دعا متشددون بتوقيع عقوبات قاسية على المتظاهرين وصلت إلى حد الإعدام، فيما طالب خطيب الجمعة في العاصمة طهران السلطات بالتعامل ب«حزم» مع زعماء الاحتجاجات المستمرة منذ أكثر من أسبوع، فيما قال سكان اتصلت بهم «رويترز» في مدن مختلفة إن الاحتجاجات بدأت تنحسر منذ الخميس، بعد أن كثفت المؤسسة الحاكمة قمع الاحتجاجات بإرسال قوات الحرس الثوري إلى عدة أقاليم، لكن بعض التظاهرات مازالت تخرج متحدية إجراءات السلطات، في الوقت الذي يجري فيه الحديث عن اعتقالات طالت بعض أركان النظام بينهم الرئيس السابق أحمدي نجاد.ونقل التلفزيون الرسمي الإيراني عن رجل الدين أحمد خاتمي اتهامه، خلال صلاة الجمعة في جامعة طهران، الولايات المتحدة بالتحريض على أكبر احتجاجات مناوئة للحكومة منذ نحو 10 أعوام. ولم يختلف قول خاتمي عن تصريحات سابقة لمسؤولين إيرانيين قالوا فيها إن هذه الاحتجاجات نجمت عن تحريض خارجي، وسخرت من دعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمحتجين ضد ما وصفه بمؤسسة «قاسية وفاسدة». ولم تقدم السلطات أي دليل يدعم دور الولايات المتحدة في الاحتجاجات، التي تفتقر إلى زعيم واحد.وتناقل ناشطون مساء أمس فيديوهات لاحتجاجات في مدن متفرقة من إيران أمس السبت. وخرج المحتجون، مساء، بمظاهرة في مدينة معشور، جنوب إقليم الأحواز. وأظهر مقطع فيديو تداوله ناشطون عبر مواقع التواصل، المتظاهرين وهم يهتفون لمواطنيهم للانضمام إليهم.وفي تستر (شوشتر) شمال إقليم الأهواز، خرج شبان للتظاهر في الشارع الرئيسي للمدينة، بينما انتشرت قوات الأمن والشرطة بكثافة لتفريق المحتجين.وفي طهران، قال ناشطون إيرانيون إن وحدة مكافحة الشغب فرّقت بعنف اعتصاماً في تقاطع شارع منيرية مع شارع جاويد، لعائلات المحتجزين التي تطالب بالإفراج عن أبنائها الذين اعتقلوا خلال المظاهرات الأخيرة.وفي مراغة ذات الأغلبية التركية الأذرية بمحافظة أذربيجان الشرقية، خرج المتظاهرون ليلاً بهتافات ضد الرئيس الإيراني حسن روحاني. وأظهر مقطع فيديو نشر على مواقع التواصل اشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن.وفي الأثناء، ذكر راديو هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أمس السبت، أنه تم اعتقال أكثر من 1700 شخص كما لقي 22 شخصاً حتفهم منذ بدء المظاهرات الاحتجاجية في إيران في نهاية شهر ديسمبر الماضي.وأكدت مصادر في طهران، أن السلطات الإيرانية أمرت باعتقال الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي، خلال زيارته مدينة شيراز.وأشارت المصادر إلى أن الاعتقال تم بموافقة المرشد الإيراني علي خامنئي بعد تصريحات لنجاد في بوشهر، وصفت بأنها تحرض على الاضطرابات، وأشارت المصادر إلى أن السلطات الإيرانية تنوي فرض الإقامة الجبرية عليه.وكان نجاد قد قال في خطاب له أمام حشد من أهالي مدينة بوشهر جنوب إيران، مساء الخميس قبل الماضي مع انطلاق الاحتجاجات الأخيرة، «إن بعض المسؤولين الحاليين يعيشون بعيدًا عن مشاكل الشعب وهمومه، ولا يعرفون شيئًا عن واقع المجتمع»، معتبرًا أن «ما تعانيه إيران اليوم هو سوء الإدارة وليس قلة الموارد الاقتصادية». واتهم نجاد، فريق حكومة حسن روحاني أنهم يرون أنفسهم يملكون الأرض، وأن الشعب عبارة عن مجتمع جاهل لا يعرف، وقال الشعب ساخط على هذه الحكومة بسبب احتكارها للثروة العامة. (وكالات)
مشاركة :