهرجانات، في حين أنه يجب على الوزارة أن تكون لتصريف الأمور فقط وليست لإنتاج الثقافة ناهيك عن اختيار مدير مهرجان. ودعا فرحات إلى "ضرورة أن يتشاور الوزير مع أهل الإبداع العارفين بشؤون الثقافة، ولا يجب أن تنغلق اجتماعاته على عدد من أساتذة اللغة العربية وعلم الاجتماع، وعلى موظفي الوزارة الذين لا يقرؤون ولا يزورون المسارح ولا يعرفون شيئا عن الثقافة". واقترح تأسيس مجلس أعلى للثقافة يُعنى باللغة والأدب والحفاظ على التراث والتجديد، شبيها بالمجلس البريطاني الثقافي . وكان وزير الشؤون الثّقافية التّونسي محمد زين العابدين شدد على " ضرورة تحديد تصور جديد لبسط حلول إصلاحية على مستوى الإدارة والتشريع والتنظيم لتغيير واقع الثقافة في تونس". ودعا إلى " مراجعة أساليب عمل الإدارة للتقليص من البيروقراطية المملة، دعما للتواصل مع المبدعين والوسطاء الثقافيين". المسرح والإرادة السياسية والواقع الثقافي وحول غيابه عن المناصب السياسية، قال فرحات إنّه "يستمتع كثيرا حين يكون جالسا أمام مكتبه، لكتابة مسرحية جديدة، أو حين يقف على خشبة المسرح ويلتقي جمهوره". وتابع أنه "تحمل مناصب إدارية في مجال الثقافة بتونس الخارج، لكن أكبر متعة بالنسبة له تكمن في العمل الأدبي والتاريخي والمسرحي والفني. وتولى فرحات إدارة مهرجان قرطاج الدولي، وهو في السابعة والعشرين من عمره، كما يعتبر من مؤسسي فرقة الجنوب للمسرح بقفصة (جنوب غرب) في 1972. وفي ما يتعلق بواقع الطرح الثقافي التونسي بعد ثورة 2011، اعتبر فرحات أن أي "حدث تاريخي لا يخلق ثقافة جديدة". ولفت أن "مازالت في بداية الطريق الذي بدأ منذ استقلال البلاد في 1956، وهذا المخاض عسير جدا، وما يجعله عويصا هو غياب الإرادة السياسية الحازمة وغياب الإمكانيت المالية." وبالنسبة له، فإنه "لا يمكن أن تبرز حركة ثقافية إلا بضخ مبالغ مالية كافية للفرق الفنية، وفي ظل غياب هذه الإمكانات، فإن كل ما يجري أمر لا قيمة له".

مشاركة :