يقول المثل المصري (الحلو ما يكملش) وهو ينطبق على دورة الخليج 23 التي كانت عرسا رياضيا خليجيا عمت فيه الفرحة أرجاء الكويت وارتسمت البسمة على شفاه أهل الخليج الذين كانوا ضيوفا على الكويت طوال مدة الدورة وعاشوا أجواء كلها فرحة وبهجة ومودة ومحبة.إن نجاح التنظيم ليس حدثا عاديا بل يعتبر حدثا مميزا واستثنائيا وهو ما شهد به جميع المراقبين والمحللين الرياضيين نظرا للفترة القصيرة التي استغرقها الإعداد لفعاليات وبرنامج دورة الخليج فقد واصلت اللجان العاملة الليل بالنهار لتأمين كل ما تتطلبه الدورة من تغطية إعلامية واحتياجات المنتخبات المشاركة وأيضا الجماهير الغفيرة التي زادت عن الـ 60 ألف في المباراة النهائية فقد كانت حركة هذه الجماهير إنسيابية سواء في الملعب أو خارج استاد جابر .يقول المثل (يا فرحة ماتمت) فقد انهار أحد المدرجات والدورة قد انتهت فعليا مع إطلاق صافرة نهاية المباراة النهائية ولذلك لم يكن الختام مسكا بل جروح وكدمات وإصابات لبعض الجماهير العمانية مما أضفى مسحة من الحزن والقلق والارتباك في المشهد والعرس الرياضي فقد يكون عين ماصلت على النبي أو حظا عاثرا وتعيسًا أحال جو الفرح إلى حزن وفزع .لا يخفى على أحد أن استاد جابر ثار حوله الكثير من اللغط وأن هناك بعض الاختلالات والعيوب الفنية لذلك تأخرت الهيئة العامة للرياضة في استلامه وقد يكون ماحدث كما يقول المثل (رب ضارة نافعة) حتى يفتح تحقيق في حادثة الانهيار للتأكد من سلامة بقية المدرجات وأيضا إصلاح استاد جابر لإقامة بطولات قادمة عليه وهو ما يحتاج إلى جهة حيادية للكشف على الاستاد وإعداد التقرير اللازم وأن تكون هناك محاسبة لمقاول المشروع إن تأكد وجود عيوب فنية في المدرجات.إن الحظ العاثر أيضا قد لازم منتخب الكويت فهو قد كان كان أول المغادرين للبطولة رغم أنه صاحب الأرض والجمهور وهذا قد لايكون له علاقة بقصر فترة الإعداد بقدر ما يكون عدم توفيق من اللاعبين الذين أضاعوا فرصا بالجملة خاصة في مباراة منتخب الكويت مع المنتخب السعودي وكذلك مع المنتخب العماني والمنتخب الإماراتي .الجدير بالذكر أن نفس الظروف تعرض لها منتخب الكويت سنة 1986 حيث كان هناك إيقاف النشاط الرياضي وقد رفع قبل دورة الخليج التي أقيمت في مملكة البحرين بمدة أسبوع فقط ولكن كانت الروح المعنوية للاعبي المنتخب في ذلك الوقت وكذلك الإدارة الناجحة للمنتخب حيث كان يرأس البعثة الرياضية رئيس نادي القادسية الأسبق عبدالعزيز المخلد وكان ضمن أعضاء الوفد المعلق الشهير خالد الحريان فقد كانت هناك أجواء مشجعة ساهمت إلى حد كبير في إحراز المنتخب الكويتي لدورة الخليج رغم قصر فترة الإعداد .إن نجاح دورة الخليج بصورة منقطعة النظير حيث تعد من أنجح الدورات نظرا للحضور الجماهيري الغفير رغم خروج البلد المضيف من الأدوار الأولى وأيضا لم تشهد المباريات أي أحداث مؤسفة واختفاء الحساسية المفرطة والتراشق الإعلامي بين الدول المشاركة فقد كان الهدف هو التجمع الخليجي وليس الفوز في الدورة مما يحتم على الحكومة أن تولي قطاع الرياضة اهتماما بالغا وخاصة بناء الملاعب والمنشآت الرياضية وإعداد المنتخب الكويتي حتى يظهر بصورة مشرفة وذلك بعدم إقحام السياسة في الرياضة وتعريض النشاط الرياضي للإيقاف مرة أخرى والعمل على تطبيق نظام الاحتراف وخصخصة الأندية الرياضية حتى تتطور الكرة الكويتية وبقية المنتخبات لأن الرياضة لم تعد تسلية وطمباخية فقط ولكنها تحولت اليوم إلى صناعة ومجال مغرٍ للاستثمار.أحمد بودستور
مشاركة :