تنبع أهمية تناول وجبة الإفطار من إمداد الجسم بالطاقة اللازمة في بداية يومه المملوء بالأنشطة والحركة، وتأجيل وجبة الإفطار يسبب خطراً على صحة الجسم العامة، ويجب على أجيال الشباب التي اعتادت على ترك وجبة الإفطار إعادة النظر في هذه العادة السيئة، التي تضعف صاحبها مع الوقت وتجعله عرضة للإصابة بالعديد من الأمراض.لأن وجبة الإفطار على هذه الدرجة من الأهمية فيجب الإعداد الجيد لها، ومعرفة أنواع الأطعمة التي يمكن تناولها وتمثل أغذية مثالية وصحية في هذا الوقت من الصباح، فبعض الشباب والفتيات يكتفي بوجبة خفيفة ليس لها دور غذائي ومردود على الجسم، حيث يفضلون تناول كوب من الـ«نسكافيه» مع بعض أنواع من البسكويت، وهذه الوجبة لا تمد الجسم بالطاقة اللازمة ولا العناصر الغذائية الكافية، ويصنف الأطباء وجبة الإفطار على أنها من أهم الوجبات على مدار اليوم، ومن ثم لا بد أن تشتمل على تنويعة كافية من الأغذية الصحية التي توفر الطاقة والحيوية المطلوبة، وتعد الوجبة الوحيدة التي يستطيع الجسم هضمها بشكل كامل خلال اليوم، وهي الوجبة الضرورية لصحة الأشخاص، ومن خلالها يتحكم الشخص في وزنه وتعزيز وظائف أعضاء الجسم، وتناول وجبة متكاملة صحية يعمل على منح درجة أكبر في التركيز والعمل بكفاءة أكبر، وتناول الغذاء الصحي في الفطور يساهم في تخفيض نسبة الكوليسترول الضار في الدم، وفي هذا الموضوع سوف نطرح الأطعمة المناسبة والصحية التي يمكن تناولها على وجبة الإفطار، لتحقيق الهدف من الاستفادة الكاملة وتجنب الإصابة بالمشاكل الصحية الناجمة عن سوء وجبة الإفطار. حرق الدهون يحرم الأشخاص الذين يتركون أو يهملون في تناول وجبة الإفطار من عدة فوائد هامة للغاية، ومنها حرق الدهون الزائدة في الجسم والتخلص منها، والحصول على وزن مثالي صحي، ويصبح الجسم أكثر حساسية لهرمون الأنسولين وهو ما يمثل وقاية من بعض الأمراض المزمنة مثل البدانة والسكري من النوع الثاني، وتناول وجبة الإفطار يمثل مصدرا كبيرا للإمداد بالطاقة، شرط أن تحتوي هذه الوجبة على البروتينات والمعادن والفيتامينات والألياف الغذائية، وهذه الوجبة الصحية تجنب الشخص الإحساس بالتعب طوال اليوم، وترفع من مستوى الطاقة اللازمة للقيام بالأنشطة اليومية المتنوعة، مقارنة بالآخرين الذين يفضلون وجبة إفطار غنية بالدهون أو الذين يتركون هذه الوجبة بشكل كلي، ويشعر الأشخاص الذين يحافظون على وجبة إفطار صحية بالفرق عند عدم تناول هذه الوجبة المتنوعة، وثبت أن الذين يتناولون هذه الوجبة الصحية يقوم الجسم بحرق كمية أكبر من السعرات الحرارية خلال اليوم، وتساهم في الشعور بحالة الشبع طوال النهار، كما أنها تؤدي إلى اختيار مزيد من الوجبات الصحية الأخرى، لأن ترك هذه الوجبة يعمق شعور الجوع وبالتالي عدم اختيار الطعام الصحي، بل يلجأ الشخص للغذاء الدسم ليروي حالة الجوع والنهم التي يشعر بها، ووجبة الإفطار الصحية هي التي ترتبط بحرق الدهون، والتي تكون منوعة وتحتوي على البروتينات والحبوب الكاملة. البيض واللبن تناول البيض في وجبة الإفطار ضروري فهو يعطي الشعور بالشبع، ويقلل من تناول السعرات الحرارية في الوجبات الأخرى على مدار اليوم، ويساهم في ضبط معدل السكر والأنسولين في الدم بصورة ثابتة، ويوجد بصفار البيض مركبات مضادة للأكسدة تجنب الإصابة بمشكلة إعتام عدسة العين والتنكس البقعي وبعض مشاكل العين الأخرى، ويعد البيض مصدرا جيدا لمادة الكولين الضرورية لصحة الدماغ.