كاتدرائية ميلاد المسيح - احيا الاقباط الارثوذكس في مصر قداس عيد الميلاد السبت في كاتدرائية عملاقة جديدة في شرق القاهرة وسط إجراءات أمنية مشددة، بعد عام من اعتداءات جهادية دامية استهدفت الاقلية التي تشكل 10 بالمئة من سكان البلاد. والقى الرئيس عبد الفتاح السيسي خطابا قصيرا قبل القداس، الذي ترأسه بابا الأقباط تواضروس الثاني، متمنيا لهم ميلاد مجيدا ومؤكدا أن البلاد ستنتصر على الجهاديين. ووقف السيسي بجانب البابا بينما كان المؤمنون يهتفون له "نحن نحبك"، فرد عليهم الرئيس الذي ضاعف بالاشهر الاخيرة خطوات الانفتاح على هذه الاقلية المسيحية "انا احبكم ايضا". وقال السيسي مخاطبا الاقباط "أنتم أهلنا. انتم مننا. نحن واحد. لن يقدر أحد أبدا على تقسيمنا". واقامت الشرطة حواجز أمنية خارج الكاتدرائية في العاصمة الإدارية الجديدة التي تبنيها مصر في شرق القاهرة. وقال السيسي إن افتتاح الكاتدرائية "رسالة كبيرة جدا من مصر للعالم كله. رسالة سلام ورسالة محبة". وتابع "نحن نقدم نموذجا للمحبة والسلام بيننا وبين بعض" في إشارة للمسلمين والاقباط. وشارك بالقداس ايضا عدد من المسؤولين العسكريين والسياسيين. والتقط عدد من المؤمنين الصور امام شجرة ميلادية عند مدخل الكاتدرائية بينما حمل اخرون بالداخل اعلام مصر. وقالت ساندي عاطف المتطوعة بالكنيسة "انه حقا امر رائع (ان يكون الرئيس هنا). احبه كثيرا". من جهتها قالت هيدي الوحش وهي مسيحية انجيلية كانت مشاركة بالقداس "انا اقدره (السيسي) كثيرا لانه خلصنا من الاخوان" المسلمين. وجرت احتفالات عيد الميلاد في ظل إجراءات أمنية واضحة حول الكنائس الرئيسية في ارجاء البلاد وفي القاهرة وسط إجراءات أمنية مشددة، بعد سلسلة من الاعتداءات التي استهدفت الاقباط بدءا من نهاية العام 2016. ويبقى التهديد كبيرا، فقد أدى اعتداء ارتكبه الاسبوع الماضي جهادي مسلح ضد كنيسة في حلوان في جنوب القاهرة الى مقتل ثمانية أقباط. وتندرج الاعتداءات الاخيرة التي تبناها تنظيم الدولة الاسلامية ضمن دائرة العنف التي بدأت العام 2013 عقب إطاحة الجيش للرئيس الاسلامي محمد مرسي، والتي بدأت بعدها موجة هجمات جهادية خصوصا في شمال سيناء. واوقعت هذه الهجمات مئات القتلى من قوات الجيش والشرطة. ويشكل الاقباط هدفا ثابتا للجهاديين. وبدأت سلسلة الاعتداءات في كانون الاول/ديسمبر 2016 عندما استهدف تفجير انتحاري كنيسة مجاورة لمقر كاتدرائية الاقباط الارثوذكس في العباسية في القاهرة ما أدى الى سقوط 29 قتيلا. واثر مقتل حوالي عشرة أقباط والتهديدات المستمرة بحقهم، اضطرت عشرات الاسر القبطية الى الفرار من شمال سيناء في شباط/فبراير 2017. في نيسان/ابريل الفائت، أسفر هجومان آخران على كنيستين في الاسكندرية وطنطا عن مقتل 45 شخصا. في أيار/مايو، قتل 28 شخصا على الاقل بينهم العديد من الاطفال في هجوم على حافلة كانت تقل مسيحيين في طريقهم الى زيارة أحد الاديرة في محافظة المنيا (200 كلم جنوب القاهرة). ويشكل الاقباط قرابة 10% من مئة مليون مصري ويقيمون في مختلف مناطق البلاد. لكن تمثيلهم ضعيف في الحكومة ويقولون انهم يعانون التهميش.
مشاركة :