يسعى الكثير من الباحثين للتوصل إلى طرق مبتكرة لعلاج أمراض السرطان، التي باتت تهدد ملايين البشر في جميع أنحاء العالم، وتوصل فريق بحثي من بلجيكا إلى طريقة جديدة لحصار الأورام السرطانية وتحجيم نموها وانتشارها؛ وذلك من خلال تركيبة جزيئية معينة لها القدرة على تثبيط أحد العوامل الرئيسية لنمو الأورام السرطانية؛ حيث يتم تحفيز الخلايا على إنشاء شبكات بروتينية تشبه إلى حد كبير شبكة العنكبوت، وتستطيع هذه الشبكة محاصرة الورم الخبيث حتى يتوقف عن النمو، ومن المعروف أن البروتين الموجود في البيض المغلي يحتوي على مادة الأميلويد، التي تتكون من خيوط رفيعة للغاية غير قابلة للذوبان، وهي مادة تساهم في إنتاج الميلانين وتخزين الهرمون الخليوي، ويرتبط الأميلويد بحدوث بعض الأمراض، مثل: الزهايمر وخلل تجلط الدم وإعتام عدسة العين.نجح الباحثون في التوصل إلى تصاميم تستطيع تحطيم وظائف البروتينات التي تتشابه مع خصائص الأميلويد، وبالتالي يسهل إمكانية استخدام تركيبة الأميلويد في تطوير جزيئات تقنية حيوية جديدة، لها القدرة على محاربة العديد من الأمراض، وأول نوع لهذه التقنية هو تصميم أميلويد يستهدف الخلايا السرطانية؛ من خلال الدخول للخلية وتحفيزها على تكون البروتين المطلوب، وهذا البروتين الجديد يلتصق مع بعضه بصورة تمنع تكوين البروتين الذي يفيد الخلايا السرطانية وبهذه الطريقة تتم محاصرة الورم ووقف نموه، ويتشابه التحام البروتين مع بعضه مع شبكة العنكبوت في تكوين شبكات من البروتين المثبط لجزيئات تؤدي دوراً رئيسياً في العديد من الأمراض.يعد فصل الخلايا السرطانية عن العوامل التي تساعد على نموها أحد أساليب العلاج، ونجح باحثون في دراسات سابقة في التوصل إلى طرق متنوعة للتخلص من الورم، لكن هذه الطريقة الجديدة يمكن تطبيقها على كل أنواع البروتينات وليس النوع الذي تستفيد منه الخلايا السرطانية فقط، وبذلك تستطيع هذه التقنية تطوير علاجات للسرطان وأيضاً معالجة الالتهابات المقاومة للعلاج، مثل: أنواع معينة من الالتهابات الفطرية والبكتيرية، التي تقاوم المضاد الحيوي، وتسبب مشكلات صحية كبيرة، وتهدد حياة بعض المصابين الذين يحتاجون بشدة إلى هذه التقنية الجديدة في العلاج، لفقدان الجسم القدرة على مواجهة العدوى، ومنهم الأشخاص الذين يجرون عملية زراعة أعضاء جديدة داخل الجسم.
مشاركة :