ويعمل البيض على الوقاية من الإصابة بمشاكل وأمراض القلب، وتناول بيضتين يوميا يمد الجسم بحوالي 15 جراما من البروتين، ومن الضروري تناول بيضة يوميا على الأقل في الإفطار، لأنها تحتوي أيضا على نسبة عالية من الكالسيوم، بالإضافة إلى أنها توفر حوالي 58% من الاحتياجات اليومية لبعض العناصر الغذائية الهامة التي يحتاجها الجسم، كما تمد الشخص بفيتامين«د» الذي تحتاجه عملية نمو العظام ويشتمل البيض على كمية من الدهون الصحية التي تمد الجسم بالطاقة، ومن الأطعمة الصحية والضرورية أيضا في وجبة الإفطار تناول اللبن، لأن اللبن يحتوي على كمية كبيرة من الماء الضروري لخلايا الجسم، والكثير من الأحماض الأمينية، والمعادن والفيتامينات والبروتينات التي تساهم في بناء الجسم.ويحتاج الطفل يوميا إلى حصة من اللبن تقدر في المتوسط بكوب ونصف الكوب، ولا غنى عن تناول الحليب من أجل الصحة السليمة واكتمال النمو، ومعروف أن اللبن يحتوي على عنصر الكالسيوم الذي له دور كبير في العديد من وظائف الجسم، ومهم في زيادة الطول وتقوية العظام ونمو الأسنان وصحتها، وبناء العضلات في كل أنحاء الجسم، ويساعد على تطوير ونمو الدماغ والقدرات الإدراكية، وتناول اللبن يوميا يرفع من درجات الذكاء، ويجعل الحالة الصحية جيدة، ويمد الجسم بالعناصر الغذائية المتكاملة من الحديد والبوتاسيوم والكالسيوم والفسفور، ويعتبر تناول اللبن في الإفطار من أفضل الأطعمة للأطفال وكذلك مختلف الأعمار. الزبادي والجبن والبرتقال تتكون وجبة الإفطار الصحية أيضا من الزبادي، لأنه يحتوي على البوتاسيوم ونسبة عالية من البروتين، فيعطي الشعور بالشبع في فترة الصباح ويفضل تناول بعض الفاكهة معه، وبينت دراسة حديثة أن الزبادي اليوناني يشتمل على نوع من البروتين يقلل من الإحساس بالجوع ويرفع من معدلات الأيض، كما يعمل على السيطرة على الوزن، لأنه يساعد على إنتاج الهرمونات التي تعزز من الشعور بالشبعكما يوجد في الزبادي حمض اللينوليك، الذي يعزز من عملية حرق الدهون، وكذلك تقليل خطر الإصابة بسرطان الثدي، وله دور كبير في المحافظة على صحة الأمعاء، ويمكن تناول الزبادي اليوناني مع بعض قطع الفاكهة من أجل زيادة الاستفادة من الفيتامينات والمعادن والألياف، كما أن تناول الجبن القريش في وجبة الإفطار مفيد في عملية التمثيل الغذائي، ويحتوي على كمية كبيرة من البروتينات ويعطي الإحساس بالامتلاء.ويحتوي أيضا على حمض اللينوليك، ويفضل أن تقدم الأم للصغار جنين القمح في وجبة الفطور، حيث إن ملعقتين من جنين القمح تمدان الصغير بحوالي 18% من احتياجاته من فيتامين «إي» في اليوم، وفيتامين «ج» و«ب12» وبعض الفيتامينات الأخرى، ويساهم في تقوية جهاز المناعة بصورة كبيرة للغاية، وتنصح الأبحاث تضمين وجبة الإفطار البرتقال أو عصير البرتقال، فهو من الفواكه الجيدة في الصباح لأنه يعمل على الحفاظ على الوزن المثالي، ويساهم في حرق الدهون ويعطي الإحساس بالشبع، ويحتوي على فيتامين «سي» المهم لتقوية المناعة