يقول صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة: «رهان دولة الإمارات العربية المتحدة سيكون في السنوات المقبلة الاستثمار في التعليم؛ لأنه القاعدة الصلبة للانطلاق في مرحلة ما بعد النفط».. ويقول أيضاً: «مهنة التعليم ارتبطت بالمنزلة الرفيعة والمكانة الاستثنائية في نفوسنا، واستمدت أهميتها ومكانتها وقوتها من رسالتها النبيلة التي اتخذت من القيم التربوية والمبادئ السامية والعلم والمعرفة منهجية تؤطر لها، وتجعل من المعلم شريكاً أساسياً في تنمية العقول، وتهذيب الأخلاق، وبناء وتنمية المجتمعات».. وسموه صاحب مقولة «التعليم أولاً».. ومقولة: «إن دور المدرسة التربوي يتعاظم في هذه المرحلة أكثر من أية مرحلة سابقة، ونحن واثقون بأن المعلمين والمعلمات على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقهم، وهم على وعي كامل بالدور المحوري للتربية والتعليم في تعزيز النهضة التنموية الإماراتية الرائدة». تكشف كلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد عن رؤية ثاقبة للتعليم تضع الأسس لتعليم عصري عالمي يواكب طموح الإمارات، رؤية تستشرف المستقبل للأجيال وتلهم شباب الإمارات لبناء دولة قوية متسلحة بالعلم والمعرفة، فكانت أقوال سموه بمثابة الإلهام وشرارة الانطلاق نحو المستقبل والتفكير في كيفية الاستثمار وبقوة في التعليم ودعم الموارد البشرية لضمان جاهزيتها للعمل والإنتاج في الصناعات والمجالات الاقتصادية الحيوية البديلة عن النفط. وأظهرت مبادرات وتوجيهات سموه المكانة المتميزة التي يحظى بها التعليم، باعتباره حجر الأساس الذي يقوم عليه بناء الدولة، كما يؤمن سموه بأن التعليم بوابة العبور الآمن إلى المستقبل الأفضل للوطن والمواطن، ويؤمن بدوره في بناء الإنسان، وتعزيز قيم الانتماء والولاء ومواجهة الأفكار الظلامية، ودعم المشروعات الوطنية الكبرى. التربية الأخلاقية أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، مبادرة تدعم العملية التعليمية بمادة «التربية الأخلاقية» في المناهج والمقررات الدراسية، بالتعاون والتنسيق مع وزارة التربية والتعليم والمؤسسات ذات الصلة. وتشمل مادة التربية الأخلاقية 5 عناصر رئيسية، هي الأخلاقيات، والتطوير الذاتي والمجتمعي، والثقافة والتراث، والتربية المدنية، والحقوق والمسؤوليات. وتتضمن المبادرة تشكيل لجنة لاعتماد أطر منهجية ومعايير مناسبة لإعداد مادة «التربية الأخلاقية»، بما يتوافق مع الهوية الثقافية والعادات والتقاليد الإماراتية، لكي تسهم مع جهود مختلف المؤسسات والهيئات في وضع أسس علمية ومضامين تربوية وبرامج مدروسة وآليات عمل تضمن تكامل هذه المادة الحيوية مع باقي المقررات الوطنية والدراسية. وتهدف المبادرة إلى ترسيخ الخصائص الأخلاقية والقيم في دولة الإمارات بين طلبة المدارس، وتلك التي تعزز التسامح والاحترام والمشاركة المجتمعية وتنمي روح المبادرة والتفاعل الإيجابي والمسؤولية، وتشجع على الإبداع والابتكار والطموح لدى الطلبة وحب العلم وإتقان العمل. تطوير التعليم الفني بدأ التعليم الفني والتقني بالإمارات في السبعينيات، ومر بمراحل متعددة، ولكن نقطة التحول جاءت عام 2005 بقرار صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بإنشاء معهد التكنولوجيا التطبيقية، وأحدث القرار تغييرا جذريا، حيث تم إنشاء معهد أبوظبي للتعليم والتدريب المهني في عام 2007، وأتاح فرصة التعليم لجميع أبناء وبنات الدولة. وأظهرت رؤية سموه للتعليم المهني والتقني اهتمامه المباشر بتوظيف المزيد من المواطنات المتخصصات في مجالات الرعاية الصحية، وأسهمت كلية فاطمة للعلوم الصحية في زيادة هذه التخصصات. وأكدت مبادرات سموه في مجال التعليم المهني والفني ضرورة الارتقاء به ودعم الابتكار وظهر ذلك بزيادة عدد طلاب مركز أبوظبي للتعليم والتدريب التقني والمهني على مستوى الدولة، وأصبح أبناء المركز اليوم الأفضل من الناحية الأكاديمية وهذا ما أفرزته نتائج وزارة التربية والتعليم قطاع التعليم العالي. جامعات عالمية يؤمن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بأهمية الاستفادة من تجارب الآخرين من أجل تطوير الأنظمة التعليمية؛ وبهذه الرؤية ووفق توجيهات سموه استقطبت الإمارات الجامعات العالمية، فتم افتتاح فرع لكل من جامعة السوربون وجامعة نيويورك في أبوظبي، بهدف فتح آفاق ومجالات للتطور أمام المتعلمين، وضرورة تنمية الموارد البشرية من خلال التعليم المتطور والهادف. كما حرص سموه على رفع أعداد الطلبة الملتحقين في برامج الدراسات العليا في المعهد البترولي وجامعة خليفة ومعهد مصدر، ومن هنا كانت مبادرة «بحوث» التي تضمنت برامج الماجستير والدكتوراه. «جائزة الروبوت» وأطلقت جامعة خليفة مسابقة محمد بن زايد العالمية للروبوت، تحت رعاية سموه، وهي جائزة عالمية مرموقة ويبلغ مجموع جوائزها 5 ملايين دولار وتشهد مشاركات عالمية طموحة، فسموه يؤكد ربط «التعليم والبحث مع الاقتصاد» وطموحاته لا تنتهي. المنح الدراسية انطلق برنامج (منحة الشيخ محمد بن زايد للتعليم العالي) في شهر مايو عام 2011 لتمويل المنح الدراسية لخريجي جامعة زايد لنيل درجتي الماجستير والدكتوراه، وتقوم مؤسسة الإمارات بمساعدة لجنة الاختيار، بإدارة البرنامج والإشراف عليه. واستفاد من البرنامج عشرات الطلاب من أبناء جامعة زايد منذ انطلاقه وحتى الآن، ويقدم البرنامج الدعم للمتميزين من خريجي وخريجات البكالوريوس في جامعة زايد، ويتيح لهم فرصة مواصلة تعليمهم العالي على مدى سنتين لنيل شهادة الماجستير أو ثلاث سنوات لنيل شهادة الدكتوراه في جامعات مختارة في دولة الإمارات وخارجها استناداً إلى ميزاتها الأكاديمية والتخصصات المتاحة ذات العلاقة بالمتطلبات الاستراتيجية لدولة الإمارات العربية المتحدة، كما ينبغي أن تكون الجامعات معترفاً بها من قِبل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي لدولة الإمارات العربية المتحدة. ويتيح البرنامج لطلبة الماجستير فرصة الاختيار بين مجموعة من الجامعات في الدولة والجامعات الأجنبية المصنفة ضمن أفضل 200 جامعة في قائمة الترتيب الأكاديمي للجامعات العالمية المعتمدة لدى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في دولة الإمارات العربية المتحدة.
مشاركة :