يقول الباحثون في مجال علم النفس إن العادة التي يقوم بها الكثيرون من محاولة التأكد من قيامهم ببعض الأمور الحياتية ما هو إلا خوف من فقد السيطرة، وهو ما توصّلوا إليه من خلال قيامهم بالدراسة التي نشرت مؤخراً بمجلة «الوسواس القهري والاضطرابات ذات الصلة».كثير منا يقوم بالتأكد من غلق باب المنزل، لضمان عدم دخول أحد أو الدوران حول السيارة للتأكد من صفّها وغلق أبوابها وغير ذلك من الأمور التي يقوم بها الشخص يومياً، ولكنها تكون بدرجة كبيرة لدى البعض، بحيث يقومون بتلك العادة مرات متكررة، وهو وسواس قهري لحظي والذي يعد أحد أنواع اضطراب القلق، وفي الدراسة الحديثة يقول الباحثون إن الخوف من فقدان السيطرة يمكن أن يؤدي إلى ذلك السلوك المتكرر من أجل التأكد من الأشياء، وهو خوف يقف وراء كثير من حالات سلوكات التأكد.شملت الدراسة 133 متطوعاً من طلاب الجامعات، خضعوا لقياس النشاط الكهربي بالدماغ، وأخبر بعضهم - خبراً غير حقيقي - بأنهم على وشك فقدان السيطرة على أفكارهم وتصرفاتهم، بينما أخبر البعض الآخر بأنهم على خطر منخفض لفقدان تلك السيطرة، وفي الوقت ذاته طلب منهم القيام بمهام حاسوبية تتطلب السيطرة على حركة الصور، وذلك بأن يقوموا بجعلها تختفي قبل تضاؤلها من خلال شاشة الحاسوب الخاص بهم، وما لا يعلمه أولئك الطلاب هو أن ليس لديهم سيطرة فعلية على تلك الصور، بل تمت برمجتها بحيث تتطاير داخل مساحة معينة، كما طلب منهم استخدام مفاتيح متعددة للسيطرة على تلك الصور والضغط على «مسطرة المسافة»، لتأكيد الأمر الذي أعطوه للحاسوب، ووجد الباحثون أن المتطوعين الذين اقتنعوا بأنهم على خطر كبير لفقدان السيطرة على تصرفاتهم كانوا أكثر وسوسة، فقد كانوا يقومون بسلوكات التأكد مرات متكررة أكثر من زملائهم الذين أخبروا بأنهم أكثر مقدرة في الحفاظ على السيطرة على تصرفاتهم.
مشاركة :