في بداية اليوم. الشوفان والقهوة والشاي ينبغي أن تحتوي وجبة الإفطار على الشوفان لأنه يحتوي على بيتا جلوكان، وهو نوع من الألياف يساهم في تقليل معدل الكوليسترول الضار في الدم، ومصدر غني بحمض أوميجا3 والبوتاسيوم، ويعزز من إحساس الشبع لمدة طويلة، وينصح المتخصصون كذلك بوضع الموز في وجبة الإفطار فهو يقلل الرغبة في تناول الطعام طوال النهار، ويحتوي على كمية جيدة من الكربوهيدرات، التي يحتاجها الجسم لتوليد الطاقة للقيام بالأنشطة المتنوعة، ويمكن تقطيعه ووضعه في الحليب دون إضافة السكر،وفي حالة تناول البيض واللبن في الإفطار يجب تناول زبدة اللوز، لأنها تحتوي على كمية ضخمة من البروتين والدهون غير المشبعة، ويمكن وضعها مع الموز والتفاح للحصول على وجبة متكاملة، وتناول الفراولة في وجبة الإفطار يمد الجسم بما يحتاجه من فيتامين «سي» مع الألياف الغذائية وحمض الفوليك، والبطيخ يعطي كمية من المياه اللازمة لترطيب الجسم طوال اليوم، ويحسن من أداء الدورة الدموية بصورة عالية، وكذلك بذور الكتان التي تعتبر مصدرا غنيا بالدهون الصحية وحمض أوميجا3 ومضات الأكسدة، والعنب البري يحسن كل وظائف الجسم والذاكرة وعمليات التمثيل الغذائي، كما يفضل تناول فنجان من القهوة في الصباح لتحسين المزاج وزيادة اليقظة والانتباه والنشاط وزيادة معدلات الأيض.وكذلك يمكن تناول كوب من الشاي في الصباح حتى يحقق نفس فائدة القهوة، وبه الكثير من مضادات الأكسدة الصحية للجسم، وكذلك الشاي الأخضر من أفضل المشروبات التي يمكن البداية بها خلال اليوم، لأنه يزيد من اليقظة ويرفع معدلات الأيض، ويخفض نسبة السكر في الدم ومستويات الأنسولين وضروري لمرضى السكري، كما يحتوي على مضادات الأكسدة المفيدة للمخ والقلب والجهاز العصبي والوقاية من مرض السرطان. التحصيل الدراسي والذاكرة ثبت أن تناول وجبة الإفطار ضروري للغاية لكل الأعمار، ولكنه أكثر أهمية بالنسبة للصغار، حيث بينت دراسة أمريكية حديثة أن الأطفال الذين يحافظون على وجبة الإفطار يصبح الأداء أفضل، ويحققون نتائج أعلى وتركيزاً في التحصيل والدراسة، وخلال اللعب، مقارنة بالآخرين الذين لا يتناولون وجبة الإفطار، وكشفت دراسة أخرى أن تناول وجبة الإفطار يساعد على التحكم في معدل الكوليسترول الضار في الجسم، وأن الأشخاص الذين يتركون وجبة الفطور يصبحون أكثر عرضة للإصابة بالأمراض التي ترتبط بارتفاع الكوليسترول الضار في الجسم، وغالباً ما يعانون حدوث خلل في الأنسولين بالجسم، مقارنة بالآخرين الذين يحافظون على وجبة الإفطار.وتنصح الدراسة الأشخاص الذين يعانون مرض السكري بالمحافظة على تناول وجبة الفطور، وكذلك الذين يشتكون دائماً من ارتفاع نسبة الكوليسترول، وتوصلت دراسة سابقة إلى أن تناول وجبة الفطور الصحية يساهم في تحسين الذاكرة بشكل جيد، مع زيادة درجات التركيز طوال اليوم، شرط أن تكون وجبة الإفطار مشتملة على الأطعمة الصحية، وخالية من الدهون، والسكريات، والسعرات الحرارية العالية التي تضعف من عملية التركيز والذاكرة فترات طويلة من اليوم، وهذا يدفع الأمهات إلى ضرورة البحث عن الطعام الصحي السليم الذي تقدمه للتلاميذ في وجبات الإفطار، من أجل التميز في المدرسة، والتقدم في المذاكرة.