تحتوي الأمعاء على الكثير من الكائنات المجهرية، والتي لها دور جيد في عملية الهضم والامتصاص، وهذه الميكروبات لها أعداد معينة من أجل عمل التوازن المطلوب في الجهاز الهضمي، ومعروف علمياً أن هذه الأعداد إذا انخفضت عن المعدل الطبيعي يحدث خلل في وظائف الأمعاء، وبالتالي تؤثر في الصحة العامة للشخص، والحفاظ على هذه الكائنات أمر ضروري من أجل الحصول على صحة وحيوية جيدة، وتتغذى هذه الميكروبات على بعض العناصر الغذائية، وهو ما يتطلب اتباع نظام غذائي صحي للشخص يشمل بعض المواد الغذائية الضرورية، وأجريت دراسة واسعة اشترك فيها فريق من الباحثين على مستوى العالم، لمعرفة ماذا يحدث في حالة عدم إطعام هذه الميكروبات بالغذاء الذي يجعلها على قيد الحياة تؤدي عملها.قام الباحثون في هذه الدراسة باستخدام فئران ليس لديها ميكروبات في الأمعاء، وتم حقنها بعدد 15 نوعاً من البكتيريا الموجودة بشكل طبيعي في أمعاء الأشخاص، ويتوفر لدى الباحثين معرفة البصمة الجينية لكل نوع من هذه البكتيريا، حتى يتمكنوا من مراقبة تطور كل نوع بعد فترة من الوقت، وكذلك للتعرف إلى تأثير نوعيات الغذاء في نشاط هذه البكتيريا، وكان من ضمن الأنواع بكتيريا أي كولاي أو الإشريكية القولونية التي تعيش داخل جسم الأشخاص، وتم تغذية الفئران على أطعمة تتضمن الألياف بكميات متباينة، ومجموعة أخرى تم إطعامها أغذية خالية من الألياف، وتوصلت النتيجة إلى أن الفئران التي تم إطعامها بنظام غذائي يحتوي على 18% منه ألياف، لم تزيد لديها البكتيريا بشكل ملحوظ، وظلت الطبقة المخاطية لديها قوية وسميكة مع الوقاية من التهاب الأمعاء، ومجموعة الفئران التي تم تغذيتها على طعام خالٍ من الألياف، تحركت الميكروبات وهاجمت الطبقة المخاطية وحدثت التهابات بالأمعاء، وهذه النتيجة أيضاً في حالة التوقف لفترة بسيطة عن تناول الألياف لمدة عدة أيام فقط، بل قامت هذه البكتيريا بمهاجمة جدار القولون.انتهت الدراسة إلى أن ميكروبات الأمعاء تعتمد بالأساس في طعمها على الألياف الغذائية، وإن لم تحصل عليها تشرع في التغذية على غشاء الأمعاء نفسه، وبالتالي تصاب الأمعاء ببعض الالتهابات المزعجة، كما أوضحت نتائج الدراسة أن عدم توفر الألياف الغذائية لميكروبات الأمعاء يجعلها تعتمد على جدار الأمعاء في الغذاء وتعرضه للمشاكل والأضرار.وتوصل الباحثون إلى أنواع الإنزيمات التي تنتجها هذه البكتيريا لهضم الألياف، ووجدوا 1620 نوعاً من الإنزيمات المختلفة المستخدمة لهضم الكربوهيدرات، وهي نفس الطريقة المماثلة التي تحدث داخل أمعاء الشخص، ويسبب نقص هذه الألياف إلى إفراز كميات أكبر من هذه الإنزيمات، والتي تعمل على تقليل سماكة الغشاء المخاطي داخل الأمعاء بدرجة كبيرة.